ان لم يكن لك حاقد فاعلم انك فاشل» مقولة شهيرة لفضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله، ومعها تشعر أنه بيننا فى هذه المرحلة ويراها تنطبق على مصر التى تسير بخطى واثقة وعزيمة لاتلين ومواقف شريفة فى زمن عز فيه الشرف فى مسار القضية الفلسطينية ورفض التهجير والحفاط على الأمن القومى المصري، ولذلك لم يكن غريبا ان تجدها الدولة الوحيدة فى العالم المخصص لها أكثر من 45 قناة فضائية وأكثر من 8 ملايين أكونت عبارة عن صفحات ومجموعات على مواقع التواصل الإجتماعى وأكثر من 1000 قناة يوتيوب كل شغلهم الشاغل مهاجمتها وضرب الروح المعنوية للمصريين وتزوير وتزييف الحقائق والتشكيك فيها.
فى موجة جديدة ومتكررة من الحرب الأعلامية التى تتم ممارستها ضد دولة 30 يونيو ينفذ الاعلام المعادى المأجور والمعروف هويته «حملة مشبوهة» خلال هذه الفترة ويمارس استراتيجية تزييف الحقائق وتضليل الرأى العام ويغض البصر عن مايحدث من أوضاع داخلية ومعيشية صعبة فى دول سقطت ويعانى شعبها من الجوع ونقص الأدوية والمستشفيات، أو مايحدث بالضفة الغربية يوميا من انتهاكات بربرية للكيان المحتل، وحتى اقتحام وتدنيس المسجد الاقصى فى اجازة عيد الفطر المبارك لم يلقوا له بالا لأنهم مشغولون فقط بالتركيز على قضايا فرعية بسيطة لا تمثل شيئاً سوى انها تحدث فى مصر رغم انها حوادث فردية عادية تحدث وتتكرر فى كل دول العالم بلا استثناء، مثل خناقة فى حى شعبى بين عدد من الأفراد أوسقوط قطة فى أحد الأبيار فى محافظة ما، ولكن عندما تحدث هذه الأشياء البسيطة فى مصر يسارعون بالتضخيم والترويج مدفوعين بالحقد والغل ويصبح شغلهم الشاغل ليل نهار نقد مصر والمصريين ويظل الأسفاف والتناقض والأزدواجية سمة أساسية داخل هذه القنوات، حتى اهتمامهم بأخبار ما يحدث فى غزة ينحصر فى انها على الحدود مع مصر التى فعلت ما لا يفعله أحد فى العالم العربى والإسلامى من أجل الفلسطينيين، وعلى الرغم من ذلك يحاولون باصرار التلاعب بمشاعر المصريين واللعب على وتر الإنسانية والصعبانية وكأنها لاتخصهم أيضا وتخص مصر فقط، والحقيقة الوحيدة التى لا يستطيعون تفسيرها هى لماذا كل هذا التركيز على مصر والمصريين؟ مما يؤكد بلاشك ان هذه القنوات تمثل سرطانا فى جسد الوطن العربى لأنها أدوت إعلامية يستخدمها أهل الشر فى نشر الفوضى والإرهاب ودعم الخراب فى كل الدول التى تم تدميرها تحت زعم الربيع العربى ولم ينج من شرورها الا مصر العظيمة بفضل الله ثم القيادة السياسية الحكيمة وثورة 30 يونيو .
كلمة فاصلة:
ببساطة.. استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى للرئيس الفرنسى ماكرون فى هذا التوقيت الحساس واصطحابه لزيارة حى الحسين والجمالية فى وسط الجماهير الغفيرة يبرهن على ثقة الرئيس فى نفسه وشعبه ويبعث برسالة للعالم كله ان مصر آمنة، ومتماسكة، وتقود المشهد، وفى ظهرها، تاريخ، وحضارة، وشعب لا يعرف الخوف، وأما المؤامرة المستعرة عليها اقتصاديا وعسكريا والاصرار على جرها للحرب واجبارها على التورط فيها له عدة أسباب منها موقفها الثابت والواضح من حماية أمنها القومى والتصدى لمخطط تهجير الفلسطينيين الى سيناء وعدم تصفية القضية الفلسطينية، وكذلك تحول الجيش المصرى الى قوة غير مسبوقة فى المنطقة وكسره للقيود اللى كانت فى كل العصور السابقة، بالإضافة الى اكتشاف مصر عبقرية موقعها الجغرافى وإنشاء أهم ممرات تجارية ولوجيستية فى العالم، وأنضمامها لمجموعة «البريكس» ورفضها ان تعيش حبيسة لهيمنة الدولار، واهتمامها بتوطين الصناعة والتكنولوجيا حتى لايظل المصريون مستهلكين للبضائع الأجنبية، وتطويرها للموانئ والمطارات والطرق والسكك الحديدية، ولأنها أصبحت مركز تجارة عالمي، وأكبر مركز اقليمى لتداول الغاز، وقريبا سوف تصبح أكبر مركز اقليمى لتداول الكهرباء بعد ربط الشبكة المصرية باسيا وافريقيا وأوروبا وغيرها من الأسباب كثير لايتسع المكان لحصرها.. حفظ الله مصر.