الحكومة اليمينية لا تريد ايقاف الحرب.. وحزب العمل يضغط
المراوغة فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى قطاع غزة منذ يناير الماضي، هوما احترفت القيام به حكومة اليمين الاسرائيلى المتطرفة، والهدف استمرار الحرب، من أجل تقويض قيام الدولة الفلسطينية، وعدم الاعتراف بالفشل فى الحرب، والهزيمة التى لحقت بهم فى السابع من أكتوبر، لا يريدون ان تتم محاسبتهم فور إيقاف إطلاق الصواريخ والقنابل والمسيرات، وبالأمس بدأ إضراب نقابة العمال الإسرائيلية الهستدروت، وهى من اقوى النقابات التى لها تأثير قوى على الشارع الاسرائيلي، والتى حققت الكثير عندما كانت هناك أزمة الثورة القضائية ضد رئيس الوزراء نتنياهو، وتم اتخاذ العديد من الأحكام ضده، وسوف يتم تنفيذها فور انتهاء الحرب، وهوما يخشاه، لذا الضغط من جانبها مختلف، وهناك أفق جديد ظهر بعد الغضب العارم من أهالى الاسري، لعودة 6 جثث من الرهائن من غزة، واعتبار ذلك استخفاف بهؤلاء، والسؤال هل هناك تغيير فى المشهد فى الداخل الاسرائيلي؟
يقول د.عبدالمهدى مطاوع المحلل السياسى الفلسطيني: إن إضراب نقابة العمال الإسرائيلية الهستدروت تدخل على خط الاحتجاج، هوضغط على رئيس الوزراء نتنياهو، من أجل الموافقة على ابرام اتفاق الصفقة بخصوص الرهائن فى غزة، ونفس هذا الاضراب تم فى شهر مارس من العام الماضى عندما قام باقالة وزير الدفاع جالانت، ورجع عن قراره بعد الإضراب، لذا يتم الحديث على انه اضطراب سياسي، واذا استمر الإضراب وتوسعت الاحتجاجات من الممكن إسقاط الحكومة اليمينية، والإضراب حاليا تم فى بعض البلديات، ونتنياهو واجهه بمحكمة العدل وتم اتخاذ قرار بإيقافه لمدة ساعتين ونصف ظهرا، بحجة انه إضراب سياسى وليس نزاع عمل، ورئيس حزب العمل اقر باحترام القانون، وهناك رسالة واضحة لنتنياهو بأن يعيد حساباته وقراره الحكومى بخصوص البقاء فى محور فلادليفيا، وقبول الورقة المخففة فى المفاوضات، خاصة وأن الادارة الامريكية تقدم خلال الاسبوعين القادمين المقترح النهائى للحل.
وأضاف أن المظاهرات والإضرابات ليس لها علاقة، بإيقاف الحرب وتخفيف ما يحدث والوحشية الإسرائيلية فى الضفة الغربية وغزة، وإنما كل ماتريده هذه الاحزاب الاسرائيلية والمعارضة هورجوع الرهائن، والشعارات التى تم إطلاقها لا علاقة لها بالحفاظ على حياة الفلسطينيين، بل هناك استعداد كامل لدى المجتمع الإسرائيلى لهذا الاعتداء علينا، مشيرا إلى أن هذا الإضراب سوف يمر صعباً على نتنياهو، خاصة وانه من الممكن ان تطول، وهذه ليست أول مرة يواجه هذه الاضرابات، ولكنها عملية ضغط قوى عليه للتراجع عن شروطه فى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، ومن الممكن الرجوع إلى الأمام، بزيادة التصعيد، فى الضفة الغربية، وضرب عصفورين بحجر، حيث انه يقوم بنقل نفس السيناريوفى شمال الضفة الغربية، وسوف يتم استخدام هذه الورقة لعدم انهاء الحرب، وذلك بالتصعيد المستمر، ولكنه يتفق فى العمق السياسى الإسرائيلى فى نفس الأهداف.
يقول د.أحمد رفيق عوض رئيس مركز الدراسات المستقبلية فى جامعة القدس انه ليست هناك مفاوضات حقيقية، ولكن يوجد تكتيك تفاوضى يراد منه ربح الوقت، وامتصاص الغضب داخليا وخارجيا، لأن اسرائيل لا يمكنها أن تقبل بوقف اطلاق النار، لأن هذا سوف يود الحكومة اليمينية المتطرفة إلى انتخابات ومحاكمات، وإعطاء تبرير للفشل الذريع يوم السابع من أكتوبر، وسوف يتم فيها الإطاحة بالرؤوس الحالية فى أعلى السلطة، وإسرائيل لا تريد أن تعترف بالهزيمة أمام ما يسمى محور المقاومة، لأن الولايات المتحدة ليست وسيط ولكنها شريك، ولا يمكن إدارة الأمور مع شريك، وإسرائيل تفرض الشروط كى تحقق انتصارا وهميا، ومسألة انتشال الجثث الستة يعقد المفاوضات بالتأكيد ويضيف على التفاوض عقبة أخري، ودليل أمام الجمهور الإسرائيلى أن نتياهو كاذب ومضلل، ولا يريد الذهاب إلى صفقة، لأن هناك خسارة على المستويين الشخصى والحكومي، ولهذا فإن هذه المظاهرات المستمرة منذ أحد عشر شهراً لم تؤثر على الحكومة الإسرائيلية ولم تجبرها على شيء، والشارع الإسرائيلى منقسم على نفسه، أحدهما يمينى يدعم نتنياهو، وهذه قوته الخفية الظاهرة.