أين طريق السلام فى هذا العالم؟! كيف يمكن أن يتم التعايش السلمى بين الدول والشعوب؟!!.. كيف أصبحت كل الطرق مغلقة فى وجه السلام وأحلام السلام فى هذا العالم؟! .. ومن مخاطر التصعيد العسكرى بين حلف الناتو وروسيا فى أوكرانيا.. إلى مخاطر حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.. أصبح العالم كله يتساءل الآن.. أين يمكن أن تبدأ الحرب العالمية الثالثة؟!
كل الطرق الآن تؤدى إلى انتحار الحضارة.. وانتحار الإنسانية!! هل وصلنا بالعالم إلى نهاية التاريخ.. قبل أن ينتهى الزمن والوجود.. فقد أعلنت إسرائيل كعادتها أنها ترفض قرار مجلس الأمن.. وترفض وقف إطلاق النار فى غزة وتتمسك باستمرارها فى جرائم الحرب ضد أبناء الشعب الفلسطينى.. وترفض إسرائيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.. بدعوى أنها ترفض أن تعطى جائزة للإرهاب وحركة حماس!!
أمريكا ليس لها أية مصالح فى الحرب الإسرائيلية على غزة
بعض أساتذة الجامعة العبرية يطالبون بتدمير دولة إسرائيل!!
إسرائيل لا يمكنها الصمود فى أى حرب بدون دعم أمريكى مباشر
فشل الجيش الإسرائيلى فى السيطرة الكاملة على قطاع غزة.. يؤكد أنها خسرت الحرب
الصورة أصبحت مظلمة فى إسرائيل.. وتعيش تحت حصار أزمات الانقسامات السياسية الحادة والإحساس بالهزيمة
يدعى اليهود فى العالم حالياً أن إسرائيل تحارب فى غزة من أجل وجودها وبقائها.. ويقولون إن إسرائيل تقاتل من أجل القبول بشرعية وجودها.
.. لكن جرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل يومياً جعلتها تخسر حتى أصوات اليهود فى أمريكا.. وتصاعد العداء لليهود وللسامية فى أمريكا وأوروبا وحول العالم. أصبحت إسرائيل تمثل الوجه القبيح للعنصرية وللإمبريالية الصهيونية فى هذا العصر.
.. ووصل العداء لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى داخل الجامعة العبرية فى القدس الغربية داخل إسرائيل.
وندد كبار أساتذة الجامعة الإسرائيلية بحكومة نتنياهو ووصفوها بأنها حكومة تضم المجرمين والقتلة.
.. وارتفعت أصوات صارخة داخل الجامعة العبرية فى إسرائيل تطالب بإلغاء الصهيونية باعتبارها جريمة ضد الإنسانية وذكرت جيروزاليم بوست الإسرائيلية فى دهشة.. إن الأصوات ترتفع حتى داخل إسرائيل تطالب بتدمير دولة إسرائيل!! ومن هؤلاء الأساتذة المعارضين للصهيونية حالياً فى إسرائيل البروفيسور كاى بوركيان.. وهى من كبار أساتذة القانون بالجامعة العبرية.
انقسامات واسعة
.. يقولون فى تل أبيب حالياً إن إسرائيل أصبحت فى مفترق طرق تاريخى خطير.. الانقسامات الحادة تمزق المجتمع الإسرائيلى.. وتهدد كيان ووجود دولة إسرائيل.. والائتلاف الحكومى الذى يقوده بنيامين نتنياهو مهدد بالسقوط فى أية لحظة.
.. وقد اشتدت الانقسامات داخل إسرائيل مؤخراً.. خصوصاً حول تجنيد اليهود المتطرفين الذين يدرسون التوراة فى الجيش الإسرائيلى. وقد هدد الحاخام الصهيونى إسحاق يوسف بأن تجنيد اليهود المتطرفين الذين يدرسون التوراة فى الجيش الإسرائيلى سوف يدفعهم إلى العودة إلى الشتات والهجرة نهائياً خارج إسرائيل.
.. وسرعان ما انقسمت إسرائيل نصفين حول قضية تجنيد شباب اليهود «الحريديم».. طلبة التوراة.. فى الجيش الإسرائيلى.
ويتردد فى تل أبيب أن الحرب على غزة سوف تحسم مستقبل إسرائيل.. وتجنيد الحريديم أيضاً من القضايا الفارقة فى إسرائيل.
إسرائيل تريد تجنيد شباب الحريديم فى الجيش الإسرائيلى من أجل الاستمرار فى الحرب ضد حماس فى غزة.. ومن أجل الاستعداد للحرب القادمة فى الشرق الأوسط.. وهنا نكتشف أن إسرائيل قامت بالحرب.. وفرضت وجودها كدولة بالحرب.. ومازالت إسرائيل تعيش على الحرب وبالحرب.. وتريد الاستعداد للحرب القادمة فى الشرق الأوسط.. بتشكيل جيش إسرائيلى أكبر حجماً وأكثر جنوداً.
لكن صورة إسرائيل القبيحة أصبحت واضحة تماماً أمام العالم كله. وأصبحت إسرائيل فى عيون العالم هى التجسيد الحى للاستعمار والاستيطان الصهيونى البغيض فى فلسطين.. كما جاء فى نصوص بروتوكولات حكماء صهيون.
نوبة جنون إسرائيلية
.. العالم يتحدث الآن عن قرار مجلس الأمن الدولى بوقف إطلاق النار فى الحرب الإسرائيلية على غزة.. وأصيبت إسرائيل بنوبة من الجنون السياسى لأن أمريكا رفضت لأول مرة استخدام حق الفيتو ضد هذا القرار.
من الواضح أن هناك أزمة سياسية كبرى تتصاعد بين إسرائيل وأمريكا.. وارتفعت أصوات فى واشنطن تطالب صراحة بضرورة إعادة تقييم جوهر العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
العبء الثقيل
.. إسرائيل أصبحت عبئاً استراتيجياً ثقيلاً على أمريكا وعلى صانع القرار الأمريكى.. ويقولون فى واشنطن بوضوح إن العلاقات الخاصة بين إسرائيل وأمريكا.. لا تعود بالفائدة على الولايات المتحدة.. بل إن علاقات التحالف بين أمريكا وإسرائيل أصبحت تعرض المصالح الأمريكية حول العالم للخطر.
.. فقد حصلت إسرائيل على ٠٠٣ مليار دولار مساعدات أمريكية منذ ٨٤٩١ وحتى الآن.. حسب الأرقام الرسمية الأمريكية.. لكن المساعدات الحقيقية تبلغ أضعاف هذا الرقم.
.. وفى النهاية بدأت أمريكا تكتشف الآن أن علاقاتها مع إسرائيل أحادية الاتجاه.. تعود بالفائدة على المشروع الاستيطانى الصهيونى فى فلسطين.. لكنها تقوض مصالح أمريكا مع العالم العربى وحول العالم.
.. ويقال فى واشنطن حالياً بوضوح إن عام ٤٢٠٢ ليس هو عام ٣٧٩١ حين وقفت أمريكا بكل قوتها العسكرية إلى جانب إسرائيل ضد مصر وسوريا خلال معارك حرب أكتوبر ٣٧٩١ الخالدة.
من ٣٧٩١ إلى ٤٢٠٢
يقول جورج فريدمان إن حرب أكتوبر ٣٧٩١.. هى التى شكلت الثقافة العسكرية الإسرائيلية.. حين قامت مصر وسوريا بهجوم عسكرى مفاجئ ضد إسرائيل.
.. وقد رأت أمريكا فى ذلك الوقت أن الهجوم المصرى السورى كان يشكل تهديداً مباشراً للمصالح الأمريكية.. فقد كانت مصر وسوريا تعتمدان على السلاح السوفيتى.. وبالتالى فإن هزيمة إسرائيل كانت تعنى انتصاراً للعرب.. وللاتحاد السوفيتى السابق أيضاً.. واتضحت أبعاد الموقف تماماً حين لجأ العرب لاستخدام سلاح البترول وتعرضت أمريكا ودول أوروبا لصدمة وأزمة اقتصادية كبرى.
ولذلك سارعت أمريكا لإنقاذ إسرائيل من الهزيمة الكاملة فى حرب أكتوبر ٣٧٩١.. وقامت بتزويد إسرائيل بالسلاح والطائرات والصواريخ من خلال أكبر جسر جوى وبحرى فى التاريخ.
من السهل على الإسرائيليين المقارنة بين اللحظات التى شعرت فيها أمريكا أنها تواجه أخطاراً عميقة كما حدث خلال حرب ٣٧٩١.
مصالح دائمة فقط
لكن إسرائيل تعقد الآن المقارنة الخاطئة.. لأن الحرب الإسرائيلية على حركة حماس فى غزة فى ٤٢٠٢.. لا تشبه حرب أكتوبر ٣٧٩١ على الإطلاق.
وفى أعماق العقل الإسرائيلى من يتصورون دائماً أن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل فى المواقف الصعبة مطلقاً. لكن الحكمة الإنجليزية القديمة تؤكد أن الدول ليس لها أصدقاء دائمون.. لكن لها فقط مصالح دائمة.
وفى ٣٧٩١.. كانت مصالح أمريكا تقتضى ضرورة حماية كامل أراضى إسرائيل. وكان هناك ما يمكن أن يقال إنه تعاطف فى المصالح بين أمريكا وإسرائيل. لكن بناء الاستراتيجية الإسرائيلية بناء على العواطف وحدها يعتبر أمراً خطيراً للغاية.. لأن ما كان يهم أمريكا فى ٣٧٩١ هو هزيمة الاتحاد السوفيتى السابق.
لكن إسرائيل متورطة الآن فى الحرب على غزة.. بكل ما فيها من أخطاء لانعدام كفاءة المخابرات الإسرائيلية.
أوهام إسرائيلية
.. وهناك اقتناع تام فى إسرائيل حالياً بأن الهزيمة الكاملة لحركة حماس الفلسطينية.. هو الضمان الوحيد لأمن وبقاء إسرائيل. ويبدو أن استراتيجية إسرائيل تفترض أن واشنطن تشترك دائماً فى المصالح مع تل أبيب.. خاصة فى الحرب الحالية على قطاع غزة.. وضرورة القيام بعملية عسكرية وسياسية باهظة التكاليف بهدف القضاء التام على حركة حماس.
ويؤكد الأمريكى جورج فريدمان أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى ٤٢٠٢ تختلف تماماً عن حرب ٣٧٩١ وأمريكا ليس لها مصالح مهمة معرضة للخطر فى هذه الحرب. والمشاعر القائمة حالياً تتميز بمرارة الانقسام الرهيب حالياً بين أمريكا وإسرائيل.
فشل إسرائيلى متكرر
ولا يوجد أى تشابه بين حرب ٣٧٩١ وحرب ٤٢٠٢ سوى الفشل الذريع لأجهزة المخابرات الإسرائيلية.. وعجز الجيش الإسرائيلى وإحساس جنرالات إسرائيل بالهزيمة.
.. وهنا نكتشف أسرار مشاعر المرارة العميقة داخل إسرائيل حالياً.. خاصة فى أجواء الانقسامات السياسية الحادة فى تل أبيب.. ومع تصاعد الإحساس العميق بالهزيمة فى الحرب ضد حركة حماس. ويقول الجنرال الإسرائيلى السابق يسرائيل تسيف رئيس العمليات السابق بقيادة جيش الدفاع الإسرائيلى إن إسرائيل قد خسرت الحرب فعلاً فى غزة ورئيس الوزراء الإسرائيلى يخوض الحرب بلا هدف.. وحركة حماس مازالت تتمتع بوجودها القوى للغاية فى قلب قطاع غزة.
ويؤكد الجنرال يسرائيل تسيف أن إسرائيل ليس لديها سياسة واضحة فى هذه الحرب التى دخلت فى شهرها السادس بدون أن يتحقق لإسرائيل فيها أى هدف سياسى.. والجيش الإسرائيلى مازال غارقاً فى الحرب.. دون أن يعلم ما هى الخطوة القادمة لإسرائيل فى هذه الحرب؟!!
.. وحتى لو استمر وجود الجيش الإسرائيلى فى قطاع غزة من خلال الاحتلال الكامل للأراضى الفلسطينية هناك.. فإن ذلك يعنى ببساطة أن إسرائيل سوف تقوم بدور الحكومة المدنية الجديدة فى غزة.. من خلال توفير جهاز للشرطة والأمن والخدمات المدنية.
من الواضح أن إسرائيل لا تملك القدرة على صنع القرار فى هذه الحرب وهذا هو أكبر ما يواجه إسرائيل من أخطار.
العالم لا يرى الآن سوى الأزمة الإنسانية الرهيبة فى غزة والدمار الذى أحدثه جيش الدفاع الإسرائيلى هناك.. الدمار فى غزة وصل إلى درجة الفناء الكامل.
وأصبح الرأى العام العالمى معادياً لإسرائيل.. وفى النهاية لن تكون أمريكا مع إسرائيل ولن تقف بجانبها أكثر من ذلك فقد اعتمدت إسرائيل على أمريكا طوال هذه الحرب.
.. وبدون الدعم العسكرى الأمريكى لن تتمكن إسرائيل من هزيمة حزب الله اللبنانى فى الشمال.
.. وفى النهاية لن تتمكن إسرائيل من إيجاد الحل لأزماتها السياسية العميقة فى الداخل.. ولن تساعدها أمريكا.. فقد وقفت واشنطن والرئيس الأمريكى بايدن إلى جانب إسرائيل حتى الآن.. لكن أمريكا لم تعد توافق على سياسة إسرائيل.
وبهذا كما يقول الجنرال الإسرائيلى السابق.. سوف تبقى إسرائيل غارقة فى أزماتها حتى الأعماق.. لأن أزمات إسرائيل تعود فى الواقع إلى جذور قيام دولة إسرائيل.
لغز رفح
الآن.. لا يمكن لإسرائيل إقناع أمريكا بأهمية عملية اقتحام رفح.. ببساطة لأن إسرائيل ذاتها ليست مقتنعة بأهمية العملية العسكرية فى رفح.
ويتساءل الجنرال يسرائيل تسيف ويقول.. لو كانت العملية فى رفح مهمة.. فلماذا لم يدخلها الجيش الإسرائيلى حتى الآن؟!!
من الواضح الآن أنه من المستحيل على إسرائيل الاستمرار فى هذه الحرب.. فقد فشل الجيش الإسرائيلى فى السيطرة الكاملة على قطاع غزة.. بما يؤكد أن إسرائيل قد خسرت الحرب فعلاً.. ونتنياهو يقود الحرب بلا أهداف واضحة.. والجيش الإسرائيلى يخوض الحرب فى غزة بدون وجود توجيهات سياسية واضحة.
ظلام الهزيمة فى تل أبيب
.. الصورة الآن أصبحت مظلمة وشديدة الظلام فى إسرائيل.. وهى تعيش تحت حصار أزمات الانقسامات السياسية الحادة.. وحصار الإحساس العميق بالهزيمة فى الحرب ضد قطاع غزة. لكن المعضلة التى لم يسبق لها مثيل بالنسبة لإسرائيل هى أزمة الانقسام الأمريكى الإسرائيلى.. لأول مرة أثناء الحرب.
ولا يوجد فى إسرائيل من يصدق الآن أن إسرائيل يمكن أن تكون عبئاً استراتيجياً ثقيلاً على أمريكا.
مؤامرة بلا نهاية
.. وهنا نكتشف أنه توجد بروتوكولات جديدة لحكماء صهيون فى تل أبيب.. ومؤامرات الاستيطان الصهيونى فى فلسطين ليس لها نهاية.
.. وتتحدث صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مخطط صهيونى واسع لتغيير وجه الشرق الأوسط.. وكالمعتاد لابد أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة إسرائيل على تغيير الخريطة الإقليمية للشرق الأوسط.. لصالح إسرائيل.
ويقول الإسرائيلى آلون بن مائير.. إن الوقت قد حان كى تقوم أمريكا بوضع استراتيجية بعيدة المدى.. لمواجهة إيران.. ووضع حد لمحاولات إيران الانفراد بالهيمنة الإقليمية فى الشرق الأوسط.. ويؤكد بن مائير أن إيران لا يمكن أن تنفرد بالهزيمة الإقليمية بدون أن تتعرض لانتقام أمريكى إسرائيلى داخل أراضى إيران.
أهداف إستراتيجية
.. ويرسم آلون بن مائير أبعاد الاستراتيجية الجديدة التى يجب على الولايات المتحدة اتباعها فى المواجهة الحاسمة ضد إيران.. ويطالب أمريكا بإقامة «هلال» من الدول الحليفة لأمريكا.. يمتد من الخليج العربى إلى البحر المتوسط.
ولذلك يطالب بتوسيع نطاق التعاون العسكرى والاقتصادى الأمريكى مع دول الشرق الأوسط.. بما يشمل إسرائيل ودول الخليج والأردن وحتى مصر.. ويقول لكن سوف تبقى هناك دائماً حلقة مفقودة فى هذا التحالف.. هى دولة فلسطين.
ويؤكد أن إقامة «هلال التحالف الأمريكى» الإقليمى فى الشرق الأوسط يخدم أهدافاً استراتيجية واسعة النطاق.
ومن أهم هذه الأهداف.. ضرورة تجميد الطموحات الإقليمية لإيران والحد من نفوذها فى سوريا والعراق ولبنان.. ووضع حد لمخاطر توسيع نطاق التعاون العسكرى بين إيران وروسيا.. مع العمل على الحد من مخاطر علاقات إيران التجارية مع الصين.
ويطالب آلون بن مائير بضرورة قيام أمريكا بتحقيق التوازن المضاد لإيران فى الشرق الأوسط.. من خلال ضمان عودة الهيمنة الأمريكية من جديد.
الانتقام
ويؤكد بن مائير أن إيران تستخدم هذه الميليشيات فى عملياتها ضد إسرائيل.. بدون أن تتعرض إيران لأى انتقام أمريكى أو إسرائيلى على أراضيها.
لكن الوقت قد حان كى تدرك إيران أنها يمكن أن تتعرض لخسائر ولضربات أمريكية ـ إسرائيلية تستهدف تدمير منشآتها النووية وتدمير منشآت المجمع الصناعى العسكرى الإيرانى.
ولذلك يطالب الرئيس الأمريكى بايدن بتوجيه إنذار واضح لإيران.. بأن أمريكا لن تتردد فى توجيه ضربات مباشرة لأغلى ما تملك إيران من منشآت نووية وصناعية وعسكرية.
فى المقابل يعترف آلون بن مائير بأن هجوم حركة حماس ضد إسرائيل فى ٧ أكتوبر ٣٢٠٢ قد أكد من جديد استحالة استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية فى الضفة والقدس وغزة.
.. وقد حان الوقت كى تتكيف إسرائيل مع إقامة دولة فلسطينية.. وهذه هى الحلقة المفقودة فى «هلال التحالف الأمريكى» المضاد لإيران فى الشرق الأوسط.
وإقامة الدولة الفلسطينية يسحب السجادة من تحت أقدام إيران.. التى استغلت الصراع الإسرائيلى الفلسطينى لصالحها طويلاً.
السيناريو الوحيد
.. وفى النهاية إذا أرادت إيران أن يكون لها عدو دائم فى أمريكا وإسرائيل.. فلابد أن تتحمل العواقب.
هنا نكتشف أن ما يقوله الإسرائيلى آلون بن مائير هو السيناريو الوحيد الذى تريده إسرائيل لما بعد الحرب الإسرآئيلية على قطاع غزة.. أو هذه هى شروط إسرائيل فى الواقع.. مقابل القبول بإقامة دولة فلسطينية. وبهذا نجد أن إسرائيل تريد أن تتحالف مع أمريكا وأكبر عدد ممكن من الدول العربية.. ضد إيران.. وإعادة رسم الخريطة الإقليمية للمنطقة حسب رؤية إسرائيل.. لكن إسرائيل ترفض الآن الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولى لوقف إطلاق النار فى غزة.. وتواصل ارتكاب جرائم الحرب والإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطينى.. فيما يبدو بضوء أخضر أمريكى واضح.. وإسرائيل طوال تاريخها لم يحدث أن التزمت مطلقاً بقرارات الأمم المتحدة.
وفى تل أبيب يتعرض الرئيس الأمريكى بايدن حالياً للاتهام بأنه يريد تغيير النظام فى إسرائيل وإسقاط بنيامين نتنياهو.
.. وفيما يهدد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بإمكانية إرسال قوات من الناتو للحرب ضد روسيا فى أوكرانيا. نجد فى الشرق الأوسط.. إسرائيل تواصل حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة.
ولذلك يتساءل العالم حالياً.. من مخاطر التصعيد فى غزة إلى أوكرانيا.. أين يمكن أن تبدأ الحرب العالمية الثالثة؟! وهل وصلنا إلى نهاية التاريخ قبل أن ينتهى الزمن والوجود؟!
إن الإحساس العميق بالهزيمة يمزق إسرائيل من الداخل.. ويمزق علاقات إسرائيل بالحليف الأكبر فى واشنطن.. ولذلك قالوا إنه إذا لم تكن هذه هى نهاية نتنياهو.. فهى نهاية لكل ما هو أكبر من نتنياهو داخل إسرائيل.. والزمن والتاريخ أطول من إسرائيل.. كثيراً جداً جداً.