يقول الكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي: «أتعرف ما معنى الكلمة…؟، مفتاح الجنة فى كلمة، دخول النار على كلمة، وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعرف حرمة، زاد مذخور، الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، بعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري، الكلمة فرقان بين نبى وبغي، بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور، ودليل تتبعه الأمة، عيسى ما كان سوى كلمة، أَضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين، فساروا يهدون العالم!، الكلمة زلزلت الظالم، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسئولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، فكلمة نتنياهو التى دعا لإلقائها أمام الكونجرس الأمريكى هى كلمة ابعد ما تكون عن الحقيقة ولن تعيد الحياة لآلاف الاطفال الفلسطينيين، فمهما أوتى نتنياهو من كلمات وتبريرات لن يستطيع اقناع العالم بما يفعله من جرائم ومجازر ضد الشعب الفلسطينى وضد اطفال فلسطين.
إسرائيل تتلاعب بالكلمات وترفض الحقيقة وتتجاهل كراهية العالم لها وبقرارات الامم المتحدة بإدراج إسرائيل على «قائمة العار» المتعلقة بعدم احترام حقوق الأطفال فى النزاعات، وجميع القرارات الأممية التى تصب فى صالح الشعب الفلسطيني، كما وصف السيناتور ساندرز نتنياهو بأنه مجرم حرب، وقال إنه لا ينبغى أن توجه له دعوة لإلقاء خطاب أمام الكونغرس، واعتبر أن دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب أمام الكونغرس تمثل يوما حزينا للولايات المتحدة، مؤكداً أنه ليس من حق إسرائيل أن تحكم على مئات الآلاف من الأطفال بالموت جوعاً فى غزة.
فكلمة إسرائيل التى ينوى عرضها ليست سوى تغيير للحقائق، فلا كلمة لإسرائيل ولا شرف للولايات المتحدة التى تتجاهل العالم وتسعى لتغيير الواقع اعتماداً على قوتها وعلى استخدامها لحق الفيتو، ويظل الطفل الفلسطينى رمزاً للعدالة المقيدة لإقامة دولة فلسطينية ورمزاً للنضال والكفاح ضد الاحتلال.