نتنياهو يتردد فى اتخاذ قرار.. ومجلس حربه يضغط بالرد الفورى
فى ظل الغموض الذى يكتنف الموقف الاسرائيلى حول الرد على الهجوم الذى شنته إيران داخل اسرائيل، اجتمع مجدداً مجلس الحرب فى تل أبيب لمناقشة شكل وتوقيت الرد على طهران.
قال مسئول إسرائيلى إن مجلس الحرب يدرس شن هجوم على منشأة إيرانية كرسالة لكنه سيتجنب التسبب فى وقوع إصابات.
كما نقلت شبكة «سى إن إن» عن مصادر أخرى معينة أن مجلس الحرب مصمم على الرد على هجوم إيران، وأن أعضاءه يناقشون توقيته ونطاقه، مشيرين إلى أنه تتم دراسة أيضاً خيارات دبلوماسية لزيادة عزلة إيران دوليا.
وذكرت سى إن إن أن بينى جانتس دفع باتجاه رد أسرع على هجوم إيران، وإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أحجم حتى الآن عن اتخاذ القرار.
فيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن ردا عسكريا إسرائيليا أُلغى بعد محادثة بين نتنياهو والرئيس الأمريكى جو بايدن بحسب ما ذكرته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسئولين غربيين.
فى حين ذكرت ذات الصحيفة عن ثلاثة مسئولين فى إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، قولهم إن إسرائيل قد ترد على الهجوم الإيراني، قريباً جدا.
كما ذكرت شبكة «إى بى سى نيوز الأمريكية نقلاًعن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى بيتر ليرنر، أن مسئولين عسكريين قدّموا للحكومة مجموعة من خيارات الرد على الهجوم الإيراني.
وأضاف ليرنر فى تصريحات للصحفيين فى تل أبيب، أن رد إسرائيل ربما ينطوى على ضربة عسكرية وربما لا، مشيراً إلى أن حكومة بلاده ستحدد خطواتها المقبلة خلال الأيام المقبله.
فى الوقت نفسه، دعا وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير إلى اتخاذ «رد كبير» على الهجوم الإيراني، من أجل بسط الردع فى الشرق الأوسط.
بينما أكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن إسرائيل تعيش فى خطر وجودى ، وأنه لا يجب ضبط النفس» أمام إيران.
ومع الاصرار على التصعيد من جانب التيار اليمينى الذى يحكم إسرائيل، تتواصل التصريحات الدولية، لاسيما من جانب حلفاء تل أبيب، من أجل إثنائها على تجنب التصعيد.
حيث قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن المجتمع الدولى يجب أن يفعل كل شيء لمنع اشتعال المنطقة، من خلال اقناع اسرائيل بعدم الرد على الهجوم و التصعيد.
فى حين صرح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، أن بلاده أعلنت بوضوح بأنها لن تشارك فى أى ضربات انتقامية لاسرائيل. واضاف أن الحكومة الاسرائيلية عليها أن تضاعف مجهوداتها من أجل اطلاق 134 رهينة التى تحتجزهم حماس فى غزة، بدلاً من التفكير فى أى عمل انتقامي.
ويعتبر الموقف البريطانى هو نفس نظيره الأمريكى الذى كان قد أفصح عنه الرئيس جو بايدن بعدم مساعدة تل أبيب فى شن هجمات ضد طهران.
وأكد مسئولون فى واشنطن أن الولايات المتحدة لن تشارك فى أى عملية هجومية ضد إيران، بل ستعمل على تشكيل جبهة دبلوماسية موحّدة مع حلفائها فى محاولة لمنع الانزلاق إلى حرب مفتوحة يمكن أن تجتاح الشرق الأوسط وتورط المنطقة بالكامل.
وقال جون كيربي، كبير المتحدثين باسم الأمن القومى فى البيت الأبيض لشبكة «إى بى سي»، إن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل، لكنها لا تريد الحرب مع إيران.
وأكد مجددا «لا نسعى إلى تصعيد التوتر فى المنطقة، ولا نريد أن يتسع نطاق الصراع.
فى الوقت نفسه، نصح المستشار الألمانى أولاف شولتس، اسرائيل بعدم التحرك فى اتجاه التصعيد.
وعلى الجانب الإيراني، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانى ناصر كنعاني، وجود اتفاق مسبق مع واشنطن حول الضربة، فى إشارة إلى إخطار واشنطن وتل أبيب بالموعد المحدد للرد الإيرانية.
ونقلت وكالة رويتيرز للأنباء عن كنعانى قوله: : «لم يكن هناك تفاهم مسبق بشأن رد إيران على إسرائيل».
وتأتى تصريحات كنعانى لتنفى ما أفاد به وزير الخارجية الإيراني، عندما تحدث عن إخطار طهران الدول المجاورة والولايات المتحدة قبل 72 ساعة من تنفيذ الضربات الأمر الذى أدى إلى تمكنهم بشكل كبير من إحباط الهجوم.
وأمام التضارب الإيرانى فى التصريحات نفى مسئول كبير فى إدارة بايدن تصريح وزير الخارجية الإيرانى أمير عبد اللهيان بأن واشنطن أجرت اتصالات مع إيران من خلال وسطاء سويسريين لكنها لم تتلق إخطارا قبل 72 ساعة.
وأضاف المسئول: «هذا غير صحيح على الإطلاق. لم يقدموا أى إخطارعن الأهداف التى سيستهدفوها.
وقال المسئول الأمريكى إن طهران لم تبعث رسالة إلى الولايات المتحدة إلا بعد بدء تنفيذ الهجوم وكان هدفها أن يكون «شديد التدمير» وتكهن بأن إيران تريد تأكيد أنها قدمت إخطارا من أجل التغطية على الإحراج الناجم عن فشل الهجوم.
وأضاف: «تلقينا رسالة من الإيرانيين فى وقت كان فيه الهجوم لا يزال جاريا، وذلك عبر السويسريين.»