مصر مع إحلال السلام لتعيش شعوب منطقة الشرق الأوسط فى أمان
دأب الإعلام الإسرائيلى فى الفترة الأخير على الحديث عن قدرات الجيش المصرى وأعربت وسائل الإعلام عن قلقها من تعاظم قوة الجيش المصرى وقالت إحدى القنوات العبرية فى تقرير أعدته باحثة فى الشأن الإستراتيجى أن السبب الرئيسى لهذا القلق أن مصر التى وصفتها بالجارة الجنوبية لإسرائيل لديها أكبر قوات بشرية فى أفريقيا بالكامل وتتصدر القوى العسكرية فى القارة السمراء بجيش يزيد تعداده عن مليون جندى وهى قوة بشرية جبارة حسب تعبير الباحثة الإستراتيجية..وراح أحد المواقع الإخبارية الإسرائيلية الأخرى يعدد فى مزايا وقدرات الجيش المصرى ويعرب عن تخوفه من إمتلاك مصر أعتى قوة جوية فى القارة الإفريقية مجهزة بطائرات متقدمة ولوجستيات واسعة النطاق وتعتبر عنصرا أساسيا فى النفوذ الإقليمى والاستقرار الاقتصادى والأمن القومى لمصر.
إسرائيل عايزة إيه من مصر؟.. والذى تقصده بالضبط؟..هل هو فعلا خوف وقلق من قوة جيش مصر أم هو تحرش وربما تمويه وجس نبض..أو هو كل ذلك؟.. عموما أيا كان المقصود فهذا الأمر يخص إسرائيل وحدها لكن الغريب أن يصدر مثل هذا الكلام فى الإعلام الإسرائيلى فى الوقت الذى يعربد فيه جيش الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضى العربية فى غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا ويرد على صواريخ الحوثيين بينما مصر لا تشكل تهديدا لأحد ولم يصدر أى تهديد مصرى لإسرائيل.
إن موقف مصر مما تفعله إسرائيل فى وبالمنطقة هو وقف الحرب والاعتداءات على الأراضى العربية فى لبنان وسوريا وهو موقف واضح وصريح ومعلن ويتماشى مع كافة الأعراف والقوانين الدولية ..مصر مع وقف هذه الحرب المجنونة منذ بدايتها وكم بذلت جهودا فى سبيل ذلك..ومصر مع إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى قطاع غزة وتبادل الأسرى ..مصر مع إحلال السلام لتعيش شعوب منطقة الشرق الأوسط فى أمان ووئام وحياة مستقرة مزدهرة ومستقبل مشرق..هل هذا الموقف المصرى يغضب إسرائيل ؟!.
هل لايدرى الإسرائيليون أن سياسة نتنياهو وحكومته المتطرفة قائمة على إشعال الحرائق فى المنطقة وفى نفس الوقت العمل على عدم إخمادها من خلال عدم قبول أى إتفاق لوقف النار فى قطاع غزة الذى لو تم لهدأت الساحات وتوقفت الصواريخ ويصبح المرور فى البحر الأحمر آمنا ويحل السلام بالمنطقة لكن هذه الحكومة المتطرفة لاتريد ذلك واستمرار الحرب وإشعال الحرائق يضمن لها تنفيذ مخططها الصهيونى الذى لايشكل خطرا على المنطقة فقط بل على الإسرائيليين أيضا.
هذا هو الطريق الذى اختارته حكومة نتنياهو المتطرفة وهو طريق يقود إلى استمرار العنف والتصعيد وزعزعة استقرار المنطقة برمتها ولن يقود إلى سلام أبدا..لأنه لايمكن فرض السلام بالقوة ولكن يمكن للقوة أن تصنع السلام لا أن تفرضه وهذا هو ماتفعله مصر وتلك هى عظمة مصر ..قوة تحمى دون أن تطلق رصاصة واحدة..مرة أخيرة إسرائيل عايزة إيه بقى من مصر ومن جيش مصر؟!.