لا توجد حرب فى العصر الحديث أخذت اهتماماً من العالم مثل حرب غزة ولا حديث حول العالم إلا عنها على مدار سبعة أشهر من سفك الدماء وهدم المنشآت.. استخدمت إسرائيل فى هذه الحرب غير المتكافئة كل ما لديها من وسائل القتل والدمار وقدمت أمريكا قدراتها المالية والعسكرية لاستكمال المؤامرة جيوشاً وسلاحاً ودعماً دولياً.
الشئ المؤكد أن إسرائيل خسرت كثيراً فى هذه الحرب كانت خسارتها الأكبر يوم 7 أكتوبر حين اجتاحت حشود المقاومة كل مدن تل أبيب رغم الدفاعات والأسوار والصواريخ والقواعد.
عنصر المفاجأة كان أكبر من قدرات وحسابات الجيش الذى لا يقهر وكانت الاستعدادات والخطط التى انطلقت بها حشود المقاومة أكثر نجاحاً من قدرات المؤسسات الأمنية فى إسرائيل بما فى ذلك الموساد والشاباك والمخابرات.
والشيء المؤكد أن فشل إسرائيل فى الحرب كان من البداية وبعد مرور سبعة أشهر من المعركة مازالت تل أبيب تبحث عن أنفاق غزة وقادة حماس ولم تعرف كيف تستعيد أسراها ولم تحسم حرباً برية أمام صمود المقاومة.
كان الرد الإسرائيلى همجياً ووحشياً لا يتناسب مع قدرات الجيوش النظامية وكان هذا انعكاساً مبكراً بالهزيمة أمام مفاجأة 7 أكتوبر.. كان الحشد الهمجى لتدمير كل شيء فى غزة أهلها.. مبانيها.. بيوتها.. مستشفياتها.. جامعاتها شهادة أمام العالم بوحشية هذا الكيان وهمجية الجيش الذى لا يقهر.
>>>
لم تكن خسائر إسرائيل فى الداخل فحسب ولكن خروج العالم يندد بالكيان الصهيونى كان أكبر الخسائر التى لحقت بصورة إسرائيل أمام العالم وما حدث فى جامعات أمريكا آخر إعلان الفشل للدعاية الصهيونية التى ضللت شعوب العالم سنين طويلة.
ما يحدث الآن فى امريكا من شباب الجامعات شهادة وفاة لما كان يسمى حقوق الإنسان.
إسرائيل التى ابتلعت الهزيمة وتصورت أنها سوف تقضى على حماس فى أيام قليلة فشلت فى كل أهدافها وجلست أمام حماس مغلوبة على أمرها وكان واضحاً أنها دمرت غزة وقتلت الالاف وفى نفس الوقت خسرت الحرب وتوسلت الإفراج عن أسراها ومازالت حتى الآن تخفى أعداد قتلاها.
وإذا كانت إسرائيل قد خسرت الحرب أمريكا ايضا خسرت الأموال والسلاح والأهم السمعة الدولية والشعوب العربية.. كانت أمريكا تتصور أن الجيش الذى لا يقهر سوف ينهى الحرب فى بضعة أيام ووقفت تنتظر النصر بعدما قدمت الملايين وفتحت ترساناتها لأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الأسلحة الحديثة.
..كانت المسيرات تقتل الأطفال والنساء وتدك البيوت والمدارس وكانت أمريكا تنتظر ساعة الانتصار ووقف بايدن ومساعدوه يؤيدون الجيش الذى لا يقهر لكن الجيش خذله والفرصة ضاعت وخرج شباب الجامعات الأمريكية ينددون بالوحشية الإسرائيلية.
<< خلاصة القول:
أسوأ النتائج على إسرائيل وامريكا أنه لا تل أبيب انتصرت ولا حماس اختفت ولا واشنطن جنت الثمار.. فمازالت المقاومة تحارب ومازال الشعب الأعزل صامداً أمام الهمجية والوحشية.
الشيء المؤكد أن اقتحام رفح الفلسطينية لن يحقق لإسرائيل وأمريكا نصراً ولن يفتح الباب أمام حشود الشامتين الذين تركوا الشعب الفلسطينى يواجه المحنة وحده.
سوف يذكر التاريخ أن شعباً أعزل يسمى الشعب الفلسطينى صمد وحده أمام حشد مهول شاركت فيه امريكا وإسرائيل.