بينما تواصل إسرائيل الاستيلاء على مساحات جديدة من الاراضى السورية مع قصفها للعشرات من المواقع العسكرية السورية، يطالب قائد الفصائل المسلحة أحمد الشرع، الملقب بأبو محمد الجولانى الشعب السورى بالنزول إلى الشوارع للاحتفال بنجاح ثورتهم،فيما يجتمع وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، بنظيره التركى، هاكان فيدان، لبحث مستقبل سوريا.
فى زيارة خاطفة لعدة دول فى منطقة الشرق الأوسط، أعلن وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، عقب وصوله تركيا، أن واشنطن وأنقره توصلتا إلى اتفاق بشأن مستقبل سوريا، وتسوية الأزمة فيها.
وقال بلينكن عقب اجتماعه مع فيدان إن هناك اتفاقاً واسعاً بين البلدين حول ما نود رؤيته فى مستقبل سوريا، لا سيما فيما يخص تشكيل حكومة شاملة وعلمانية، معربا عن أمله فى أن ترفض السلطات السورية الجديدة، التعاون مع أى جماعات متطرفة وألا تشكل تهديدا لجيرانها.
وأضاف الوزير الامريكى أنه ينبغى أن يهدف عمل الحكومة السورية فى المستقبل على حماية حقوق المرأة والأقليات العرقية والدينية بشكل خاص.
خلال هذه الأثناء، طالب أمس قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، السوريين بالنزول إلى الشوارع، للاحتفال بنجاح ثورتهم، قائلاً: «أبارك للشعب السورى العظيم انتصار الثورة المباركة، وأدعوهم للنزول للميادين للتعبير عن فرحتهم بذلك».
وأعلن أيضاً أمس مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى فى بيان رسمى أن يسرائيل كاتس، أصدر أمرا للقوات المحتلة بمواصلة البقاء على جبل الشيخ السورى، خلال فصل الشتاء، دون أن يحدد موعد انسحاب الجيش هناك.
وقال البيان إنه يتحتم بقاء القوات الاسرائيلية على قمة جبل الشيخ، نظرا لما يحدث فى سوريا، مشيراً إلى ضرورة بذل كل الجهود لضمان استعداد الجيش فى البقاء بهذا المكان، رغم ظروف الطقس الصعبة.
وكان قد فرض الجيش الإسرائيلى سيطرته فى 8 ديسمبر الجارى على الجانب السورى من جبل الشيخ فى مرتفعات الجولان، دون أى مقاومة، كما نشر الجيش الإسرائيلى قواته فى المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، مبرراً تواجده غير الشرعى فى هذه المنطقة، بأن اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا الموقعة عام 1974، أصبحت باطلة بعد تغيير السلطة فى دمشق، بحسب رؤيته.
وكانت قد شنت قوات الاحتلال مئات الغارات على اهداف عسكرية سورية، حيث دمرت أسلحة الجيش السورى وعتاده من الأسطول البحرى، والمقاتلات الحربية، بالإضافة إلى القضاء على أكثر من 90٪ من مخزونات صواريخ أرض-جو.
وتدعى تل أبيب قيامها بهذه العمليات العسكرية داخل الأراضى السورية، بأنها تريد تجنب وقوع أسلحة الجيش فى أيدى الفصائل المسلحة التى أطاحت برئيس البلاد السابق، بشار الأسد.
على الجانب الإيرانى، كشف المرشد الأعلى، على خامنئى، عن سبب عدم تحرك بلاده بالصورة الكافية لإنقاذ نظام الأسد قبل فراره إلى روسيا.
قال خامنئى على صفحته الرسمية بالعربية على منصة إكس (تويتر سابقا)، «ليس من المنطقى، ولا يقبله الرأى العام أيضاً، بأن ينهض جيشٌ من إيران ليُقاتل بدلاً من جيش سوريا» مشيراً إلى أنه كل ما كان بإمكان طهران أن تفعله هو العمل الاستشارى فقط، وقد فعلته. كما هاجم خامنئى أيضاً فى تدوينة منفصلة قصف الكيان الصهيونى 300 موقع فى سوريا، و احتلاله أراضيَ داخل سوريا.
وعلى الجانب الأمريكى، دافع مستشار الأمن القومى، جيك سوليفان، عن العمليات العسكرية التى تنفذها دولة الاحتلال فى سوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، وقال إنها «تملك الحق فى الدفاع عن نفسها فى مواجهة المخاطر التى تهدد أمنها».
ونددت دول عدة بالخطوة التى اتخذتها إسرائيل لدخول المنطقة العازلة، لكن سوليفان زعم ان الولايات المتحدة تتوقع بدرجة كبيرة أن تكون هذه الخطوة مؤقتة.
وأضاف أيضاً أن الفراغ فى السلطة قد يفسح المجال أمام نمو جماعات إرهابية، مشككاً فى أن السلطة الجديدة فى دمشق ربما قد تكون معادية لجيرانها، بما فى ذلك إسرائيل.