استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، امس فى قصف صاروخى ومدفعى وإطلاق نار من قبل آليات الاحتلال الاسرائيلى على مناطق متفرقة من قطاع غزة، فى اليوم الـ271 من الحرب المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت مصادر طبية «إن 4 أشخاص استشهدوا وأصيب 17 آخرون، جراء قصف استهدف تجمعا لمواطنين حاولوا العودة لحى الشجاعية شرقى مدينة غزة.. واستشهد 3 آخرون، فى قصف لمسيرة استهدف سيارة مدنية فى مخيم المغازى وسط قطاع غزة، ونقل الشهداء الثلاثة إلى مستشفى شهداء الأقصى فى مدينة دير البلح المجاورة..
شهد محيط مجمع ناصر الطبى بخان يونس بقطاع غزة قصف مدفعى عنيف ما تسبب فى سقوط عشرات المصابين .. كما شهدت المناطق الشمالية الشرقية لمخيم جباليا قصفا مدفعيا متقطعا، ما أدى لسقوط عدد من الإصابات».
وأضافت «أن 11 فلسطينيا استشهدوا منذ الفجر جراء القصف الصاروخى والمدفعى فى عدة مناطق فى القطاع، مع استمرار الاجتياح لحى الشجاعية شرق مدينة غزة».
وانتشل مسعفون 7 شهداء و7 إصابات من تحت الأنقاض جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة مقاط فى محيط بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، نقلوا إلى مستشفى المعمدانى بالمدينة.
وشهد حى تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، قصفا مدفعيا وإطلاق نار من قبل آليات جيش الاحتلال الإسرائيلى على منازل المواطنين.
وأطلقت مدفعية الاحتلال قذائف على منازل المواطنين فى حى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، تزامنا مع إطلاق مسيرات «كواد كبتر» النار على مناطق متفرقة فى الحى وفى البلدة القديمة.. واستهدفت طائرة بصاروخ واحد مطبعة الغفرى فى شارع يافا بحى التفاح شرق مدينة غزة.
وارتفع عدد الشهداء فى قطاع غزة إلى 37925، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 87141، منذ بدء عدوان الاحتلال فى السابع من أكتوبر الماضي، فى حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفى الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
واقتحم مُستوطنون إسرائيليون، امس باحات المسجد الأقصى المبارك فى مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال.
وأفاد شهود عيان، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية فى باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.
وحولت شرطة الاحتلال البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، وانتشر المئات من عناصر الشرطة على مسافات متقاربة، خصوصا عند بوابات الأقصي، وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصي، وفرضت قيودا على دخول المصلين الفلسطينيين.
من جانبها، أفادت هيئة شئون الأسرى ونادى الأسير، فى بيان صحفى مشترك، بأن قوات الاحتلال الإسرائيليّ اعتقلت (20) فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية، بينهم معتقلون سابقون.
وذكر البيان أن عمليات الاعتقال تركزت فى محافظة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات جنين، قلقيلية، نابلس، رام الله، أريحا، والقدس رافقها عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة فى المنازل.
وارتفعت حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر إلى نحو (9510)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
من ناحية أخرى افادت وسائل إعلام اسرائيلية أمس بتعرض ثلاثة إسرائيليين لإصابات حرجة وخطيرة، فى عملية طعن، فى مركز تجارى بمدينة «كرميئيل» شمال إسرائيل.
وذكرت صحيفة «يديعوت آحرونوت» الإسرائيلية أنه جرت «تصفية» منفذ الهجوم فى مكان الحادث، موضحة أن منفذ العملية كرميئيل شاب عربى من منطقة دير الأسد فى الجليل الأعلي، لكنه لم يتم تأكيد ذلك رسميا.
وتواجدت قوات الشرطة بأعداد كبيرة فى المنطقة الشمالية فى موقع الحادثة.
أكدت كبيرة منسقى الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة سيخريد كاخ أن الحرب الإسرائيلية على غزة لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة، ودمرت المدارس، ويهدد تعطل نظام التعليم أجيالا قادمة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ذكرت المسئولة الأممية فى إحاطتها أمام اجتماع مجلس الأمن حول الوضع فى الشرق الأوسط، أنه فى أعقاب الهجوم الإسرائيلى على رفح، نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى فى غزة، وهم يبحثون بشكل يائس عن الأمان والمأوي.
وأعربت كاخ عن قلقها العميق إزاء إصدار القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة فى منطقة خان يونس، وتأثيرها على السكان المدنيين، مؤكدة أنه لا يوجد مكان آمن فى غزة.
ومن جانبها قالت مدير المكتب الإعلامى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» بقطاع غزة إيناس حمدان، إن الأطفال فى قطاع غزة ينتظرهم مستقبل مجهول فى ظل الأوضاع الكارثية و المأساوية التى يعيشوها داخل القطاع.
وأضافت « أنه لا يمكن تصور الظروف المؤلمة التى يعانى منها سكان قطاع غزة خاصة الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر، ونحن نتحدث عن أرقام صادمة ومروعة بشأن الأطفال فنحو أكثر من 17 ألف طفل أصبحوا من الأيتام لفقدانهم والديهم وأكثر من 10 آلاف مصاب».
وأوضحت أن الحرب لا تزال مستمرة والضحايا يسقطون يوميا، وبالتالى هذه المأساة مستمرة ولا أحد يعلم متى ستنتهي، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال يحتاجون للدعم النفسى العاجل بسبب هول ما شاهدوه خلال الأشهر الماضية من مآسى وقتل ومشاهد دموية فضلا عن انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية ونقص الأدوية وانتشار الأمراض والأوبئة.
وأكدت أن هناك انهيارا شبه تام فى المنظومة الصحية حيث لا توجد مستشفيات أو مراكز صحية كافية لعلاج هؤلاء الأطفال، موضحة أن هناك أطفالا يعانون من أمراض مزمنة ويموتون بصمت لعدم وجود أماكن لعلاجهم.
ومن جانبه قال عضو منظمة التحرير الفلسطينية عمر الغول، إن هدف نتنياهو من العدوان على قطاع غزة، هو الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، مبينا أن الشعب الفلسطينى فى «الجليل والمثلث والنقب» والمدن المختلطة بداخل إسرائيل يواجهون بسياسات عنصرية وآليات قمع غير مسبوقة.
وأشار الغول – فى تصريح لقناة «القاهرة» الإخبارية امس إلى أن ما يجرى فى الضفة الغربية يعد حربا همجية بوسائل متعددة.
وأكد أن الولايات المتحدة تريد أن تُحمل أذرع المقاومة والشعب الفلسطينى مسؤولية إطالة أمد الحرب، على خلفية عدم تنفيذ القرار الذى قدمته لمجلس الأمن بخصوص إنهاء الحرب فى غزة والذى تمت الموافقة عليه بأغلبية 14 صوتا مقابل اعتراض الاتحاد الروسي، كما أن عودة واشنطن الآن لتعديل النقطة الثامنة من مشروع القرار يعد استخفافا ومحاولة لعدم تطبيقه.