فيما يتواصل الإجرام الاسرائيلى فى حق الفلسطينيين قال مصدر رفيع المستوى للقاهرة الإخبارية، أمس، إن استمرار الفشل العسكرى والسياسى الإسرائيلى يدفع حكومة نتنياهو لمزيد من التعنت وإفشال جهود الوسطاء للتغطية على إخفاقها .
من جانبها أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أنّ الخيار العسكرى البحت ليس الحل للحرب الإسرائيلية ضد حركة حماس فى قطاع غزة. وقالت «بيربوك» للصحفيين بعد اجتماعها مع نظيرها الإسرائيلى يسرائيل كاتس: «أظهرت نهاية الأسبوع الماضى بشكل مأساوى أنّ خيارًا عسكريًا بحتًا ليس حلًا للوضع فى غزة، فى إشارة إلى إعلان العثور على جثث 6 محتجزين بغزة.
الى ذلك، قال نيكولاى ملادينوف، المنسق الأممى السابق لعملية السلام بالشرق الأوسط، إنّ فرص وقف إطلاق النار بقطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة ضئيلة، ومحملًا إسرائيل المسؤولية كاملة عن كل ما يحدث فى القطاع.
وفى حديثه لـ»القاهرة الإخبارية»، أضاف «ملادينوف» أنّ مصر وقطر الولايات المتحدة الأمريكية بذلت جهودًا كبيرة فى محاولة منهم لوقف إطلاق النار. وذكر المنسق الأممى السابق، أنّ مواصلة العدوان الإسرائيلى فى قطاع غزة يُعرض حياة المحتجزين للخطر ويجعل حياة أهالى القطاع جحيمًا، بسب التدمير الضخم والقتل اليومى ويصعّب مهمة المشروع الوطنى الفلسطينى لإعادة الإعمار.
قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إنه يتعين على إسرائيل وحركة حماس حل القضايا المتبقية من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة. وقال بلينكن فى إفادة صحفية»بناءً على ما رأيته، تم التوافق على نحو 90 ٪، لكن هناك قضايا قليلة بالغة الأهمية لا تزال عالقة .»
وأضاف بلينكن «أتوقع فى الأيام المقبلة أن ننقل لإسرائيل، وأن تنقل (قطر ومصر) لحماس أفكارنا، نحن الثلاثة، بشأن كيفية حل المسائل العالقة المتبقية».
ميدانياً انسحبت القوات الإسرائيلية من جنين ومخيمها أمس بعد عشرة أيام من العدوان العنيف والمتواصل الذى أدى لسقوط عشرات الشهداء والمصابين و خلف دمارا وتخريبا واسعا.. يأتى ذلك بينما أعلن جيش الاحتلال أنه سيعود إلى جنين وأن العملية بالضفة لن تتوقف.
واعرب مواطنون فلسطينيون عن مخاوفهم من عودة قوات الاحتلال لاقتحام المدينة ومخيمها بعد انسحابها وانتشارها على الحواجز العسكرية المحيطة، كما حدث فى مرات عديدة سابقة.
وفى تقرير لها، قالت وكالة «وفا» الفلسطينية إن قوات الاحتلال الاسرائيلى انسحبت، بعد منتصف ليل الجمعة، من محيط مستشفى جنين الحكومي، ومستشفى ابن سينا. ونقلت عن شهود عيان قولهم إن آليات الاحتلال انسحبت من أمام بوابة مستشفى جنين الحكومي، وعمارة الريان خلف المستشفى والتى اتخذها جنود الاحتلال ثكنة عسكرية ومركز عمليات لعشرة أيام.
كما انسحبت آليات الاحتلال من أمام بوابة الطوارئ لمستشفى ابن سينا، والذى كان محاصراً منذ اليوم الأول للعدوان على جنين. وأشارت «وفا» إلى أن العدوان الإسرائيلى على محافظة جنين، والذى وصف بالدموى والأعنف منذ العام 2002، خلف 21 قتيلا، بينهم أطفال ومسنون، وأصيب آخرون بعضهم بجروح خطيرة .
من جانبها اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، فى بيان لها إسرائيل بإعادة «إنتاج جرائمها الوحشية ومشاهد الدمار والتخريب التى ارتكبتها فى قطاع غزة ونقلها للضفة الغربية المحتلة كما يحصل فى محافظتى جنين وطولكرم ومخيماتها».
فى الاثناء قال الدفاع المدني، إن عشرات من فرق الطوارئ التابعة له، وللبلدية وشركات الكهرباء والاتصالات، شرعت بعمل مسح ميدانى شامل لآثار اعتداء الاحتلال على أحياء مدينة ومخيم جنين، وكذلك عمل تهيئة مؤقتة للشوارع والطرقات واعادة الخدمات الحيوية، وذلك تحت إشراف ميدانى من قبل مدير عام الدفاع المدنى اللواء العبد إبراهيم.
فى غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة ارتفاع حصيلة ضحايا القطاع إلى 40 ألفاً و878 فلسطينياً بعد مرور 335 يوماً على بدء الحرب الإسرائيلية. وأضافت الوزارةأن عدد المصابين بلغ 94 ألفاً و454.
وذكرت أن «الاحتلال الإسرائيلى ارتكب مجزرتين فى القطاع خلال آخر 24 ساعة وصل بسببهما 17 ضحية و56 إصابة إلى المستشفيات.
وأفادت مصادر صحية باستشهاد 6 مواطنين واصابة 5 آخرين جراء قصف الاحتلال منزلا فى محيط مسجد بدر بحى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. كما أفاد الدفاع المدنى بانتشال شهداء من تحت ركام منزل ومحاولات للوصول إلى آخرين مفقودين فى منطقة الصبرة جنوبى مدينة غزة.
وفى مدينة خان يونس، أصيب عدد من المواطنين جراء غارة للاحتلال استهدفت وسط المدينة. وانتشلت طواقم الدفاع المدني، جثامين 6 شهداء من مناطق متفرقة فى رفح الفلسطينية..
من ناحية اخرى أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أهمية استمرار حملة التطعيم ضد شلل الأطفال فى قطاع غزة. خاصة وان الاحتلال الإسرائيلى يتعمد منع وصول الطواقم الطبية إلى مراكز تطعيم الأطفال.
أوضح الشوا أنه يجب بذل جهد أكبر للوصول إلى جميع أطفال غزة ضمن حملة التطعيم، مشيرًا إلى أنه جرى تطعيم ثلث عدد الأطفال المستهدف ضمن الحملة.
وحذّر مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من استمرار قيود الاحتلال الإسرائيلى على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. مشيرا إلى أن هناك أكوامًا من القمامة المتعفنة تتراكم بالقرب من أماكن إيواء النازحين فى القطاع، وهو ما يثير مخاوف من انتشار المزيد من الأمراض.
وذكر الشوا أن آلاف الطواقم تعمل على مدار الساعة للوصول إلى جميع أطفال غزة فى مراكز الإيواء وخيام النازحين من أجل تطعيمهم. , معربا عن أمله فى وقت أطول لتطعيم جميع الأطفال، خصوصًا مع عدم وجود أى مكان آمن فى القطاع مع استمرار عمليات القصف المستمرة، التى تستهدف بشكل مباشر العمل الإنسانى والعاملين فى مجال الإغاثة.
على الصعيد الانسانى حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة يتجاوز الكارثي. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص فى غزة لم يحصلوا على حصص غذائية فى جنوب ووسط غزة عبر الوسائل الإنسانية خلال أغسطس الماضي.
وأضاف دوجاريك أنه «على الرغم من التحديات التى نواجهها، تستمر الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية فى بذل كل ما فى وسعها لتقديم المساعدة لإنقاذ حياة الفلسطينيين».
بدوره قال مدير التغذية بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فيكتور أجوايو إن أكثر من 50 ألف طفل فى قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون علاجا فوريا.