لا تصدقوا سيناريوهات توزيع الأدوار.. واشنطن بيدها مفاتيح اللعبة
مع الأكاذيب التى لا حصر لها.. إسرائيل مستمرة فى بيع الوهم للجميع بانتصارها فى غزة ولذلك تفرض شروطها لقبول وقف إطلاق النار.. الكل يدرك هزيمة إسرائيل وانتصار الفلسطينيين وضع العالم كله فى مفترق طرق إما التخلى عن الإنسانية أو المساعدة فى استعادة حقوقهم.. ولا تصدقوا سيناريوهات توزيع الأدوار.. واشنطن بيدها مفاتيح اللعبة، تستطيع إنهاء الحرب فى لحظة، لكنها تريد السيناريو الهوليودى بأيد إسرائيلية.
تعالوا نناقش مقترح الرئيس الأمريكى جون بايدن لوقف إطلاق النار الذى يحاول به حفظ ماء وجه إسرائيل.. وأنا متيقن أن الذى صاغ الاتفاق هى إسرائيل والتى ستوافق عليه هى إسرائيل؟ والكل فاهم والوحيد الذى يتغابى علينا هو «نتن ياهاو».. ولا تدرك إسرائيل أنها فقدت الأرضية المبنية على أكاذيب منذ أكثر من 75 عاماً.. المهم بايدن أقصد «نتن ياهو» يقترح على نفسه فى المرحلة الأولى وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلى من المناطق المأهولة بالسكان فى غزة التى لا يوجد بها خرم إبرة خال حيث يعيش أكثر من 1.76 مليون نسمة على 360 كيلو متراً لتشكل واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية فى العالم حيث 26 ألف ساكن فى الكيلو متر، وفى المخيمات نحو 55 ألف بالكيلو متر.
ثم يقترح نتن ياهو على لسان بايدن الانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان فى غزة.. هل رأيتم كذباً أكثر من ذلك.. وتستمر الخطة بإطلاق حماس سراح «عدد» من الرهائن ـ بينهم نساء ومسنون وجرحى مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين.
طبعاً لا تحدد الخطة العدد والنوعية من الفلسطنيين المعتقلين فى المعتقلات الإسرائيلية وهم بالآلاف ومنذ سنوات طويلة وبعضهم دخل شاباً والآن أصبح عجوزاً.
وإذا كانت الخطة تقترح إعادة بعض رفات الرهائن مع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم فى جميع مناطق غزة، فماذا عن عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى منا هل سيعودون!
وتبشر الخطة بزيادة المساعدات الإنسانية مع دخول 600 شاحنة يومياً، ولكن لم يسأل بايدن كيف يتم ذلك وقد احتلت إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني، يعنى تخيلوا القاتل ومجرم الحرب يتسلم بنفسه المساعدة ليعطيها لضحاياه.. شوفتم هزلاً أكثر من ذلك.
وتستمر الملهاة السوداء بقول بايدن: سيتم إرسال مئات الآلاف من الوحدات السكنية المؤقتة من قبل المجتمع الدولي.
والسؤال هل سيعيدون الأرض لأهلها والآباء الشهداء لأطفالهم اليتامي، والأزواج للمترملات، والأبناء إلى الآباء الذين نجوا من الإبادة.
ووقف إطلاق النار غير مؤكد وستدور حوله المفاوضات لمدة 6 أسابيع، يعنى يستردون رهائنهم ويطلقون سراح بعض معتقلينا ولا ضامن من عودة الإبادة الجماعية بعد أن يكونوا قد استردوا رهائنهم ويستطيعون فى لحظة اعتقال أضعاف من أفرجوا عنهم بما فيهم المفرج عنهم.
وتبدأ المرحلة الأخيرة بإطلاق سراح بقية الرهائن والانسحاب الكامل لتبدأ إعادة أى رفات للرهائن واقتسام «كعكة إعادة الإعمار الكبري»..د ببجاحة يقول الإسرائيليون بأنهم سيوافقون عليها إذا وافقت حماس وهم يصرخون بأن المستقبل لا وجود فيه لحماس.
بالعقل هل يوافق أى مفاوض من حماس على خطة يكون عنوانها غزة بلا حماس!!