الشيخ سلمان: التحول الرقمى والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعى على رأس أولوياتنا
أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية أهمية انعقاد القمة العربية الثلاثة والثلاثين فى البحرين التى تأتى فى ظل ظروف عصيبة تمر بها الأمة العربية.حيث العدوان الإسرائيلى الُمستمر على أهلنا فى فلسطين منذ ما يربو على سبعة أشهر تجاوز المدى فى التجرد من الضمير والاستهانة بكل قيمة إنسانية أو منظومة أخلاقية.. حتى بالمعايير المتدنية للاحتلال الإسرائيلى الذى عرفته فلسطين منذ عقود.
جاء ذلك أثناء كلمته فى الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادى والاجتماعى على المستوى الوزارى التحضيرى للقمة العربية (33).
قال أبو الغيط اننا نسعى إلى التحرك السياسى العربى والدولى لوضع حد لهذا العدوان الإجرامى فقد شهدت الفترة الماضية هبة عربية لإغاثة غزة… ونحن ندرك تماماً أنه لا شيء يعوض أهل غزة فى هذه المحنة، ولكننا جميعاً نسعى إلى التخفيف من آلامهم و مداواة جراحهم..
أشار إلى أنه لم تتوقف جسور المساعدات الإنسانية القادمة من الدول العربية إلى غزة . والتى لاتزال إسرائيل للأسف تعطلها وتمنع دخولها ُمشهرة سلاح التجويع فى وجه أهل القطاع.
أعلن أبوالغيط عن خطة الاستجابة العربية الطارئة للتعامل مع التداعيات الاقتصادية والإنسانية للعدوان الإسرائيلى التى قامت بإعدادها دولة فلسطين بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة والمنظمات العربية المتخصصة ذات الصلة ارتباطاً بهذا الموضوع، وطرح أبوالغيط مبادرة «الاحتفاء بيوم شهيد الصحة»… تخليداً للشهداء العاملين فى المجال الطبى الذين سقطوا على أرض المعركة.
قال أبوالغيط إّن فعالية العمل العربى المشترك تعتمد بالضرورة على كفاءة الأداء العربى فى مختلف المجالات.. وُتعّد المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية حجر الزاوية المهم للعمل العربى وسبيلاً ضرورياً لتحقيق إنجازات ملموسة يشعر بها المواطن العربي.. وبرغم أن ما تحقق على هذا الصعيد لا ُيلبى المأمول، إلا أننا نشير لبعض الانجازات المهمة.
وفى مقدمتها اتفاقيتا السوق العربية المشتركة للكهرباء، فضلاً عن استكمال عدد من المتطلبات الهامة المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الجمركى العربي. وهو ما يبعث على التفاؤل بأنه يمكن التغّلب على التحديات القائمة إذا ما توفرت الإرادة
وتضافرت الجهود الصادقة والمخلصة.
الشيخ سلمان بن خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطنى البحرينى أكد أن التحديات العالمية الراهنة، تدعو إلى تضافر الجهود المشتركة لتعزيز التكامل الاقتصادى والاجتماعى فى المنطقة، من خلال دعم مشاريع البنية التحتية والنقل والطاقة والأمن الغذائى والتى تعزز من قدرتنا الاقتصادية وتسهم فى رفع مستوى التكامل العربي.
أضاف أنه انطلاقاً من الموقف الثابت لمملكة البحرين بدعم القضايا الهامة للأمة العربية، نؤكد على ضرورة التدخل الفورى والعاجل لإيصال المساعدات الإنسانية فى قطاع غزة، ومنع توسع العمليات العسكرية وتداعياتها الخطيرة على أرواح المدنيين والأبرياء حفاظًا على الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي. والعمل مع الأشقاء فى الدول العربية ومع شركائنا من الهيئات المالية الدولية، والمنظمات المتخصصة، للتغلب على الوضع الإنسانى المتفاقم فى فلسطين ودعم عملية السلام العادل والدائم والشامل فى منطقة الشرق الأوسط بحصول الشعب الفلسطينى الشقيق على حقوقه المشروعة.
وشدد وزير المالية البحرينى على ثقته بأن يحقق التعاون العربى المشترك وتعزيز التكامل الاقتصادى والاجتماعى تطلعات اجيالنا القادمة نحو الرخاء والنماء، مستفيدين من الأمثلة الناجحة فى دولنا فى مختلف المجالات ومنها التحول الرقمى والابتكار.
وقال وزير الاقتصاد الوطنى الفلسطينى محمد العامور، إنه بعد سبعة أشهر منذ بدء العدوان الإسرائيلى على أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وسقوط أكثر من 100 الف شهيد وجريح، أصبحت غزة غير صالحة للحياة.
أضاف العامور أنه مازالت جرائم الاحتلال مستمرة بحق الفلسطينيين، فى ظل محاولاته لشطبه وإزالته من الخارطة الإنسانية ومحاولة التخلص من الأونروا، وفصل الضفة الغربية المحتلة عن قطاع غزة وعزل القدس الشريف (درة التاج وأولى القبلتين وثالث الحرمين) وتهويدها، والتدمير الممنهج للبنى التحتية فى جميع المحافظات الفلسطينية سواء كان فى غزة أو الضفة على حد سواء، فى جنين، ونابلس وطولكرم، والخليل، وأريحا، من خلال الاقتحامات المتكررة و الهجمات الإرهابية المسلحة لقطعان المستوطنين، حيث تم رصد أثر الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية الممنهجة على الاقتصاد الفلسطينى فى محافظات الضفة الغربية، وتم إيقاف تصاريح العمل فى الداخل الفلسطينى لأكثر من 180 ألف عامل من الضفة الغربية، و25 ألف عامل من قطاع غزة.
واعتبر أن استمرار السلطة القائمة بالاحتلال بقرصنة واحتجاز الأموال الفلسطينية، مخلّفة أزمة مالية غير مسبوقة ومستويات خطيرة من التزامات مالية متراكمة سواء كان ذلك على موظفى الحكومة بمتأخرات وصلت إلى سبعمائة وخمسة وأربعين 745 مليون دولار، و1.3 مليار دولار كمتأخرات لصالح الموردين من القطاع الخاص، فى حين تجاوزت مديونية الحكومة من البنوك حاجز المليارى دولار أمريكي، يضاف إليها التزامات متأخرة أخرى لتصل قيمة المديونية إلى حوالى 7 مليارات دولار أمريكي.
وأضاف أن هدف الحرب الحالية على الشعب الفلسطينى هى تصفية الانسان الفلسطينى ، وتدمير البنية التحتية وفصل الضفة عن قطاع غزة من أجل قتل الحلم الفلسطيني.
وتابع «رغم كل ذلك فاننا مستمرون فى الحراك فى المحافل الدولية كافة لمحاسبة دولة الاحتلال، ومساءلته بكافة الطرق والوسائل لضمان عدم الإفلات من العقاب، وتحمله تبعات عدوانه على شعبنا وصولاً إلى إنهاء هذا الاحتلال، وإقرار حق شعبنا فى تقرير مصيره فى دولة فلسطينية ذات السيادة كاملة العضوية فى الأمم المتحدة بعاصمتها القدس الشريف.»
وكشف الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادى السوداني، أن السودان يعيش حرباً ضروساً فُرضت عليه منذ إبريل من العام الماضي، أدت لنزوح أكثر من 8 ملايين شخص فى الداخل و لجوء حوالى مليونى شخص إلى خارج السودان وفقدان الكثير من الأرواح البريئة بجانب تدمير شبه كامل للبنية التحتية و الإنتاجية فى البلاد، معرباً عن شكره للدول العربية على استجابتها الإنسانية السريعة و الكبيرة التى عبّرت عن عمق العلاقة بين الشعوب العربية وتضامنها فى ساعات العسرة، ومؤكداً أن الحالة الإنسانية الطارئة مازالت مستمرة والسودان فى أمس الحاجة إلى الأدوية المنقذة للحياة والمستهلكات الطبية بجانب حاجته إلى مدخلات الإنتاج الزراعى حتى لا تكون عُرضة لمجاعة محتملة إذا ما فشل الموسم الزراعى الصيفي.
وكشف وزير المالية السوداني، أن الحرب التى يعيشها السودان فى طريقها إلى نهاية قريبة بهزيمة التمرد، ويكمن التحدى الأكبر فى اعادة الإعمار وإعداد الخرطوم لنهضة كبرى شاملة، وهذا يتطلب مشروع مارشال جديد، مطالباً الجامعة العربية بقيادة رئيس الدورة الحالية (البحرين) وأمينها العام بالدعوة لمؤتمر خاص بإعادة إعمار السودان تلتزم فيه الدول العربية المقتدرة بإعادة إعمار الخرطوم عبر بناء شراكات إستراتيجية تعود بالفائدة لجميع الشركاء.
كما أكد الوزير السودانى تضامن شعب السودان الكامل مع أشقائه من الشعب الفلسطينى فى غزة الذين يواجهون مشروع إبادة جماعية لا مثيل لها فى التاريخ، راجياً أن تتخذ قمة البحرين قرارات شجاعة توقف إبادة الأطفال والنساء فى فلسطين.