منذ إنشاء الكيان المصنوع على أرض فلسطين وهو يعربد بالمنطقة على مدى 76 عاماً ارتكب خلالها أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطينى وشن أكثر من عدوان على الدول العربية وانتهك سيادة كثير من الدول العربية سواء دول الطوق المحيط به أو خارج الطوق كما حدث بانتهاك سيادة العراق وقصف المفاعل الذرى العراقى أو انتهاك سيادة تونس واغتيال قادة من منظمة التحرير وقصف مصنع أدوية بالسودان وانتهاك سيادة لبنان عشرات المرات بل واجتياحه واحتلال جنوبه إلى أن اجبرته المقاومة اللبنانية على الفرار بالانسحاب المهين ورغم عرض الدول العربية مبادرة السلام العربية فى قمة بيروت إلا أن العدو الصهيونى لم يتوقف عن اختراق سيادة الأقطار العربية والاعتداء على أراضيها وتدمير المرافق والخدمات العامة وقتل المدنيين كما يحدث على مدى السنوات الماضية مع الشقيقة سوريا التى لم يتوقف عدوانه عليها وبالذات فى الفترة الأخيرة مستغلاً الوضع الاستثنائى الذى تعيشه بتعرضها مع عدد من الأقطار العربية لمؤامرات ما أسموها الفوضى الخلاقة عام 2011 ورغم مرور كل هذه السنين إلا أن المؤامرة على سوريا مستمرة بل إنها تتعرض لحصار اقتصادى ظالم من الولايات المتحدة وتوابعها فى الاتحاد الأوروبى بفرضهم أشكالاً متعددة من العقوبات الاقتصادية والتجارية عليها لمنعها من الحصول على احتياجاتها الانسانية سواء الغذائية أو الصحية علاوة على أنهم يدعمون الجماعات الإرهابية منذ أول لحظة لاندلاع الأحداث فى 2011 بتشكيل ما يسمى التحالف الدولى لمحاربة داعش وهو فى الحقيقة تحالف دولى لتمويل وتسليح ودعم داعش وأخواتها من جبهة النصرة ومئات المليشيات الإرهابية الأخرى بالمئات وجميعهم يلقون الحماية من القوات الامريكية التى احتلت أجزاء من سوريا وفرضت الهيمنة عليها باعتبارها من أغنى مناطق سوريا سواء فى إنتاج النفط أو الغاز أو الغذاء وأقامت قواعد عسكرية لمد المليشيات الإرهابية بالسلاح وتوفير الحماية لها حتى تستمر فى تنفيذ مخططات ومراحل المؤامرة ورغم انتصار الجيش العربى السورى ونجاحه فى القضاء على كثير من هذه التنظيمات الإرهابية وحصرها فى منطقة إدلب إلا أن العقوبات التجارية التى تفرضها أمريكا على سوريا والحصار الغربى عليها قد ضاعف من التحديات الاقتصادية التى تواجه سوريا مع تداعيات الحرب الاوكرانية والعدوان الصهيونى على غزة والازمات العالمية وساهم كل ذلك فى تعطيل محاولات إعادة الإعمار وتبذل القيادة السورية جهوداً مضاعفة من أجل تخفيف أعباء الأزمة عن الشعب السورى وإعادة بناء المرافق والخدمات التى دمرتها الجماعات الارهابية وإعادة الأمن والاستقرار والتعاطى مع كل الجهود الجادة لحل الأزمة وإنهاء الاحتلال الاجنبي.. وبطبيعة الحال فان وجود القوات الامريكية المحتلة يزيد التوتر وعدم الاستقرار ويجعلها هدفاً لجماعات المقاومة ويشجع الكيان الصهيونى على استمرار عدوانه على سوريا تحت دعاوى كاذبة واختلاق المبررات.
الكيان الصهيونى شن مئات الاعتداءات على سوريا مستفيداً من الحماية التى توفرها له القواعد الأمريكية فى التنف والشرق ومستغلا حالة الحصار الذى تتعرض له سوريا وقدمت دمشق عشرات الشكاوى لمجلس الأمن وطالبته بممارسة مسئولياته المقررة له بموجب ميثاق الأمم المتحدة لإدانة هذه الاعتداءات ولكن كانت أى محاولة تقابل بالرفض الأمريكى وتدخله لإحباط أى إدانة حيث إن أمريكا لا يهمها تغييب مجلس الأمن عن ممارسة مسئولياته وعدم قيامه بالحد الأدنى من تنفيذ واجباته فى الحفاظ على السلم والأمن فى المنطقة والعالم خاصة أن الاعتداءات الإسرائيلية باتت تعكس إستراتيجية واضحة تعتمد القتل والعدوان والتدمير وتتسبب فى زيادة مستوى التهديدات والتحديات التى يواجهها العالم اليوم وتُرسخ حالة عدم الاستقرار فى المنطقة وسوريا تعتبر أن التعامل مع هذه الاعتداءات الإسرائيلية لا يمكن أن يتم بمعزلٍ عن الاعتداءات والانتهاكات الأمريكية لمبادئ القانون الدولى من خلال احتلالها الشمال الشرقى من سوريا ونهبها النفط وتقديمها السلاح للميليشيات المستأجرة من قبلها بهدف تأخير الحل السياسى بل ومنعه وعرقلة إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا.
وسوريا ترى فى الممارسات الأمريكية والدعم غير المحدود الذى تقدمه للتنظيمات الإرهابية المسلحة والجماعات التى تحمل السلاح بشكل غير شرعى تُظهر النفاق الذى تمارسه واشنطن وأدواتها فى المنطقة والذى لم يعد مقبولا لا أخلاقياً ولا سياسياً.. كما أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تأتى دعماً مباشراً للتنظيمات الإرهابية المسلحة التى تنشر القتل فى أنحاء سوريا لخدمة أغراض مشغليها بالإضافة إلى الإجراءات القسرية أحادية الجانب التى تفرضها أمريكا وحلفاؤها على سوريا تهدد حياة الشعب السورى وتضر بحاضره ومستقبله.. ومما لا شك فيه أن هذه السياسات الأمريكية والغربية فى مجلس الأمن وغيره تتناقض مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا بما فى ذلك قرار المجلس «2642».
الكيان الصهيونى الذى اقترف كل أشكال جرائم الإبادة الجماعية يهدد باجتياح رفح الفلسطينية التى يكتظ بها نحو مليون و400 ألف نازح إلى جانب 350 ألفاً من سكانها دون الوضع فى الاعتبار أى مخاوف أو تحذيرات من مختلف دول العالم ومسئولى المنظمات الدولية معتمداً على تغاضى أمريكا عن كل جرائمه بعد أن منحته الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء دون مساءلة أو عقاب ويستمر فى مخطط الإبادة ليس لتصفية القضية الفلسطينية وإنما لتصفية الشعب الفلسطينى والتمهيد لمؤامرة ما يسمى الشرق الأوسط الجديد.