خارجية الاحتلال تطالب المدنيين بإخلاء منازلهم .. ونزوح واسع فى الجنوب
جالانت : بدأنا مرحلة جديدة للحرب
182 قتيل و مئات الجرحى بجنوب لبنان فى موجة قصف ثالثة .. وسقوط قيادى بحزب الله
نتنياهو : الحرب على نصر الله تُجبر السنوار على التفاوض
دخلت المواجهة بين إسرائيل وحزب الله مرحلة أخطر وتنذر بكارثة وقد تتحول إلى حرب شاملة بين الطرفين بعدما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى يواف جالانت أنه يبدأ مرحلة جديدة وتصعيدا كبيرا على حزب الله، لا سيما وأن المتحدث باسم الجيش، دانيل هاجاري، لم يستبعد إمكانية التوغل البرى فى لبنان قائلاً إن «الجيش سيفعل كل ما يلزم لإعادة الأمن إلى شمال إسرائيل».
كما نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن اللواء الإسرائيلى المتقاعد جيرشون هكوهين قوله إن إسرائيل قد «تضطر» إلى التوغل البرى فى لبنان.
وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بوجود خطة لتوغل برى فى جنوب لبنان، بالتزامن مع تهديد الجيش الإسرائيلى بتكثيف العمليات ضد حزب الله، وسط استمرار الضربات المتبادلة عبر الحدود بين الجانبين. ونقلت صحيفة الإيكونوميست البريطانية عن المصادر العسكرية أن إسرائيل تخطط لهجوم برى يشمل الاستيلاء على مناطق من بضعة كيلومترات فى عمق أرض لبنان.
لكن وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول عسكرى إسرائيلى إن تل أبيب تركز على العمليات الجوية وليست لديها خطط فورية لعملية برية، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستحاول منع إسرائيل من الاجتياح البرى للبنان، وأعربت روسيا عن قلقها البالغ من ذلك.
وشهد جنوب لبنان حركة نزوح واسعة، وازدحمت شوارع القرى والبلدات اللبنانية التى تتعرض لهجمات إسرائيل، جنوبى لبنان، مع أنباء عن فتح المدارس فى بيروت لاستقبال النازحين.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن شوارع مدينة صيدا الرئيسية وطرقها تشهد زحمة خانقة بعدما قللت المدارس والمعاهد ساعات التدريس وطلبت من الأهالى اصطحاب أبنائهم بسبب تطور الأوضاع فى الجنوب.
يأتى ذلك مع مطالبة وزير الخارجية الإسرائيلى يسرائيل كاتس سكان القرى اللبنانية أمس بمغادرة منازلهم فوراً بمسافة لا تقل عن كيلومتر، فى رسائل ومكالمات هاتفية تحذيرية أرسلها جيش الاحتلال إلى مواطنى لبنان، تنصلاً من قتله المدنيين.
وأعلن جيش الاحتلال أمس أنه قتل المسئول فى حزب الله محمد صالح، وقصف مئات الأهداف التابعة للحرب فى الضربات الجوية الأخيرة على لبنان استهدف بها حتى الآن أكثر من 300 منزل زعم أن حزب الله يستخدمها، فى ضربة وصفها بالاستباقية بعدما رصد تحركات للحزب.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلى بقصف منازل مدنيين فى لبنان، فى غارات جوية وهجمات وصفها بالدقيقة، زاعماً أنها تحوى أسلحة وصواريخ كروز وقذائف ومنصات صاروخية ومسيرات لحزب الله.
وأعلن الجيش أنه سيزيد هجماته وغاراته وأنه قصف أمس مناطق جبل الريحان وأطراف البرج الشمالى وزبقين وأطراف القاسمية وزبقين وأطراف كفر رمان والبقاع الشمالى و بلدات لبايا ويحمر وسحمر فى جنوب لبنان.
وقالت وسائل إعلام رسمية لبنانية إن صاروخاً سقط فى منطقة جبلية غير مأهولة شرقى مدينة جبيل الساحلية أمس لأول مرة فى تلك المنطقة حسب وصف شهود عيان.
وكانت إسرائيل أعلنت بدء مرحلة جديدة من الحرب تستهدف إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم وإضعاف الحزب.
وكشفت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 182 شخص وإصابة المئات جراء الغارات الإسرائيلية شرقى وجنوبى البلاد. واستهدفت الغارات بلدات ميس الجبل وعيترون وحولا والطيبة ومركبا وبنى حيان وجبل الريحان ومرتفعات إقليم التفاح الطيرى وبنت جبيل وحانين وزوطر ومنطقة النبطية جنوبى لبنان. كما طالت محيط مناطق الشعرا وحربتا والهرمل ومحيط بلدات شمسطار وطاريا وبوداى شرقى لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن نحو 100 غارة إسرائيلية استهدفت مناطق عدة فى محافظة النبطية جنوبى البلاد. ولفتت الوكالة إلى أن الطيران الحربى الإسرائيلى شن أيضا غارات كثيفة على مناطق شرق صور، بالإضافة إلى غارة على مجرى نهر الليطانى عند أطراف الدلافة جنوب لبنان. وذكرت أن الغارات الإسرائيلية أمس على جرود الهرمل شرق لبنان قتلت شخصاً وأصابت 6 آخرين، وأن الغارات على عيترون فى جنوب لبنان جرحت 11 شخصاً أحدهم بجروح خطيرة.
وقالت مصادر لبنانية أن الاحتلال ينفذ ضربات مكثفة لصناعة أحزمة نارية على بلدات جنو ب البلاد.
على صعيد متصل نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن تقييم أمن إسرائيل يرى أن حزب الله سيحاول قصف مناطق أعمق فى إسرائيل، وأن نحو مليون ونصف المليون إسرائيلى الآن فى مرمى نيران الحزب، بعد أن قصف بالصواريخ منطقتى حيفا ووادى يزرعيل جنوب الحدود مع لبنان، وأن الحزب لم يستخدم صواريخه الأدق بعد، خشيةً قيام حرب شاملة مع إسرائيل.
وفى شمال إسرائيل طلب الجيش من سكان بلدات سهل الحولا البقاء قرب الملاجئ، بالتزامن مع سماع دوى صافرات الإنذار فى منطقة الكوش في الجليل الغربي، وفى مناطق عدة فى الجليل، وفى صفد. وقالت قناة 12 الإسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلى اعترض صواريخ فى شمال إسرائيل.
حزب الله أعلن قصف جنود إسرائيليين فى موقع جل العلم بالمدفعية وإصابتهم بدقة، وقصف دبابة إسرائيلية فى موقع المرج بصاروخ موجّه وقتل وجرح طاقهما، وجرح إسرائيلى آخر فى الجليل الأسفل بصاروخ ، فيما قُتل فردان فى الحزب فى بلدة عدلون جنوبى لبنان.
وأعلنت فصائل عراقية مسلحة أمس أنها نفذت هجوماً بصواريخ كروز وبمسيرات الأرفد على قاعدة الأغوار الإسرائيلية والجولان، وأنها ستزيد عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت إسرائيل اختراق مسيرة الحدود فى الأغوار وبيسان وأنها حرّكت طياراتها لاعتراضها، فى حين ذكر أنه وقعت انفجارات فى ريف درعا الغربى قرب الجولان بالتزامن مع تحليق الطائرات الإسرائيلية.
على صعيد متصل ذكرت قاعدة عين الأسد الأمريكية فى العراق أنها تتخذ إجراءات جديدة وأنها وسّعت المستشفى الميداني، استعداداً لما وصفته باشتعال الجبهة مع العراق. وأضافت أن الفصائل الأكثر ضلوعاً فى هذه الهجمات هي حركة النجباء الناشطة فى العراق وكتائب حزب الله العراقية وكتائب سيد الشهداء، رغم أنها تشن هجومها على إسرائيل والقوات الأمريكية في سوريا وليس فى العراق حيث تسرى شبه هدنة بين تلك الفصائل والقوات الأمريكية.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فقد أعلن إن الضغط العسكرى على الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله فى جنوب لبنان سيجبر رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» يحيى السنوار على التفاوض، زاعماً أن حماس لا تريد وقف النار بقطاع غزة.
كما عقد وزير الدفاع يواف جالانت أمس اجتماعاً لتقييم الاستعداد على الجبهة الداخلية، وسط توسيع الهجوم على حزب الله فى لبنان. وقال جالانت إن نجاحه فى جنوب لبنان فى هذه المرحلة الجديدة للحرب يعتمد على توحيد الجبهة الداخلية والتزام الإسرائيليين بتوجيهات الحكومة مثل احتماء المواطنين بالملاجئ المحصنة.
وأضاف جالانت إنه تحدث أمس مع نظيره الأمريكى لويد أوستن بشأن الضربات العسكرية على حزب الله فى لبنان. وذكر أنه قدم لأوستن تقييماً لتهديدات حزب الله وأنه أطلعه على عمليات جيش إسرائيل فى تعجيز حزب الله على شن هجمات على الإسرائيليين، وأنهما ناقشا الوضع الإقليمى الأوسع وتهديدات إيران وجماعاتها.
من جانبه قال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إن الصراع لن يُحل إلا بوقف كل الأطراف إطلاق النار وقبول خطة الرئيس الأمريكى جو بايدن وتطبيق قرارات مجلس الأمن لمنع قيام حرب إقليمية شاملة.
وعلى صعيد آخر تستمر شركات الطيران العالمية فى تعليق رحلاتها إلى الأراضى المحتلة ولبنان بسبب العدوان الإسرائيلي. وعلى رأس تلك الشركات: الجزائرية، ولاتفيا، والفرنسية، والهولندية، والهندية، وهونج كونج، ودلتا الأمريكية، وإيزى جت البريطانية، وفيولنج الإسبانية، ولوت البولندية، ولوفتهانزا وزوند إير الألمانيتين، وريان إير الأوروبية.
واشتعلت الحرب بين حزب الله وإسرائيل فى الأسبوع الماضى عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات فى أنحاء لبنان يومى الثلاثاء والأربعاء، مما أوقع 37 قتيلاً وأكثر من 3250 جريحاً، إلى جانب غارة جوية استهدفت الجمعة الماضى الضاحية الجنوبية لبيروت خلفت 45 قتيلا –بينهم أطفال ونساء والقيادى البارز فى حزب الله إبراهيم عقيل– و68 جريحاً.
ووصف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ليون بانيتا الهجمات الأخيرة باستخدام أجهزة تواصل لاسلكى مفخخة فى لبنان بأنها «إرهاب»، مرجحاً أن تؤدى إلى مزيد من العمليات الدموية خلال مسار الحرب. وأضاف أن القدرة على وضع متفجرات فى أجهزة تكنولوجية منتشرة جداً فى هذه الأيام ومن ثم تحويلها إلى أداة لحرب إرهاب.