الاحتلال يبدأ خطة ترحيل سكان رفح تمهيدًا لاجتياحها.. ورفض دولى للتهديد
الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تستعد لأكبر جريمة إبادة جماعية
اتهامات داخلية لنتنياهو بإفشال المفاوضات.. ومجلس وزرائه يوافق بالإجماع على الهجوم
حذّرت مصر أمس الأطراف من خطورة التصعيد الحالى فى غزة، ودعت إلى العودة للمفاوضات وما تحقق من تقدم كبير بها. وأكد مصدر رفيع المستوى لـ»القاهرة الإخبارية»، أن الوفد الأمنى المصرى يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالى بين إسرائيل وحركة حماس.
أشار المصدر إلى أن معبر رفح الحدودى يعمل بشكل طبيعى وأكد استمرار حركة دخول الأفراد والمساعدات، مضيفاً أنه لا صحة لما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن غلق معبر رفح البري.
جاء ذلك فى أعقاب التحرك الإسرائيلى المفاجئ وإعلان مجلس الحرب لدولة الاحتلال البدء فى الاستعداد لاجتياح برى لرفح الفلسطينية ومطالبة أهل المدينة بمغادرتها وقصف مناطق عديدة وهو ما أثار حالة من القلق العالمى واعتبرته كل الأوساط الإقليمية والدولية والمنظمات الأممية بداية لحرب إبادة جماعية جديدة.
وفيما اتهمت مصادر مختلفة حماس بأنها السبب فى هذا التصعيد بعد قصفها منطقة كرم أبوسالم قالت الحركة إن القرار الإسرائيلى ببدء إجلاء السكان من رفح الفلسطينية سيؤدى إلى تعليق المفاوضات بشأن المحتجزين.
أضاف أن أمر الإخلاء الإسرائيلى من رفح «تطور خطير وسيكون له تداعياته»، موضحًا أن «الإدارة الأمريكية تتحمل المسئولية إلى جانب الاحتلال عما يحدث».
كما أكدت الرئاسة الفلسطينية أنها تجرى اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية خاصة الأمريكية لوقف مجزرة اجتياح رفح الفلسطينية.
حذّر نبيل أبوردينة الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، من أن السلطات الإسرائيلية بدأت فعليّاً التمهيد «لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح»، محمّلاً الإدارة الأمريكية مسئولية هذه السياسات الإسرائيلية الخطيرة.
أضافت الرئاسة الفلسطينية، بحسب وكالة أنباء «وفا»: «نطالب الإدارة الأمريكية بالتدخل الفورى لمنع وقوع هذه المجزرة التى نحذر من تداعياتها الخطيرة»، مشددة على أن اجتياح رفح يعنى أن 1.5 مليون فلسطينى سيتعرضون لمذبحة إبادة جماعية، ومحاولات تهجير تم التحذير منها سابقًا.
شددت الرئاسة الفلسطينية على أن المنطقة بأسرها لن تتمتع بالسلام والأمن دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وقيام دولة مستقلة للفلسطينيين، وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.
فى الوقت نفسه ذكر موقع أكسيوس الأمريكى أن مصر وقطر والولايات المتحدة يعملون على منع انهيار المحادثات غير المباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلى بشأن صفقة التبادل، نقلاً عن مسئولين إسرائيليين اثنين ومصدر وصفه بالمطلع.
يأتى ذلك فى وقت تتزايد فيه الضغوط من داخل إسرائيل وخارجها على نتنياهو لإبرام صفقة مع حماس يصر هو على رفضها، مؤكداً تمسكه أيضًا بمواصلة الحرب واجتياح رفح.
كان وزير دفاع إسرائيل يواف جالات أخبر نظيره الأمريكى لويد أوستن أن اقتحام رفح لا مفر منه.
واتهمت وسائل إعلام إسرائيلية بالإضافة إلى سياسيين وقادة أمنيين إسرائيليين ونواب من المعارضة فى الكنيست نتنياهو بمحاولة إفشال صفقة تبادل الأسرى مع حماس لتحقيق مكاسب شخصية خاصة بعد موافقة حماس على المقترح المصرى للهدنة.
بينما أشار إعلام إسرائيلى إلى أن مجلس الوزراء وافق بالإجماع على شن هجوم على رفح ومن المتوقع أن يبدأ خلال أيام.. فى السياق، قال يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، أمس إنه يجب أن يوقف بنيامين نتنياهو ووزراؤه، تصريحاتهم وتهديداتهم غير المسئولة بشأن المحتجزين فى غزة. وأضاف «لابيد»: «أليس فى إسرائيل شخص واحد مسئول لوقف هذا الجنون؟».
أوضح زعيم المعارضة أن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن المحتجزين، ويجب عليها أن تفعل كل شيء من أجل إعادتهم إلى إسرائيل.
وذكر أن مساعى المسئولين والمقربين من الحكومة الإسرائيلية لاحباط صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، تمثل ازدراءً مشينًا وسوء إدارة للمفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس.
من جانبه طلب جيش الاحتلال من سكان مناطق شرق رفح «100 ألف شخص» بالإخلاء والتوجه نحو ما زعم أنه «مناطق إنسانية موسعة» فى خان يونس وسط القطاع ومنطقة المواصى المطلة على ساحل البحر جنوب القطاع، بعدما أعلن أنه يمهد لشن عملية عسكرية فى رفح. وأشار الاحتلال أن إجلاء المدنيين جزء من عملية محدودة النطاق، وأنه لم يتم تحديد إطار زمنى لإخلاء المدينة، وإجراء تقييم للعملية.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن بعض العائلات بدأت بالفعل تنزح من المنطقة الشرقية لرفح.
جاء ذلك بينما استهدفت غارات جوية إسرائيلية محيط مطار غزة شرق مدينة رفح الفلسطينية جنوب القطاع ووصلت إلى مخازن المساعدات.
وذكر شهود عيان سماع دوى انفجارات فى المناطق الشرقية للمدينة، ومواصلة طائرات الاحتلال إلقاء منشورات تطالب السكان بالإخلاء ومهددًا بتدمير المناطق السكانية بالكامل.. ويحشد الجيش الإسرائيلى قوات كبيرة على حدود جنوب قطاع غزة كشف عنها صور للأقمار الصناعية تشمل نحو 300 آلية عسكرية قرب رفح.
وفق تحليل الصور، توجد 150 آلية عسكرية إسرائيلية فى قاعدة أميتاي، فى حين تتمركز 20 آلية أخرى فى كيبوتس حوليت، و120 آلية إسرائيلية بين حوليت ومعبر كرم أبوسالم.
بعد متابعة وتحليل التطورات على الأرض على مدار الأسبوعين الماضيين، تبين أن الجيش الإسرائيلى أنشأ خط إمداد لوجستياً يمتد من قاعدة أميتاى إلى معبر كرم أبوسالم ثم يستمر الطريق إلى داخل قطاع غزة بالتحديد شرق رفح.
واستبق الجيش وصول قواته بإنشاء خيام لإيواء الجنود داخل قاعدة أميتاى العسكرية التى تبعد بأقل من 3 كيلو مترات عن حدود قطاع غزة.
كانت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس أعلنت قصف حشود عسكرية إسرائيلية فى موقع كرم أبوسالم ومحيطه بمنظومة الصواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114 مليمترا، فى حين قال الجيش الإسرائيلى إنه رصد اطلاق نحو 10 قذائف صاروخية باتجاه منطقة كرم أبوسالم.
كما أكدت مصادر إعلامية إسرائيلية مقتل 4 جنود وإصابة 12 آخرين، إصابات بعضهم خطيرة، فى الهجوم الصاروخى الذى وصفته مصادر إسرائيلية بأنه خطير وجديد.
فى مقابل تهديدات نتنياهو ووزرائه توعدت المقاومة الفلسطينية الاحتلال بأنه سيدفع ثمنًا باهظًا فى حال توغلت قواته فى رفح.