كل التحية للمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية (كريم أحمد خان البريطانى الجنسية) على قراره الشجاع بتقديم مذكرة قانونية بتوقيف مجرم الحرب الصهيونى نتنياهو ووزير حربه جالانت لارتكابهما جرائم حرب ضد الفلسطينيين فى غزة.. والواقع أن هذا القرار الجريء تأخر كثيرا فقد ارتكب الجيش الإسرائيلى أبشع الجرائم ضد المدنيين بأوامر مباشرة من نتنياهو وجالانت، وكان ينبغى أن ينضم الى هؤلاء الارهابيين الصهاينة رئيس الأركان الصهيونى وقيادات جيش الاحتلال،وكل من مد هذا الكيان الإجرامى بالسلاح ووفر لهم الدعم السياسى والمادى وحماهم فى مجلس الأمن من كل قرارات الإدانة.
شعوب العالم كلها تشهد على أن كل ما قامت وتقوم به إسرائيل ضد شعب غزة الأعزل، والمجازر التى ارتكبتها وترتكبها يوميا ضد المدنيين، وحرب الإبادة الشاملة التى تنفذها على الأرض والتى شهد بها العالم؛ تؤكد أن حكومة تل أبيب الحالية هى الأكثر تطرفا فى العالم،وأن جيش الاحتلال يرتكب جرائم حرب كل ساعة وليس كل يوم، ويعيث فى الأرض فسادا على مرأى ومسمع من العالم كله، ويهدد الأمن والسلم فى العالم لأنه يرسخ لشريعة الغاب، ولا يقيم لحقوق الإنسان وزنا،ويلحق أكبر الضرر بالشعب اليهودي، وليس بالفلسطينيين وحدهم.. فقد تيقن العالم الآن أن هذه الدولة الشيطانية ترتكب يوميا ما هو أبشع من جرائم الحرب.
>>>>
قرار المدعى العام للجنائية الدولية قرار تاريخى حتى ولو لم ينفذ فى النهاية، وتحول مهم فى تعامل المنظمات الدولية مع جرائم إسرائيل، فقد تعود قياداتها على فعل كل ما يحلو لهم من قتل وتدمير وإبادة دون أن يحاسبهم أحد، وذلك بفعل الحماية الأمريكية التى تدينها كافة دول العالم لأنها حماية لمجرمين وإرهابين وقتلة عتاة فى الإجرام.
أمريكا- التى تتحمل المسئولية الأولى فى قتل الفلسطينيين وإبادتهم- لا يعجبها المساواة بين قادة الإرهاب الصهيونى فى تل أبيب، وقادة المقاومة فى غزة؛ لأنها فقدت كل معايير العدالة والانصاف، وتعودت ألا ترى غير حقوق الصهاينة والدفاع عنهم، ومدهم بكل أنواع السلاح ليقتلوا ويبيدوا أهل الأرض وأصحاب الوطن كيفما يشاءون.
لذلك.. فإن قرار المدعى العام للجنائية الدولية لم يعرى إسرائيل وحدها، بل عرى معها كل الدول التى توفر لها الحماية وتمدها بالسلاح وفى مقدمتها أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.. وهذا ما يؤكده كل السياسيين المنصفين فى العالم وما أقرت به شخصيات إسرائيلية حيث أكدت أن القيادة الصهيونية المتطرفة فى تل أبيب ألحقت الهزيمة بإسرائيل سياسيا وعسكريا وأخلاقيا كما قال زعيم المعارضة لابيد وطالب بسرعة إقالة هذه الحكومة التى جلبت الكوارث للشعب اليهودي.
>>>>
كل المحللين السياسيين والعسكريين الموضوعيين فى العالم أكدوا أن إسرائيل التى تحارب منذ أكثر من سبعة أشهر وقتلت عشرات الآلآف من المدنيين الأبرياء ودمرت قطاع غزة بالكامل، وأحرقت الأخضر واليابس، وجوعت أكثر من مليونين من الأطفال والنساء والشيوخ فى غزة؛ لم تحقق حتى الآن أيا من أهدافها التى أعلنتها مع بدء الحرب، وجلبت لدولة إسرائيل سوء السمعة فى العالم كله، والعلاقات السيئة مع جيرانها.. ولذلك فإن المحصلة النهائية للحرب هى هزيمة إسرائيل بالمقاييس الحقيقية للنصر والهزيمة.. وهذا ما جعل المجتمع الإسرائيلى يثور على نتنياهو وعصابته الإجرامية، ويطالب بإقالتهم ومحاكمتهم حيث لم يوفروا الحماية للشعب اليهودي، وأهدورا مئات المليارات من الدولارات على حرب لم تحقق حتى الآن هدفا واحدا من أهدافها، فلا الرهائن رجعوا ولا تم التخلص من حركة حماس التى تفاجيء جيش الاحتلال كل يوم بضربات موجعة وتحصد أرواح جنوده وضباطه وتحطم المزيد من معداته العسكرية يوميا.
لقد خسرت إسرائيل بحربها العداوانية على شعب غزة الأعزل الدول المجاورة لها وفى مقدمتها مصر والأردن وجلبت للشعب اليهودى كراهية كل شعوب العالم ولم تنجح آلة الدعاية الصهيونية من الاستمرار فى خداع شعوب العالم فخرجت المظاهرت الشعبية الاحتجاجية فى مختلف الدول الأوروبية الداعمة لإسرائيل على المستوى الرسمى وشهدت أمريكا أكبر حركة احتجاج لشباب واساتذة الجامعات ضد إسرائيل واضطرت السلطات الأمريكية الى قمعها بالعنف لتكشف أمريكا هى الأخرى عن وجهها القبيح، وتؤكد أنها لا تعرف الحريات، ولا تعرف حقوق الإنسان، وأن دعمها الأعمى للقيادات الصهيونية المتطرفة جلب لها هى الأخرى الهزيمة، وسوء السمعة، وفقدان ثقة معظم دول العالم.
>>>>
١وأخيرا.. نحن على ثقة بأن الله سبحانه وتعالي- ومن أسمائه العدل- لن يترك الصهاينة يعيثون فى الأرض فسادا الى ما لا نهاية، وكما عاقبهم من قبل على جرائمهم وسوء أخلاقهم سيعاقبهم حتما على ما فعلوا بإخواننا فى غزة وفى غيرها من البلاد العربية مهما ساندتهم أمريكا وبعض دول الغرب.. فالعدل الإلهى سينتصر فى النهاية، وسيعود الحق لأصحابه مهما اختلفت موازين القوي، ومهما وجد الباطل الصهيونى من يناصره من الأمريكيين والأوروبيين.. وعيد الله وعقوباته لبنى صهيون سوف تتحقق حتما مهما طال ظلمهم وعدوانهم وانتشر باطلهم.