وأعيد ترديد ما قاله الإمام على فى مناسبة ظاهرة تتعلق بإدمان الشكوي.. فما من أحد تجلس معه وإلا يشكو من شيء ما.. وكل من يتحدث لا يمل ولا يكل من تكرار نفس الشكوي.. سواء كان من يشكو غنيًا أو فقيرًا.. سليمًا أو مريضًا..!! والناس تشكو مع أن الناس تعلم كل شيء عن أحوال بعضها البعض.. فمن حقق الثراء معروف.. ومن تدهورت أحواله معروف.. وهذا يشكو وهذا يشكو.. وناس تشكو لإبعاد العين والحسد والغيرة.. وناس تشكو لأنها فعلاً تتألم وتعانى ولا تجد فى اعتقادها مخرجًا.. والناس تشكو لأن الشكوى أصبحت عادة.. والناس تشكو لأن حديث الحزن والمعاناة والمرضى يلقى قبولاً وتعاطفًا.. والناس تشكو وهى تعلم أنها تخرج أيضا مخزون الحزن الكامن لدى آخرين.. والناس تشكو على ما يبدو لأنها تريد المزيد.. والناس نسيت وتناست أن تقول دائمًا وأبدًا الحمد لله حتى تشعر بالسعادة والرضا.. الناس لم تعد على ما يبدو تعرف القناعة والقسمة والنصيب والمكتوب.
> > >
والناس التى تئن وتتوجع وتشكو من المعاناة الاقتصادية لا تريد أن تستوعب أننا سبب كل المشاكل لأنفسنا.. إنها معاناة مع الحياة من صنع أيدينا.. فنحن نتحمل المسئولية أيضا.. نحن دولة تشهد زيادة سكانية تلتهم كل شيء فكل 17 ثانية هناك مولود جديد فى مصر.. وكل ثلاثة أشهر نشهد زيادة سكانية ربع مليون نسمة.. نحن نقترب من الـ110 ملايين نسمة.. وكل هؤلاء فى حاجة إلى تعليم وطعام ووظائف ومسكن.. نحن فى حاجة إلى وقفة مع أنفسنا قبل أن نشكو.. لابد أن نتوقف نحن فى حاجة إلى وقفة مع أنفسنا قبل أن نشكو.. لابد أن يتوقف سباق الأرانب بالقانون والوعى وبالمبادرات الدينية أيضا.
> > >
ونعيش الحقبة الأمريكية الجديدة.. والرئيس ترامب الذى يريد أن يضمن عصرًا ذهبيًا للولايات المتحدة الأمريكية.. وفى سبيل ذلك هو على استعداد للدخول فى معارك مع العالم كله.. يريد أن يضم كندا للولايات المتحدة ويقول إنها «ليست مستقلة» ويبحث عن ثرواتها من الفولاذ والألمونيوم والمعادن الحيوية والطاقة.. ويريد الاستيلاء على جزيرة «جرينلاند» من مملكة الدانمارك.. ويبحث عن أموال الخليج كلها.. ويذهب بخياله بعيدًا فى أى مكان فيه مصادر للثروة.. ويتحدى أوروبا القارة العجوز ويريد أن يفرض قيودًا على التعاملات التجارية معها.. ترامب يريد إعادة بناء الامبراطورية الأمريكية حتى لو كان ذلك على أنقاض العالم.. والعالم قد ينتفض يومًا ما ليقول لترامب.. لا..!!! ترامب يجازف بعلاقات أمريكا الخارجية ومكانتها أيضا..!
> > >
ونعود إلى حياتنا وحواراتنا وقضايانا المحلية.. وجولة فى المدن العمرانية الجديدة تصيبنا بالدهشة والعجب.. فهناك آلاف من العمارات والفيلات والوحدات السكنية أقيمت وشيدت وفقًا لأحدث وأرقى وأجمل أعمال البناء والتشييد ومع ذلك فهى مغلقة منذ سنوات وسنوات ولم يسكنها أحد..!! وعندما تسأل لماذا؟ يأتيك الجواب أن ملاكها وأصحابها من المقيمين بالخارج وبعضهم على ما يبدو لن يعود أبدًا.. وستظل هذه المساكن مغلقة إلى الأبد وحتى تنهار دون أن تتم الاستفادة منها..!
ويحدث هذا رغم ارتفاع أسعار الوحدات السكنية.. ويحدث هذا رغم أن الايجارات أصبحت مرتفعة أيضا.. ويحدث هذا لأن ملاك هذه الوحدات السكنية يخشون من تأجيرها أثناء سفرهم وغيابهم عنها ويدخلون فى معاناة لتحصيل الايجارات أو لعدم خروج المؤجر منها والاستيلاء عليها.
والحل.. الحل فى وجود مكاتب تابعة لأجهزة المدن الجديدة تتولى الاتفاق مع أصحاب هذه الوحدات السكنية لتأجيرها لصالحهم وفقا لنسبة أو عمولة تحصل عليها هذه المكاتب وبمقتضاها تتولى مسئولية تحصيل الايجارات وضمان الالتزام بعقود التأجير..!! هذه الوحدات السكنية ثروة هائلة بمليارات الجنيهات ملقاة فى الرمال.. دون عائد يذكر..!
> > >
وأصبح معرض الكتاب الدولى كل عام هو مناسبة الخروج الجماهيرى لقضاء أحلى الأوقات.. ضحك ولعب وجد.. وقراءة إن أمكن..!
والناس تأتى فى رحلات جماعية من مختلف المحافظات إلى معرض الكتاب ومعهم الأكل والشرب ولزوم قضاء يوم ترفيهى جميل والتصوير مع المشاهير أيضا.. ولكن القراءة لم تعد للجميع.. أيام القراءة الرشيدة ولت.. والكلمة المطبوعة تلفظ أنفاسها..!
> > >
وسئل حكيم ذات مرة.. ما هو أجمل شيء رأيته؟ فقال لم أر أجمل من شخص رأى جميع عيوبى ومازال يحبني..! أقول ذلك لأصدقاء العمر الذين بهم نقوى وعليهم «نتعكز».. ومنهم نستمد القوة.. ورأوا جميع عيوبنا ومع ذلك مازالوا يحبوننا ما أجملهم..!!
> > >
والرجل الهندى الصامت ابتكر طريقة مختلفة للانتقام من زوجته بعد زواج استمر 13 عامًا وتفاقمت خلاله المشاكل بينهما.. فقد أحضر الجندى الهندى السابق قدرًا كبيرًا وقام بتقطيع زوجته «بوتافينكاتا» 35 عامًا إلى قطع صغيرة وظل يطبخها لعدة أيام.. وفى نهاية كل يوم كان يلقى فى النهر بأجزاء من الجثة بعد طهوها..!! والجريمة أدت إلى صدمة فى الهند وبعد اكتشافها بالصدفة..!! خدوا بالكم من القدور الكبيرة.. «الحلل يعني»..!
> > >
وأخيرًا:
> استمتع بالأشياء الصغيرة فى الحياة لأنك يومًا ما ستنظر للوراء وتدرك بأنها كانت كبيرة.
> وسلامًا على دنيا أصبحت تحكمها المظاهر.
> وأثقل حمل قد يحمله الإنسان هو ما يدور فى رأسه.
> وسيصل العالم إلى زمن يمنع فيه الأذكياء من التفكير حتى لا يسيئوا للحمقي.