جاءت قرارات وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف بهيكلة منظومة التعليم وتطوير نظام الثانوية العامة مفاجأة مرضية للبعض وصادمة لآخرين، لكن عموم خبراء التعليم سواء التربويون أو مديرو الإدارات التعليمية والمعلمون يرونها خطوة تأخرت كثيرا والطالب كان فى أشد الاحتياج إليها ولن يغضب منها إلا مافيا الدروس الخصوصية.
الخبراء أكدوا أن القرارات الجديدة خلصت المنظومة من أسلوب حشو المناهج الذى سار لعقود، لكنهم طالبوا بمعايير واضحة لتطبيق المنظومة الجديدة لضمان نجاحها.
أيد حسن شحاته أستاذ المناهج وطرق التدريس فى تربية بجامعة عين شمس القرارات خاصة المتعلقة بهيكلة الثانوية العامة، مؤكدا انها تصب فى مصلحة تخفيف العبء المعرفى الذى يتحمله ذهن الطالب وسوف يتمكن الطلاب من اتقان مهارات المواد المؤهلة للتعليم الجامعى وما يترتب على ذلك التخفيف من عبء الدروس الخصوصية.
شحاتة يشدد ان هذه المواد لم تحذف من المنهج ولكنها رحلت لصفوف دراسية اخرى وهذا الفكر العملى جاء بعد دراسة المناهج فى المرحلة الثانوية على المستوى الدولى وحتى تناسب أعداد المواد الدراسية عدد الحصص الأسبوعية؛ فهو نظام مفيد للطالب حتى يتقن المواد الاساسية ومفيد أيضا للآباء حتى يتخففوا من الدروس الخصوصية ومفيد للمعلم حتى لا يعانى من كم التدريس نتيجة لنقص المعلمين المؤهلين.
شحاتة أوضح أن تطبيق تلك القرارات بشكل مثالى يستلزم مساندة جادة من الآباء والمعلمين والطلاب لتلك الحلول الواقعية والأهم وضع الخطة الزمنية اللازمة لتفعيل هذه الحلول وتفعيل الحوار المجتمعى للوعى والمشاركة فى نجاح هذه الخطة.
د. تامر شوقى أستاذ المناهج يرى أن النظام الجديد للمرحلة الثانوية الذى أعلن عنه وزير التربية والتعليم يتسق مع نظم التعليم العالمية التى تركز على الكيف وليس الكم فى عمليات التعلم، لم يستبعد أو يحذف أى مادة دراسية، بل تم تغيير مواضعها ما بين مواد داخل المجموع وخارج المجموع، أو دمج بعضها، كما خفض الضغوط على الأسرة وقلل من شبح الثانوية العامة، بالإضافة إلى تخفيف العبء المعرفى الواقع على أذهان الطلاب فى ضوء دراستهم لعدد من المواد يتناسب مع قدراتهم العقلية.
أضاف أن نظام التعليم الجديد يتيح الفرصة للطلاب لفهم واستيعاب المقررات الدراسية المختلفة بدلا من حفظها بشكل صم مما ييسر تحقيق نواتج التعلم المستهدفة، وكذلك إتاحة الفرصة للطالب لممارسة الأنشطة المختلفة البعيدة عن الدراسة، وتخفيف أعباء الدروس الخصوصية؛ مما جعل التعلم له معنى وهدف لدى الطالب.
أكدت الدكتورة سهير عبد السلام عضو مجلس الشيوخ وعميد كلية الآداب بجامعة حلوان السابق، أن مسألة تخفيف المناهج تختلف كليا عن تخفيف المواد، سهير لا تفضل الغاء أى مادة من مواد تعليمية لأن هذا يمنع الطالب من دراسة فروع من العلوم المختلفة التى من الممكن ان تنمى قدراته وابداعاته فى الحياة.. لكنها مع تخفيف المواد وتقول ان الطالب فى مرحلة التعليم الثانوى معلوماته ليست كبيرة ولا يوجد لديه مهارات أخرى تغذى ابداعاته.. لذلك من الافضل أن المواد التى تم حذفها يتم تدريسها بطريقة مختلفة وتكون مواكبة لتغيرات العصر.
أشادت عضو مجلس الشيوخ بقرار وزير التربية والتعليم بحضور الطلاب للمدارس عبر تخصيص 40 ٪ من الدرجات على الحضور، وترى ان هذه فرصة جيدة لتغيير فكر الطالب وتوسيع مداركه.
أشارت د. كريستين زاهر استاذ المناهج وطرق التدريس بكليه التربية جامعة بورسعيد، أن القرارات الصادرة عن وزارة التعليم مريحة لبعض الناس وصادمة للبعض الآخر خاصة المعلمين الجدد.
ففكرة التخفيف ايجابية ولكن فى نفس الوقت يجب أن يكون هناك نوع من التوازن فالفكرة ليست الغاء مواد بعينها لأن الذى لديه الحق فى الاختيار هو الطالب وكان من الممكن بدلا من الغاء مواد وخروجها نهائيا من التعليم أن يتم تحديد مادة او اثنتين من المواد الاساسية ونجعل باقى المواد لاختيار الطالب يختار ثلاث أو أربعة مواد الذى يجد فيها ميوله واهتماماته بدلا من ان نفرض عليه مواد بعينها.. كريستين تتخوف من ان هذا الاجراء من شأنه جعل العديد من الطلاب تعزف عن الالتحاق بكليات بعينها مثل التربية قسم علم النفس والتربية قسم الفرنساوى لأنهم لن يكون لهم مستقبل فى سوق العمل.. فنحن مع فكرة التطوير ولكن الطالب هو الذى يختار المواد التى يرغب فى دراستها.
أعربت أستاذة المناهج عن أمنياتها أن يصبح تطوير منظومة الثانوية العامة قائمة على نظام عملى بدلا من أن ندخل كل 3 أعوام تجربه ثانوية عامة جديدة وهذا الامر يحدث ارتباك لعدة شهور الى ان يفهم الطالب والاسرة النظام القائمين عليه.
مديرو الادرات التعليمية لهم رؤية أيضاً من خلال خبرتهم العملية، كما تقول قالت أمل الهوارى مدير أدارة مصر الجديدة التعليمية فقرار الدمج لا يؤثر على مستوى التحصيل العلمى للطالب لأنه لم يتم المساس بالمواد التراكمية التى لها أساس وتفيده فى الفهم والإدراك.
أشارت إلى أنه بعد دمج المواد تم تخفيف العبء على الطالب لوجود تشابه فى المعادلات الكيميائية وكانت تمثل عبء على الطالب وبعد الدمج أصبح من السهل عليه مذاكرة المادة العلمية .
أيدها فى الرأى حسن الصعيدى مدير إدارة دار السلام التعليمية الذى يرى أن هذا النظام مريح للطالب وننادى به من فترة طويلة والحذف من المناهج ضرورة ولن يتم الإخلال بالمادة العلمية لأنها ستكون مواكبة للعصر ونظام الشعب يساعد الطالب فى اختيار الأشياء التى تساعده.
أضاف حاتم ممدوح مدير إدارة السلام أن تخفيف المناهج فى مصلحة الطالب وهو بداية تصحيح كنا ننادى بها والآن المناهج العلمية يستطيع الطالب مواكبة العصر والتكنولوجيا الحديثة وفى نفس الوقت نظام التقويم لابد أن يتم تعديلة ليتناسب مع دمج المناهج
المعلمون أيضاً يؤيدون النظام الجديد ويرونه أفضل وكما يقول حامد عبدالعظيم مدرس لغة عربية، فالتوجه الجديد يهدف إلى تخفيف العبء عن أولياء الأمور خاصة مع تعدد المناهج وضيق الوقت أمامهم والتفكير جاء ليخفف من حدة منظومة امتحانات الثانوية العامة والقضاء على البعبع مشيرا إلى أنه لابد من عدم تهميش اى مادة فى نفس الوقت فالعالم الان يتجه إلى تعلم اللغات والكمبيوتر بخلاف اللغة الإنجليزية.
أشار حسن عيد معلم اول رياضيات أن دمج فروع الرياضيات شيء مقبول بما لا يخل بالدروس التى يجب أن يفهمها الطلاب والتخفيف عليهم مشيرا إلى أهمية أن يعمل التعليم العالى بالتعاون فى هذا الأمر لأن هناك كليات تتطلب تنسيق مجموع اللغات فكيف سيتم احتساب ذلك مثل كليات الآداب اقسام اللغات وكليات الالسن .
اضاف أن اتجاه الوزارة يتماشى مع احتياجات سوق العمل وهذا ما بدا جليا من القرارات الوزارية الأخيرة حيث أن الاحصاء وتحليل البيانات شيء ضرورى جدا فى احتياجات سوق العمل إضافة إلى علوم الكمبيوتر والتسويق مشيرا إلى أن كون المادة لا تضاف للمجموع لا ينبغى أن يتم اهمالها وعدم تعلمها فكل العلوم مفيدة للطالب .
قال سامى مصطفى كبير معلمين إن تقليل مواد الثانوية العامة شيءايجابى .. ويخفف الضغط على ولى الامر مشيرا إلى أنه لابد من تعديل المناهج لتتماشى مع هذا التغيير وان تكون مواد الرسوب والنجاح قليلة الحشو حتى نحقق الهدف مشيرا إلى أن دراسة كل شعبة من شعب الثانوية العامة 5 مواد مقبول حتى يساعده على تحصيل المواد الدراسية المختلفة.
أوضحت هدى سيد ولى أمر طالب بالثانوية العامة أن قرارات الوزير ضربة معلم فمن يغضب هم مافيا الدروس الخصوصية وليس كل المدرسين يقومون بإعطاء دروس ولكن هناك المعظم الذى يعارض هذا القرار بجعل مواد خارج المجموع وهم الذين يحصلون ملايين الجنيهات من الدروس الخصوصية مشيرة إلى أهمية إزالة رهبة الثانوية العامة وما يحدث كل عام من إرهاق وتوتر نفسى وضغط عصبى شديد على أولياء الأمور.
أضافت أن بعض القرارات الخاصة بالكثافات تحتاج إلى إعادة نظر خاصة تحويل المدارس الثانوية العامة إلى فترة مسائية والفصل الطائر وغيرها.