حذرت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، كامالا هاريس من أن المرشح الجمهورى دونالد ترامب يسعى للحصول على «سلطة مطلقة».
قالت هاريس لمناصريها – فى كلمة خلال تجمع انتخابي، حسبما نقلت قناة «الحرة» الأمريكية – «ترامب ليس مرشحا رئاسيا يفكر فى كيفية تحسين حياة السكان، بل هو شخص غير مستقر، مسكون بالانتقام، ومفعم بالشعور بالظلم، ويتوق إلى سلطة مطلقة».
اتهمت هاريس منافسها الجمهورى دونالد ترامب بالإقدام على التخفيضات الضريبية لصالح الأثرياء وليس لصالح الطبقات المتوسطة، متعهدة بالوصول إلى الحلول العقلانية وتحقيق التقدم، مشيرة إلى أنها لا تستهدف إحراز نقاط سياسية.
ارتفعت هذه المنافسة فى الانتخابات الأمريكيه مع اقتراب موعدها المقرر الثلاثاء المقبل.
حيث تتركز أغلب الفاعليات فى 7 ولايات أمريكية تعرف بـ»الولايات المتأرجحة» هي: أريزونا، وجورجيا، وميشيغان، ونيفادا وكارولينا الشمالية، وبنسلفانيا، وويسكونسن.
وفى حين لم ترجح استطلاعات الرأى كفة أى من المرشحين بشكل حاسم فى الولايات السبع المتأرجحة حتى الآن، إلا أن آخر استطلاعات الرأى التى أجرتها شبكه ال سى إن إن أكدت تفوق هاريس فارق 1 بالمائة حيث جصلت 44٪ بينما حصد ترامب 43٪ من مجمل عينخ الاستطلاع.
يسعى كل مرشح إلى تحديد الفئات المجتمعية فى الولايات المتأرجحة، التى يتوجب عليه التركيز على استحواذ أصواتها، للفوز بالانتخابات.
تعتقد حملة هاريس أن جمهورها من الناخبين المتأرجحين الذين يمكن الفوز بهم يصل إلى 10٪ من الناخبين فى الولايات المتأرجحة، وهو عدد أكبر قليلاً مما تراه حملة ترامب لنفسها.
أما حملة ترامب فتركز على الناخبين السود، بعد أن أشارت أبحاثها بحسب صحيفة نيويورك تايمز إلى أن 25٪ من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم هم من السود.
وعن قضايا الشرق الأوسط أفاد نحو نصف الناخبين الأمريكيين بأنهم «قلقون للغاية» أو «قلقون بشدة» من احتمالية اتساع نطاق الصراع المستمر فى الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية شاملة، وفقا لأحدث استطلاع للرأى أجرته وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية بالشراكة مع مؤسسة «نورك» لأبحاث الشئون العامة.
ورغم تزايد القلق بشأن توسع الصراع، أفاد استطلاع مركز «نورك» لأبحاث الشئون العامة بأن نسبة أقل من الناخبين، حوالى 4 من كل 10، يشعرون بالقلق من احتمال تورط الولايات المتحدة فى حرب بالشرق الأوسط. وأُجرى هذا الاستطلاع قبل الضربة الإسرائيلية التى استهدفت قواعد عسكرية فى إيران يوم الجمعة الماضي. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أصبحت قضايا الشرق الأوسط محورًا فى الحملات الانتخابية، إذ يسعى الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس لكسب أصوات الناخبين المسلمين واليهود فى ولايات حاسمة مثل ميشيجان وبنسلفانيا.. وعلى الرغم من تشابه القلق بين الديمقراطيين والجمهوريين حيال احتمال تصاعد الصراع، فإنهم يختلفون حول من يتحمل مسئولية التصعيد الأخير والدور المستقبلى للولايات المتحدة.
يشير الاستطلاع إلى أن 6 من كل 10 ناخبين يرون أن حماس والحكومة الإيرانية وحزب الله يتحملون «قدرًا كبيرًا» من المسئولية عن تصاعد الصراع فى الشرق الأوسط، بينما يرى حوالى 4 من كل 10 ناخبين أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل أيضًا جزءًا كبيرًا من المسئولية، فى حين يعتقد 2 من كل 10 أن حكومة الولايات المتحدة تتحمل المسئولية نفسها.
فى السياق نفسه استضافت الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجلسة الأولى من سلسلة المائدة المستديرة الإعلامية «ما وراء الأحداث»، حيث اجتمع نخبة من الخبراء المتميزين فى الجامعة لمناقشة التأثيرات العالمية للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
أوضح الدكتور بهجت قرنى أن السباق فى الانتخابات القادمة يشهد تنافساً قويا وأن الفائز سيحسم النتيجة لصالحه بفارق بسيط. وقال: «عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وإيران والشرق الأوسط، لا أتوقع اختلافات جوهرية بين المرشحين الرئيسيين، وإن كانا قد يختلفان فى أسلوب التعامل مع هذه القضايا».. وحول الحرب الدائرة فى غزة، أشار قرنى إلى أنه ليس متفائلاً، إذ تشير بعض الإحصائيات إلى أن إعادة إعمار غزة قد يستغرق ما يقارب 80 عامًا.
وفيما يتعلق بالاختلافات بين إدارة جمهورية أو ديمقراطية، أشار الدكتور مارك ديتس إلى أنه لا يتوقع تغييرات كبيرة فيما يختص السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أفريقيا وملفاتها مثل السودان وإثيوبيا. وأضاف: «الطريقة الوحيدة التى قد تدفع مؤسسات الشئون الخارجية الأمريكية للتدخل بشكل أكبر فى قضية مياه النيل هى إذا أصبحت مسألة تنافس مع روسيا والصين». فيما يتعلق بكيفية تعامل إدارة ترامب أو هاريس بشأن الوضع فى لبنان، قال الدكتور شون لى «لا يوجد فرق كبير بين الاثنتين. فكلاهما سيتبع سياسة رد الفعل فى التعامل مع التطورات التى تحدث على الأرض» .
وعن تأثير نتيجه الانتخابات على قضايا الأمن والسلم العالمى أكد دكتور العلوم السياسية بجامعة قناة السويس جمال سلام أن موقف المرشحان للانتخابات بالنسبة للمنطقة العربية متقارب جدا خاصة القضية الفلسطينية والازمة اللبنانية فدائما ما نرى الدعم الأمريكى غير المحدود فى كل العصور السابقة لمختلف الرؤساء السابقين وعلى الرغم من صعوبه الوضع الراهن إلا أن السياسة الأمريكية ثابتة فى هذا الملف وقال فى تصريحات خاصه للجمهورية الأسبوعى إن النهج السياسى لكامالا هاريس هو امتداد لسياسة جو بايدن والتى شهدت السياسه الأمريكية فى عهده تراجع واضح للدور الذى تلعبه الولايات المتحدة فى المنطقة.
أوضح أنه بالنسبة لترامب فإنه فى حالة فوزه بالانتخابات ستكون سياسته تجاه الشرق الأوسط بمثابة فترة ولاية ثانية لرئاسته الأولى والتى شهدت تغيرات واسعة فى السياسة الأمريكية تجاه قضايا المنطقة بدءا من سوريا والعراق وإيران وانتهاءا بالقضية الفلسطينية.
من جانبها أكدت دكتور نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية أن الاختيار ما بين ترامب وهاريس هو اختيار ما بين أمرين احلاهما مر حاصة وان السياسة الأمريكية راسخة فى دعم إسرائيل أيا كان الحزب الحاكم جمهوريا أم ديمقراطيًا.
أكدت ان ترامب أكثر صراحة فى الإعلان لهذا الدعم مشيره إلى أن نتيجة الانتخابات لم تغير كثيرا فى وضع المنطقة ووضع الاستقرار العالمى خاصة إذا فاز ترامب ففى حين يرجح الكثيرين ان ترامب سوف يغلق ملف الأزمة الروسية ــ الأوكرانية إلا أنه من المرجح ان تكون هناك جبهه صراع جديدة بين أمريكا والصين.
من اوراق
الانتخابات الامريكية
موعد الانتخابات
تجرى الانتخابات فى (5) نوفمبر «الثلاثاء» لاختيار الرئيس الـ (47) للولايات المتحدة الأمريكية لمدة (4) سنوات.
عدد الناخبين
يقوم حوالى (244) مليون ناخب لاختيار الرئيس بجانب التجديد لـ (34) مقعدا فى مجلس الشيوخ ولـ (534) مقعدا فى مجلس النواب.
الحملة الانتخابية
تُعد الدورة الانتخابية الحالية الأكثر إنفاقاً على الاطلاق بمجموع (15.9) مليار دولار.
أول امرأة
فى حالة فوز هاريس ستكون أول «امرأة» والأولى من أصحاب البشرة السمراء وأول أمريكية من أصول هندية تفوز بالكرسى الرئاسي.
المجمع الانتخابى
يصوت الأمريكيون لـ (538) مندوباً يمثلون مختلف الولايات وهؤلاء هم من يختارون الرئيس الذى سيحصد أكثر من 270 صوتاً من إجمالى عدد مندوبى المجمع الانتخابي.