لا يزال نهر الأزهر يجرى حاملاً أجيالاً من المبدعين فى مختلف المجالات.. فلم تمض أيام على حفاوة فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر بالطالب محمد أحمد حسن الذى كان إماماً لقبلة الجامع الأزهر العتيق حتى إستقبل أمس طالب الصف الثانى الابتدائى أنس مصطفى ربيع الذى يقف على أعتاب إبهار العالم بما يملكه من ذكاء وفصاحة جعلته يتمكن من حفظ المتون العلمية التى أعجزت الكبار.
أنس أكد لــ «الجمهورية» أنه ورث محبة الأزهر ومن والده خريج كلية الشريعة والقانون وساعدته والدته التى تخرجت فى كلية العلوم قسم الجيولوجيا، حيث يعيشون جميعاً فى مدينة أسيوط تبعا لعمل والده فى إدارة الوعظ بالأزهر، والبداية كانت بملاحظة الوالدين حالة نبوغ غير عادى لدى أنس من خلال سرعة الإدراك فى الحفظ لكتاب الله تعالي، فبدأ والده باختباره فى بعض أبيات متون الشاطبية لمعرفة أحكام التلاوة، فقام بحفظها فى وقت قياسى وانتقل من حفظ علوم التجويد إلى الفقه واللغة العربية والتوحيد، واللافت أن هذه المتون ليست بالأمر البسيط، حيث يبلغ عدد أبيات متن الشاطبية 480 بيتا، والأمر لا يقف عند أنس فهناك أخوه الأصغر مالك الذى لم يلتحق بالصف الأول الابتدائى أصبح متمكنا فى الحفظ من خلال جلوسه مستمعا لأخيه أنس.
يروى أنس الفرحة التى وجدها من فضيلة الإمام الأكبر بأنها شيء لم يرد بذهنه، وأنه قد شعر بأن الزمان قد طوى أيامه وأسرعت لياليه حتى أصبح شيخاً كبيراً حينما أمره الإمام الأكبر بأن يجلس على مقعده ووقف فضيلته بجانبه يقول أنس لم تحملنى أقدامى فرحة وسعادة وامتلأت عينى بالدمع لما رأيته من تقدير إمامنا وكبار علماء الأزهر لوالدى وما بذلاه من جهد فى تربيتى حتى تمكنت من حفظ قرابة الألف بيت.
أنس يهوى لعب الكرة مع زملائه ويعشق القراءة وسماع القرآن والشعر ويحب الكتابة القصصية ويتمنى أن يصبح عالماً وأستاذاً جامعيًا فى العلوم الشرعية.