اين ذهبت دولارات السياحة؟.. سؤال اصبح مثارا بكثرة بعد ان تردد فى بعض الصحف.. وعلى شاشات التليفزيون.. ولم يتطوع احد حتى الان لتفسير ماحدث.. زاد عدد السياح.. وقلت العملة الصعبة المحولة منهم فى البنوك.. كيف يحدث هذا؟.. وهل هو حدث بالفعل؟.. ارجو ألا يكون صحيحا..
هذا العام حققنا نجاحا كبيرا رغم الظروف المعاكسة.. وتخطينا لاول مرة عام الذروة.. عام 2010 فى اعداد السياحة بزيادة نحو 175 الف سائح.. اقتربنا من 15 مليون سائح تحديد ا14 مليوناً أو 906 آلاف سائح).. فى عام 2010 كان الرقم نحو 14.7 مليون سائح.. وكان الدخل 12.9 مليار دولار.. هذا العام زدنا على عام 2010 بنحو 175 الف سائح.. فكم كان الدخل فى عام 2023؟.. فما اعلن حتى الان هو عدد السياح.. المفروض طبقا لعدد السياح ومتوسط عدد الليالى السياحية وهو تسع ليال للسائح بمتوسط 93 دولارا فى الليلة.. فكان يفترض ان يتجاوز الدخل ما تحقق فى عام 2010.. «12.9 مليار دولار».. خاصة مع زيادة اسعار الفنادق.. وتحديد حد ادنى لاسعارها.. لكن ما يقال.. ومانشر فى بعض الصحف ان الدخل المحقق كان سبعة مليارات دولار فقط.. هل يتطوع رئيس اتحاد الغرف السياحية باصدار بيان يوضح فيه ماذا حدث؟ وينفى عن شركات السياحة اى شبهات ان كان موقفها سليما؟.. وهل يمكن ان نقترح نظام متابعة شركات السياحة يضمن محاسبتها على ما أدخلته من عملة صعبة عن اقامة سياحها طبقا للحد الادني.. وبعدد الليالى السياحية.. بخلاف مافى مكونات البرامج السياحية.. وهل يمكن ان يكون هناك نظام للرقابة المسبقة على اسعار البرنامج السياحى قبل تسويقة.. لمنع المضاربة على الاسعار.. اوما يسمونه حرق الاسعار الذى تلجأ اليه بعض الشركات فى بعض الاسواق للتغلب على منافسيها..
ونعرف ان هناك تحقيقا قد جرى منذ شهور مع احدى الشركات المتهمة بحرق الاسعار فى لجنة مكونة من الاتحاد المصرى للغرف السياحية وغرفتى الفنادق وشركات السياحة ووزارة السياحة.. وانتهت بعد حساب التكلفة للخدمات المقدمة فى برنامج هذه الشركة الى انها تبيع البرنامج بأقل من سعر التكلفة.. وبالتالى تفسد السوق على باقى الشركات العاملة فيه.. وبالتالى تؤثر سلبا على الدخل السياحي.. ولم يتحرك التحقيق بعد ذلك.. وهنا سؤال.. اليست هناك شركات اخرى تحرق الاسعار ولم يحقق معها.. ثم يتخذ الاجراء المناسب لها ؟..
حرق الاسعار ليس هو السبب الوحيد لانخفاض الدخل السياحي.. وانما هناك اسباب اخرى كثيرة.. لعل من بينها تسرب جزء من الدخل السياحى وبقائه خارج مصر.. وهو امر شائع ومعروف.. وإلا فأين يذهب الفارق ؟.. ثم هناك جانب اخر نشير اليه.. عن استثمارات بعض رجال السياحة فى خارج مصر.. من اين جاءوا بهذه الاموال التى يصبونها خارج مصر.. وهناك استثمارات لبعضهم فى بلدان اوروبية وعربية وافريقية..
وفى شركات السياحة هناك مصدر اخر يتمثل فى الرحلات الاختيارية التى يسددها السائح فى مصر.. هناك ايضا الرحلات البحرية.. ورحلات الغوص.. ورحلات السفاري.. ومع الدخل المتسرب عن الافواج السياحية نشير الى مصادر اخرى لاتعرف طريقها الى القنوات الشرعية.. وهى عديدة.. وفى مقدمتها دخل البازارات ومنتجات خان الخليلى والروائح.. ولا يتم التعامل فى هذه المجالات بغير الدولار او اليورو.. اما نقدا او باستخدام كروت الائتمان.. هناك ايضا عمليات تغيير للعملة على الفنادق العائمة.. وتتم بعيدا عن رقابة البنوك بخلاف التغيير فى الفنادق الثابته.. مصدر اخر هو الاكراميات التى يحصل عليها معظم المرشدين.. وهى اكراميات اجبارية وتحدد برقم معين لكل سائح فى الفوج.. حسب ايام رحلته.. يدفع للمرشد بالدولار او باليورو..
اما عن السياحة العربية.. لمن يقيمون فى شقق سكنية فمعظم الدخل المحقق منهم لايأخذ طريقة للقنوات الرسمية.. كما ان معظم ما يصرف بمعرفة هؤلاء لا يتم عبر هذه القنوات..
وقد تصعب محاسبة هؤلاء عن هذه الدخول.. ولكن لماذا لا نفكر فى حوافز اضافية فى سعر الدولار لمن يستبدله من هؤلاء؟..
معرض الكتاب مناسبة سياحية هامة
معرض الكتاب كان عرسا ثقافيا بلاشك.. وحقق هذا العام ارقاما قياسية فى اعداد الزائرين وفى دقة التنظيم.. ولا شك انه عبر عن اهتمام كل الاجيال بالكتاب والقراءة.. فرواده كانوا من الاسر بأطفالها وشبابها وشيوخها.. ويؤكد ان الكتاب سيبقى دائما وسيلة الثقافة والمعرفة الاولي..
ولكن عدوى رفع الاسعار امتدت الى الكتاب بشكل مبالغ فيه.. والحجة التى تسمعها من الكل هى ارتفاع اسعار الورق وسعر الدولار.. ولكن الاسعار كانت فيها الكثير من المبالغة واصبح سعر ثلاثمائة جنيه للكتاب واربعمائة جنيه سعرا معتادا.. ولهذا فأنا اشك فى ان احدا اشترى الكثير من هذه الكتب التى رأيتها حتى اخر يوم من ايام المعرض باقية كما هي.. وكانت اسعار هيئة الكتاب واسعار هيئات وزارة الثقافة اكثرها اعتدالا.. وهذا دورها فى نشر الكتاب والتشجيع على اقتنائه.. ولكنها ايضا للاسف اعادت تسعير بعض الكتب من الاصدارات القديمة وزادت فى اسعارها المدونة عليها.. وهو ما فعلته كذلك معظم دور النشر التى زادت فى اسعار اصدارتها القديمة الى جانب الاسعار المرتفعة لاصداراتها الجديدة.. ولكن يبقى دور للدولة نتطلع اليه فى تشجيع الكتاب بأعفاء الورق من الرسوم الجمركية المخفضة التى تسرى عليه.. ولا اظن انها تشكل دخلا كبيرا فى ميزانية الدولة.. لكى تسهم فى خفض سعر الكتاب.. وتسهم فى زيادة صادرات مصر من الكتاب.. ليبقى الكتاب احد مصادر القوة الناعمة لمصر..
ولاشك ان معرض الكتاب كان مناسبة سياحية هامة لكل من السياحتين الداخلية والخارجية.. وقد جاء اليه الزوار من مختلف انحاء المحافظات فى مصر.. كما جاء اليه عشاق الثقافة والكتاب من بلدان عربية كثيرة.. يخططون دائما لزيارة القاهرة خلال فترة المعرض.. الذى يمكن ان يكون مناسبة يتم التسويق والترويج لزيارة مصر خلال فترة انعقاده..
اريد ان اشير اليوم بسرعة الى بعض الارقام عن السياحة فى المملكة العربية السعودية اضعها امام الجميع الى ان اعود اليها مرة اخرى فى وقت اخر..
وقد حققت السياحة السعودية تعافيا فى عام 2023 يزيد بنسبة 156٪ عن عام 2019وتشير الارقام التى اعلنت فى السعودية ان عدد السياح اليها وصل فى عام 2023 الى مائة مليون سائح.. وهو الرقم الذى كان مستهدفا فى عام 2030 وبالتالى رفعت هدف 2030 الى 150 مليون سائح.. وواضح ان هذا الرقم يشمل السياحة الداخلية الى جانب السياحة الخارجية.. حيث ان هدف المائة والخمسين سائحا يستهدف 70 مليون سائح من الخارج بنسبة حوالى 46٪ والباقى من السياحة الداخلية ..
ومن الارقام التى اعلنت مؤخرا ان السعودية تخطط لانشاء 315 الف غرفة فندقية حتى عام 2030.. تشكل الفنادق الفاخرة ٧٧٪ منها..
مع استغلال السعودية لعدد من جزرها فى البحر الاحمر اعلنت مؤخرا شركة اسفار السعودية عن انشاء منتجعات سياحية فى منطقة ينبع وستكون جاهزة بحلول عام 2025 وتبنى كذلك فى منطقة الباحة منتجعات اخرى ستكون جاهزة فى عام 2025.. وتحول مساحة 500 الف متر مربع فى الاحساء الى وجهة سياحية بما فى ذلك واحة الاحساء التى تضم 20 الف هكتار من النخيل.. وتصفها بأنها اكبر واحة للنخيل فى العالم.. وشركة اسفار هذه هى احدى شركات صندوق الاسثمارات العامة السعودي.. وهو يماثل الصندوق السيادى فى مصر.. وقد انشئت فى يوليو عام 2023 للاستثمار فى المشروعات السياحية بالمشاركة مع القطاع الخاص.