عام دراسى جديد.. وموسم شتاء جديد يدخل على أهالينا فى فلسطين.. والكل تحت الحصار.. لم تنجح المحاولات المتتالية أو المبادرات التى تطرح فى وقف اطلاق النار.. وكل يوم يزداد النتنياهو تجبراً وتبجحاً.. ويستمر فى جبروته بمساندة امريكا ومعظم الدول الاوروبية فى حرب إبادة جماعية لشعب لم تشهد مثيلاً لها أى دولة فى العالم من قبل.. ولم يتورع نتنياهو عن استهداف لبنان وقصفها وتدميرها.. استكمالاً لمخططه الارهابي.
إذا تركنا مايفعله نتنياهو بلبنان حاليا وعدنا مرة اخرى غزة.. وبالتحديد لاطفال غزة.. ألم تكتف اسرائيل بقتلها ما يقرب من 17 الف طفل فى مجزرة وابادة جماعية للاطفال لم ولن تشهد مثلها أى دولة فى العالم؟!.. بالاضافة لتدمير ما يقرب من 456 مدرسة وقتل نحو 500 معلم.
إننا ونحن نتابع حرب الابادة الاسرائيلية المستمرة من 7 اكتوبر من العام الماضي، نعتصر ألماً، لما يحدث لاخواننا فى فلسطين.. ولكننا نتابع ايضا الصمت العالمى الكبير.. وكأن ابناء فلسطين لا يستحقون ان يعيشوا حياة كريمة.. ونتساءل ماذا ينتظر العالم ليتحرك؟!.. هل تجاوز عدد الشهداء 41 ألف شهيد، رقم لم يلفت الانظار؟
هل وصول اعداد مصابى المجازر الارهابية الاسرائيلية لاكثر من 96 ألف مصاب عدد لم يلفت الانظار؟.. هل تدمير جيش الارهاب الاسرائيلى 34 مستشفي.. والتسبب فى اصابة 400 الف مواطن فلسطينى بالامراض المعدية نتيجة لتلوث المياه وانتشار الصرف الصحى فى الشوارع.. وقتل 885 من الكوادر الطبية رقم لم يلفــت انظــار العــالم؟!.. هل تدميـر وتخريب 370 ألف وحدة سكنية وتدمير البنية التحتية وتكوين 40 مليون طن من الركام نتيجة لعمليات التدمير والقصف لم تلفت أنظار العالم؟!.. أم ان العالم اصيب بالعمى ولم ير حكام العالم، خاصة فى أمريكا المناصرة الاولى لإسرائيل تلك المجازر الوحشية؟!
إن الحرب الارهابية الاسرائيلية فى غزة، ستكمل عاماً خلال أيام قليلة.. وحتى الآن لم تظهر أى بادرة أمل لوقفها.. بل نرى زيادة فى توحشها وتوغلها للدول المجاورة.. وفى المقدمة منها لبنان.. والعالم بحكامه يتابع.. وقليل منهم يندد ويشجب.. ويكتفى بهذا.
أيام ويدخل علينا موسم الامطار وبرد الشتاء.. وليس لدى اهالينا فى غزة مأوى لهم من برد الشتاء.. أو مواد اغاثية توفر للاطفال أى نوع من أنواع الحماية من الاصابة بأمراض الشتاء المعروفة..إلى جانب الاصابة بالامراض المعدية الناتجة عن تلوث المياه وانتشار مياه الصرف الصحى بالشوارع والطرقات.
إذا كنا هنا نتحدث عن اهالينا فى فلسطين وليس فى غزة فقط.. فقد تعجز الكلمات عن التعبير عما بداخل كل منا تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من محاولات مستمرة منذ عام 1948 وحتى الآن للإبادة الجماعية.. التى ارتفعت وتيرتها منذ السابع من اكتوبر الماضي، فى ظل صمت عالمى غير مبرر.
إن العدوان الاسرائيلى على غزة، لن يحقق الأمان لإسرائيل.. وسيأتى اليوم الذى سيدفع فيه النتنياهو ومن يسانده الثمن.
وإذا كان حكام أمريكا والدول المساندة لإسرائيل لا يرون الشعب الفلسطينى ولا يعترفون بحقوقه المشروعة فى العيش فى أمن وأمان على أرضه المغتصبة.. فإن القضية الفسطينية لن تموت، وسيستمر الفلسطينيون لنهاية الكون يدافعون عن أرضهم.. وإن استشهد أكثر من 16 ألف شهيد من الاطفال خلال عام، فإن آلاف الاطفال من الفلسطينيين سيتمسكون بالحياة، وسيظلون يدافعون عن أرضهم إلى نهاية الكون.. ولن تنجح اسرائيل أبداً فى ابادة شعب يعشق الحياة، ويعيش بآمال الانتصار.. وحتى إن دمرت اسرائيل المدارس والجامعات، سيتعلم الاطفال وسيكبرون بإذن الله ويواصلون الحياة والدفاع عن أرضهم.. ولن تتمكن اسرائيل من تنفيذ مخططها بنزوح الفلسطينيين من أراضيهم المتشبثين بها.. حتى النصر أو الشهادة.
وإذا كان موسم المدارس ومعظم المدارس فى قطاع غزة قد تم تدميريها، فإن اطفال غزة سيتعلمون أقوى درس، وهو الحفاظ على الارض والتشبث بها والدفاع عنها حتى الموت.. ولن ينجح النتنياهو وأعوانه فى إبادة الشعب الفلسطينى أو إجباره على النزوح من أرضه.. وسيظل اطفال غزة يؤرقون النتنياهو وأعوانه رغم تدمير المدارس.. وغض حكام العالم أبصارهم عما يتعرضون له.. وتحيا مصر.