«لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك» هذا النداء الإيمانى الرباني.. وجدتنى أردده بصورة تلقائية بينى وبين نفسى دونما أى مقدمات والسبب فى ذلك.. توق نفسى إلى أداء الفريضة والطواف حول الكعبة والوقوف بعرفة والنفرة إلى المزدلفة ثم الذهاب إلى مني.. ثم طواف الإفاضة.. مشاعر دينية يتمناها كل مسلم فوق ظهر البسيطة.. وكنت أنا منهم متمنياً.. وسعيت بكل دأب لأن احصل على فرصة فى اداء الحج.. وحاولت المرة تلو المرة ولكن الله لم يكن قد كتب لى الدعوة لزيارة بيته الحرام وحين حانت اللحظة وجدت لسانى يردد التلبية بمجرد أن طالعت رسالة وصلتنى على الواتس آب من نقابة الصحفيين تبشرنى بأننى طلعت فى قرعة الحج هذا لعام 2016 – 1437هـ ومنذ هذه اللحظة بدأت فى تجهيز كل الأوراق الخاصة بى وكأن الله تعالى قد هيأ كل السبل.. فلم أجد تيسيراً كهذا فى اتمام الاجراءات للدرجة التى جعلتنى أنهى كل الاجراءات الخاصة «بحج الفرادي» فى يوم واحد فقط.. من تصريح الكشف الطبى إلى مبلغ المطوف فى بنك فيصل إلى حجز تذاكر الطيران.. وغير ذلك من اجراءات.. اليسر كان عنواناً لكل اجراء قمت به حتى كان فجر الثلاثاء السادس من سبتمبر قمت متوضئاً لصلاة الفجروكان موعد إقلاع الطائرة العاشرة صباحاً توجهت حيث لبست ملابس الاحرام ويالها من لحظة فارقة فى حياة كل انسان وكأنه يرتدى زياً لم يلبسه من قبل.. ولسان الحال يتردد التلبية والذى لم يفارقنى حتى داخل الطائرة إلى أن وصلت مطار جدة ومنها إلى العاصمة المقدسة فى البلد الحرام مكة المكرمة.. وكنت ضيفاً على أحد اصدقائى المقربين.. وجدته بانتظارى فى منطقة إسكان مكة.. تعانقنا طويلاً ثم اصطحبنى بسيارته إلى البيت وقد نال منى الإرهاق منالاً كبيراً نمتت وكلى شوق لرؤية الكعبة لأول مرة فى حياتي.. استيقظت متأخراً نظراً لتعب اليوم السابق اتجهز كما يجب أن يكون وكأنى ذاهب إلى عرس بل اكثر من ذلك.. ذهبت مع اصدقاء لى إلى البيت الحرام قبيل صلاة المغرب.. وما أن وقع بصرى على منظر الكعبة حتى انهمرت دموعى بلا أى مقدمات أديت طواف القدوم وأديت العمرة لاننى كنت متمتعاً.. حقيقة قضيت فى البلد الحرام قرابة الشهر أكثرها فى مكة وأربعة أيام فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ وكم حملت ذكريات معى خلال هذه الرحلة المباركة والتى مازلت أتذكرها وكأنها حدثت أمس فقط.. ومازلت متمنياً أن تكون لى عودة قريبة لهذه الديار المقدسة حاجاً بيته وزائراً قبر نبيه فهذه زيارة العمر التى يتمناها كل مسلم.. فاللهم اكتبها لنا ولكل مشتاق.