البحث عن «بنات ألفة» .. فى معاقل الإرهاب
أسبوع أفلام من نوع خاص يحمل عنوان: «أيام القاهرة السينمائية» يهدف إلى عرض الأفلام العربية للجمهور المصرى فى قاعة سينما «زاوية» ومنها الفيلم التونسى «بنات ألفة» الذى حقق نجاحاً كبيراً بعد عرضه فى مهرجان «كان» ويستطيع الجمهور مشاهدة الفيلم اللبنانى «ق» والفيلم الفلسطينى «الأستاذ» والفيلم السعودى «مندوب الليل» الذى عرضه مهرجان «تورنتو» فى كندا والفيلم التونسى «ماشطات» وهى أفلام تم اختيارها بعناية لتعريف الجمهور المصرى بإبداعات المخرجين العرب المتميزين.
«بنات ألفة» فيلم للمخرجة التونسية كوثر بن هنية وهى واحدة من أنجح المخرجات العربيات تكتب سيناريو أفلامها وقد اهتمت كثيرا عام 2016 بحادث هروب بنتين من بنات سيدة تدعى «ألفة» وهربا من تونس إلى ليبيا وانضمتا إلى تنظيم «داعش» وتزوجتا من اثنين من العناصر الإرهابية هناك.
ينتمى فيلم «بنات ألفة» إلى السينما الوثائقية قدر انتمائه للأفلام الروائية حيث تظهر السيدة ألفة بنفسها فى الفيلم وفى مشاهد أخرى تقوم الممثلة هند صبرى بأداء دور ألفة، وذلك واحد من الأساليب الجديدة فى الأفلام المأخوذة عن وقائع حقيقية.. كذلك قامت الفتاتان الأصغر بنفس شخصيتهما الحقيقية.. وقد شارك الفيلم فى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائى وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي.
يهدف الفيلم بشكل أساسى إلى البحث عن المتسبب فى تحول الشاب والفتاة إلى الاعجاب بعناصر الإرهاب والهروب والانضمام إليهم ويوجه الفيلم أصابع الاتهام إلى المجتمع والأسرة لأن دعاة التطرف تنتشر برامجهم على بعض القنوات الفضائية وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، كما ان الأم «ألفة» قالت إنها كانت تخاف على بناتها الأمر الذى جعلهم لا يدركون التمييز بين كلام الشخص المتطرف المنحرف وكلام الشخص الطبيعي.
كذلك يشاهد الجمهور أيضا فيلم «ماشطات» للمخرجة التونسية سونيا بن سلامة ويحكى عن سيدة تدعى فاطمة تعمل هى وابنتاها نجاح ووفاء فى مهنة تزيين العروس قبل زفافها بالإضافة إلى الغناء والعزف فى حفل الزفاف والمفترض انهم يدخلون البهجة والسرور على أهل العروس والمعازيم لكنهم فى ذات الوقت يتعرضون فى حياتهم الخاصة لألوان من التعاسة بسبب طلاق نجاح ومحاولة أختها وفاء الحصول على الطلاق من زوجها دون فائدة وهى مشكلة تواجه النساء فى العديد من المجتمعات العربية.
وتعرض «أيام القاهرة السينمائية» الفيلم الوثائقى اللبنانى «ق» للمخرجة جود شهاب التى سافرت للدراسة فى الولايات المتحدة وعادت إلى لبنان بعد سنوات وهى تسعى لفهم ارتباط والدتها «هبة» بجماعة دينية نسائية سرية ولهذه الجماعة تقاليد صارمة أثرت كثيرا على العائلة بأكملها وقد أدى ذلك فى النهاية إلى توترات ومشاكل ساهمت فى قطيعة الأم مع أفراد من العائلة وتحاول المخرجة البحث فى كيفية إعادة الحياة إلى طبيعتها بعيداً عن تأثير الجماعة الدينية على العائلة.
ويشاهد الجمهور فى «أيام القاهرة السينمائية» فيلم «الأستاذ» للمخرجة فرح النابلسى ويحكى عن مدرس فلسطينى فقد ابنه فى حادث ولهذا السبب يتعلق بتلميذ عنده يدعى «آدم» ورغم ان المدرس يعيش فى بريطانيا لكنه يتعرف على محام أمريكى وزوجته مأخوذ ابنهما رهينة والأمل ضعيف فى فرص الافراج عنه وتنجح المخرجة فى سرد هذه القصص المتباينة والمترابطة فى ذات الوقت والفيلم يقدم دراما مشوقة تتميز بالأحداث غير المتوقعة وبالطبع يؤدى الفنان صالح بكرى واحدا من أفضل أدواره على شاشة السينما.
كما تعرض أيام القاهرة السينمائية الفيلم السعودى «مندوب الليل» الذى يحكى عن حياة الشاب فهد الذى يعيش فى الرياض وقد فقد وظيفته ويعمل فى توصيل الطلبات والفيلم من اخراج على الكلثمى الذى يحاول تقديم فيلم يجمع بين المشكلة الاجتماعية والأكشن فى إطار من سينما التشويق بطولة الممثل المعروف محمد الدوخى الذى يكشف قبل نهاية الفيلم عن مرض والده ومحاولته كسب المال من أجل علاجه وهو يسابق الزمن من أجل توفير ثمن العلاج.
وقد عرض الفيلم فى مهرجان «تورنتو» بكندا.