نعيش أياماً عظيمة تتجلى فيها مواقف الشرف والشموخ المصرى فى وجه المخططات والمؤامرات بعد ان ظنوا اننا فريسة سهلة يمكن التهامها واستباحة أراضيها وسيادتها أو تحييد قرارها وتناسوا أننا أمة عظيمة يقودها قائد وطنى شريف وجيش أسطورة وشعب لا يركع ولا يستسلم.. هذه الأيام هى مصنع ينتج الوعى الحقيقى والفهم الصحيح بشكل مجانى دون جهد أو تكلفة فقد جاء الإعلان عن أفكار ومقترحات التهجير للفلسطينيين إلى مصر والأردن.. ليطلق شحنات الوعى والفهم ويؤكد شرف الدولة المصرية وقيادتها وصلابة مواقفها وقوتها وقدرتها.. وتأثيرها.. نحن أمام شمس ساطعة تبوح بأسرار وتفاصيل الحقيقة.. بعد حملات مسعورة للنهش والتشكيك والإساءة لمصر وقيادتها فأصبحت مصر قلادة ووساماً على صدر الشرف.
انها الحقائق المتدفقة تطالبنا بالعمل عليها والبناء فوقها فلا يجب ان نفوت الفرصة الثمينة لنقول للجميع إننا أمة الشرف التى لا تتنازل ولا تتهاون أمام مبادئها وثوابتها ولا تفرط فى خطوطها الحمراء ولا تبيع الشقيق.. تعلم العالم معنى الأخلاق والوفاء للوعد والقسم.. رفضت مغريات وإغراءات يسيل لها لعاب البشر.. مئات المليارات من الدولارات وامتيازات وإنهاء لأزمات وجودية صنعوها من أجل هذه اللحظة.. لحظة الابتزاز.. فلم ترضخ مصر ولم تنحن ولم تبال بأموال الدنيا.. فهناك أشياء لا تباع ولا تشتري.. فقد نسوا أنها أرض الأديان والأنبياء والشرف.. وطن الشهداء والأمجاد والانتصارات والبطولات.. لم تركع يوماً لغاشم أو محتل أو غاصب.. فهؤلاء جميعاً مصيرهم معروف فمصر مقبرة الغزاة.. ولا أكتب شعراً ولا أصيغ مدحاً ولكنها دوافع الفخر والشرف بوطنى الذى آمنت بحقه ومكانته وجدارته وشرفه.. وتحمست لمشروع قيادته السياسية بوضع مصر فى المقدمة.. وبناء دولة حديثة قوية وقادرة لا تهزها عواصف الصغار والأقزام.. مثل الجبل الصلب الشامخ.. وقد نجحت باقتدار وهذا ليس مجرد كلام ولكن الواقع ينطق بالحق وأن مصر باتت فى أوج القوة والقدرة لا تساوم ولا تبتز ولا تركع.. تصبر لكنها لا تتنازل.. ويمكن أن نقول «اتق رد فعل الحليم إذا غضب».. والحقيقة أن مصر غضبت من أفكار ومقترحات التهجير وجاءت النتيجة الحتمية لهذا الغضب هو فشل المخطط حتى وان قالوا وزعموا انه تأجل لكنه عرف طريقه إلى التجميد فى ثلاجة الأوهام لكن تبقى الكرة فى ملعبنا.. كشعب ألا نغفل ولا نجهل ولا نسمح لأحد أن يعبث فى عقولنا.. وكدولة يجب ألا تتنازل عن مواصلة واستكمال بناء القوة والقدرة قدر ما استطعنا.
أقول وأجدد التأكيد على مقولة «رب ضارة نافعة» فقد جاءت نتائج أفكار ومقترحات وأوهام التهجير عكس ما أرادها أصحابها وأكدت على الآتي:
أولاً: توهج الاصطفاف العربى وإحداث تقارب بين دول الأمة كنا فى أشد الحاجة إليه.. وبدأ الموقف العربى يعيد الشباب للأمة ويجدد حيويتها السياسية.. فهذه الانتفاضة العربية من المحيط إلى الخليج التى انطلقت ضد أفكار ومقترحات التهجير وأيضاً ضد محاولات المساس بأمن مصر القومى أو الحق الفلسطينى المشروع والأراضى العربية فى فلسطين أو المساس بالمملكة العربية السعودية والأردن الشقيق والذى أسفر عن بيانات حاسمة ورادعة وقوية أدت إلى تراجع واضح.. لذلك أقول ان مقترحات وأفكار التهجير أدت إلى صلابة الموقف العربى وأدت إلى حالة من التقارب وتجلى ذلك فى استضافة «القاهرة لقمة عربية» من شأنها أن تحدد ملامح العلاقات العربية- الأمريكية وأيضاً الوصول إلى الإطار العربى الراسخ لحل القضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية كأساس متين للسلام والأمن والاستقرار فى المنطقة وضمان لعدم تجدد الصراع وأيضاً رفض قاطع لكل الأفكار البديلة التى تمس السيادة العربية والأمن القومى العربى أو الحق الفلسطينى المشروع.. والتأكيد على أنه لا بديل عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ثانياً: التصريحات الإسرائيلية المنفلتة والمتهورة والمرفوضة وغير المسئولة التى استهدفت المملكة العربية السعودية الشقيقة.. ضاعفت قوة التقارب العربي.. فقد انتفضت الدول العربية ضد هذه التصريحات وأصدرت مصر بياناً شديد اللهجة والحدة وصاغت أوصافاً تمثل صفعات مؤلمة ضد هذه التصريحات ومحاولات المساس بأمن وسيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
ثالثاً: لم تجد تصريحات وأفكار ومقترحات التهجير التى تحدث عنها السيد دونالد ترامب أى نوع من القبول فى جميع دول العالم دون استثناء حتى حلفاء أمريكا مثل الدول الأوروبية.. ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا.. رفضوا هذه الأفكار ووصفوها بأنها تخالف القوانين والمواثيق الدولية.. وتنافى حقوق الإنسان والحق المشروع للفلسطينيين فى تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم وبالمثل ردت الدول الكبرى مثل الصين وروسيا بما يعنى ان مخطط التهجير بالنسبة للعالم هو عمل غير قانونى وغير إنسانى أو أخلاقى واستعمار بذرائع واهية تحت شعار ومزاعم الإنسانية والتنمية.
رابعاً: ردة الفعل والموقف المصرى الحاسم والرادع ضد مخطط التهجير كان ومازال صفعة مؤلمة للمشككين فى قوة وقدرة الدولة المصرية وقدرتها على الفعل والتأثير وسقوط رهيب ومفجع لمصداقية منابر وأبواق الخلايا الإلكترونية لجماعة الشر والإرهاب الإخوان المجرمين التى هى جزء أصيل من المؤامرة على مصر ودول الأمة العربية ولو ان لدى هذه الجماعة الإرهابية ذرة من الخجل لقامت بالانتحار والتوارى بعد أكثر من عشر سنوات من الكذب الفاجر وأحاديث الإفك وحملات التشكيك فى كل شيء يجرى فى مصر من إنجازات لا تخطئها العين.. أو مواقف شريفة لم تتخل عنها مصر وقوة وقدرة يراها العالم.. ولأن الجماعة الإرهابية هى مجرد خادم يؤدى دوراً وظيفياً وتحركها أجهزة المخابرات المعادية الداعمة لإسرائيل والمؤامرة على مصر فهى عملت على تشويه كل إنجاز ومحاولة هز ثقة المصريين واحباطهم وممارسة التحريض من أجل التحريك للهدم والتدمير لكل ما حققته الدولة المصرية.. لذلك باتت بضاعة الجماعة الإرهابية منتهية الصلاحية فاسدة وربما نرى أن قوى الشر التى ترعاها ستلقى بها إلى القمامة بعد فشلها وانتهاء دورها.
خامساً: لطالما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى مخاطباً المصريين (انتبهوا لما يحاك لوطنكم) وأيضاً قال: (أى تهديد خارجى نحن قادرون عليه.. المهم أن نكون نحن المصريين على قلب رجل واحد) وهو ما أثبته الواقع.. ان قوة وقدرة مصر وجيشها قادرة على ردع أى تهديد وان اصطفاف المصريين وتماسكهم والتفافهم خلف قيادتهم أهم أسلحة النصر.