هل انتهى زمن تقسيم الأفلام إلى أفلام روائية طويلة عشنا على محبتها أمثال «الزوجة التانية» و«خللى بالك من زوزو» و«الحرام» وغيرها، أم اننا فى زمن مختلف، وأنواع الأفلام لم تعد لها نفس الأهمية، وان الفيلم التسجيلى والوثائقى له نفس أهمية الفيلم الروائى، بل ان النوعيات اندمجت مع بعضها وأصبحت هناك أفلام تسجيلية بها أجزاء روائية،وبالعكس، وهو ما بدأ واضحاً جداً فى العديد من أفلام مهرجان الإسماعيلية الدولى للسينما التسجيلية والقصيرة الذى انتهت دورته السادسة والعشرين مساء أول أمس وسط ترقب كبير لاختيارات لجان تحكيم متعددة، بعضها يخص المسابقات الرسمية المعتادة للأفلام التسجيلية الطويلة، والقصيرة والتحريك، وبعضها يخص مسابقات جديدة أضافها. المهرجان هذا العام مثل مسابقة «النجوم الجديدة» أى نجوم صناعة الأفلام الجدد الذين لم نعرفهم بعد،وهى التسمية التى اختارتها رئيسة المهرجان لهذه الدورة المخرجة هالة جلال مع فريق عمل جديد اختارته لرحلتها مع المهرجان، ولتقدم أيضاً مسابقة جديدة أخرى باسم «ملتقى الإسماعيلية» لدعم صناع الأفلام الواعدين عبر تمكينهم من تحسين قدراتهم من خلال اللقاءات والحوارات مع صناع أفلام سابقين وكتاب بالإضافة لدعم مادى يحصل عليه أصحاب أفضل المشروعات التى تقدمت للملتقى «من خلال لجنة اختيار»، وأيضاً، أقام المهرجان ورشة بعنوان: «ذاكرة المكان» والتى قدمها المهرجان بالاشتراك مع هيئة التنسيق الحضارى بوزارة الثقافة بهدف لفت نظر صناع الأفلام إلى توثيق الأماكن ذات البعد التاريخيّ والوجدانى فى مصر، والمتواجدة فى محافظات السويس، وفى الصعيد وفى الوجه البحرى حتى مرسى مطروح، وأهمية توثيق ذاكرة سكانها بجانب معالمه االحضارية، وورشة عن صناعة سينما الأطفال، وأخرى بعنوان: «من الفكرة إلى الشاشة» نظمها المركز القومى للسينما، وأخيرًا، ورشة بعنوان: «السينما والبيئة للشباب» هدفها توجيه الشباب إلى كيفية العمل بأسلوب أفضل حول موضوعات أزمة المناخ والمتغيرات البيئية.
الأفلام التسجيلية الذاتية
هل تحفظ الأفلام ذاكرتنا كبشر ؟
الإجابة عن هذا السؤال قدمها الفيلم المصرى المشارك فى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة وعنوانه: «وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً» إخراج يوحنا ناجى، والذى دفعه الاشتياق إلى عائلته، وأمه وجدته تحديداً إلى البحث عن صور العائلة وفيديوهاتها القديمة، وقرر ان يملأ فراغ سنوات الطفولة باللجوء إلى الذكاء الاصطناعى الذى أضاف له صور وحكايات مختلفة انتهت بصوره الخاصة التى كانت أفضل ما فى الفيلم، ولعل تخصيص ورشة لذاكرة المكان هو أمر مهم فى إطار البحث عن الذاكرة ذلك الاهتمام الذى يجتاح جميعنا الآن، ومن هنا جاءت بعض ندوات المهرجان لتعبر عن هذا بأساليب مختلفة بداية من ندوة بعنوان: «السينما التسجيلية وحفظ الذاكرة» وحيث تناولت مشروع بعنوان: «هى والكاميرا» يوثق جهد ومسارات نساء مصريات عديدات فى مجالات الدفاع عن الوطن، والثقافة والحضارة وتقوده الآن الدكتورة هدى الصدة أستاذة الآدب المقارن فى الجامعات المصرية، وفى جلسة ثانية عن أهمية وجود سينماتيك، أو أرشيف للسينما المصرية قدمت الدكتورة مروة الصحن، مديرة مركز الأنشطة الفرانكوفونية بمكتبة الإسكندرية أهمية الأرشيف من خلال رسالتها للدكتوراه عن هذه القضية تحديداً، اما عن علاقة الأفلام التسجيلية بنشرات الأخبار فقد تحدثت عنها كاتبة ومخرجة، فى ندوة، الاولى «عندليب عدوان «عن ما رأته وتراه فى الحقيقة من أشكال وآثار العدوان الإسرائيلى على الناس فى لبنان وغزة، والذى لا ترى له صدى على نشرات الأخبار، بينما أكدت الثانية «المخرجة اليان الراهب» على أهمية الفيلم التسجيلى فى توثيق لحظات العنف والحرب، ونشرها فى العالم كله حتى ولم تأت ضمن نشرات الأخبار فى ساعتها، وقريب من هذا الحوار قدمت ندوة أخرى بعنوان «صناعة الأفلام خارج حدود العاصمة» كان ضيوفها المخرجين ياسر نعيم ومدحت صالح وصفاء مراد وحمادة زيدان وإدارتها غادة الشربينى بمعهد جوتة، وملخصها هو انه مع التطور التقنى وظهور مهرجانات جديدة فى محافظات مصر أصبحت لدينا فرص جديدة لمعرفة المزيد من المعلومات والقصص المحلية التى لم نعرفهامن قبل.