مصر حذرت «مراراً وتكراراً».. اتساع الصراع بالمنطقة «بدأ بالفعل»
أكد وزير الخارجية سامح شكرى ونائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية بلغاريا ماريا جابرييل، عمق علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده الوزيران امس بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية الجديدة فى ختام مباحثاتهما وأعمال اللجنة المصرية– البلغارية المشتركة.
ورحب شكرى فى بداية المؤتمر الصحفى بنظيرته البلغارية التى تقوم حاليا بزيارة إلى القاهرة والتى تعكس حرص البلدين على تعزيز علاقات الصداقة بينهما.
وقال إن أعمال اللجنة المشتركة عكست رغبة البلدين فى تعزيز العلاقات وتم التطرق إلى مجالات التعاون والمجالات الواعدة، مضيفا أنه تم بحث أهمية تعزيز التبادل التجارى وتعزيز الاستثمارات وإلى التعاون فى عدد من المجالات من بينها الطاقة والزراعة والذكاء الاصطناعي.
وهنأ وزير الخارجية سامح شكرى – خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بحضور وزراء الاتصالات والبترول التجارة والصناعة وعدد من الوزراء البلغاريين – على قرب حلول موعد توليها منصبها الجديد كرئيسة للوزراء.
وأضاف شكرى أن الجانب البلغارى أبدى اهتماما بالفرص الاستثمارية الكبيرة والمتميزة فى مصر وما يتم تقديمه من امتيازات فى هذا الشأن.. لافتا إلى أنه تم بحث التعاون فى مجالات مختلفة منها الزراعة والطاقة والذكاء الاصطناعى والسياحة والطيران المدنى والثقافة، والتعاون العسكري.
وأوضح أنه تم فى ختام أعمال اللجنة المشتركة التوقيع على اتفاقية تبادل إعفاء تأشيرات السفر الدبلوماسية وللمهمة بالإضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون فى قطاع الغاز الطبيعى ومذكرة تفاهم بين وزارتى الدفاع تضاف إلى رصيد الاتفاقيات التى تنظم التعاون بين البلدين.
وأشار إلى أنه تم أيضا تناول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومنها الملفات السياسية والأمنية والهجرة غير الشرعية وخاصة ما يشهده العالم والمنطقة من تحديات كبيرة تتطلب تكاتف المجتمع الدولى لمواجهتها وعلى رأسها القضية الفلسطينية التى تعتبرها مصر صلب قضايا المنطقة، ولا سيما الأوضاع الجارية فى قطاع غزة.
وأضاف شكرى أنه أوضح للوزيرة البلغارية أن ما حذرت منه مصر مرارا وتكرارا بشأن تداعيات الحرب على اتساع رقعة الصراع فى المنطقة بدأ بالفعل.. ويشهد المجتمع الدولى حاليا نتائجه التى يتحمل هو مسئوليتها بسبب ازدواجية المعايير.
وأشار إلى أنه تم أيضا تناول ملفات مثل الأوضاع فى البحر الأحمر وتأثيرها على حركة الملاحة العالمية والملف الليبي، والأزمة الروسية الأوكرانية.
ومن جانبها.. أعربت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية بلغاريا عن انبهارها بالعاصمة الإدارية الجديدة، موجهة الشكر على حفاوة الاستقبال، وقالت إنه فى عام 2018 خلال زيارة الوزير شكرى لبلغاريا، تم التوافق على تشكيل لجنة التعاون المشتركة بين البلدين، وأن الزيارة هى إشارة قوية لوجود علاقات متميزة بين البلدين وتطويرها إلى مستويات أكبر، مؤكدة أن مصر أحد أهم الشركاء لبلغاريا فى الشرق الأوسط وإفريقيا ونسعى معا لتقديم حلول مشتركة للتحديات الإقليمية والعالمية والتعاون الثنائى والتنمية الاقتصادية حيث نسعى لتحقيق طموحات بلدينا ليكونا مركزا للابتكار والصناعة والأعمال.
وأضافت أنه تم الاتفاق على تعزيز أنشطة القطاع الخاص وتشجيع أنشطة الشركات الجديدة فى عدد من المجالات خاصة فى مجال التكنولوجيا والاقتصاد الأخضر والطاقة والدفاع والسياحة، كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين عدد من وزارات البلدين، والتعاون بين وزارتى الدفاع لتعزيز التعاون فى مجال الدفاع والتدريب والتثقيف العسكري، كما تم توقيع مذكرة تفاهم فى الطاقة.
وأشارت إلى أنه وبعد عامين تحتفل مصر وبلغاريا بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حيث تعطى زيارتنا اليوم قوة دافعة لعلاقاتنا.
اكد وزير الخارجية سامح شكرى ان الاوضاع الانسانية متفاقمة فى غزة وأى زيادة لرقعة العمليات العسكرية سوف يكون لها آثار وخيمة.
وقال ان الإجراءات التى تؤدى الى التهجير والنزوح لابد ان ينظر عليها على انها سياسة ممنهجة، يمكن ان يستمر اتخاذ اجراءات كلها تقود الى نتيجة محتومة يحذر منها ويرفضها الجميع، ولكن المهم الا تستمر الاجراءات للوصول الى النتيجة المرفوضة.
جاء ذلك ردا على سؤال التقارير الاعلامية التى ظهرت على مدار الايام الماضية والتى تشير الى رفض اسرائيل لعناصر الصفقة المطروحة من حماس، والتصريحات الاسرائيلية التى تؤكد اننا بتنا قريبين من هجوم اسرائيلى على مدينة رفح الفلسطينية قرب حدود مصر وما اذا كان ذلك مؤشرا على اننا مقبلون على مزيد من التأزم فى الموقف وما اذا كان يعتقد ان فرص التوصل الى صفقة باتت بعيدة.
قال وزير الخارجية – إن الصفقة التى تم بلورتها خلال المشاورات التى تمت فى باريس بين الاجهزة الاستخباراتية وتم طرحها وكان هناك وجهة نظر حيالها من قبل حماس، وهناك تصريحات صدرت من مسئولين اسرائيليين تعتبرها انها مرفوضة او غير صالحة لان تكون أساسا لهدنة، وهذا لا يمنع وجود اتصالات مستمرة وجهود تبذل فى القاهرة لتقريب وجهات النظر لوضع اطار يسمح بالتوصل الى هدنة والافراج عن الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين، وهذا ما نعمل من أجله ولكن بهدف ان نصل الى وقف كامل لإطلاق النار.
وأضاف شكرى اننا نؤكد دائما ان الهدف هو الوقف الكامل لاطلاق النار ونفاذ المساعدات الانسانية والعمل على منع اى تصفية للقضية الفلسطينية من خلال النزوح سواء من قطاع غزة او الضفة الغربية الى خارج الاراضي.
ووصف شكرى المفاوضات بانها «معقدة».. مشيرا الى ان كل طرف يسعى الى تحقيق اكبر قدر من المصلحة.
وأكد وزير الخارجية ان الجهود المصرية لم تتوقف لايجاد حل ووقف لاطلاق النار واعفاء الاشقاء الفلسطينيين من ويلات هذه الحرب والاضرار البالغة التى وقعت على المدنيين الابرياء ولكن الأمر يتطور بشكل سلبي، حيث ان التصريحات المختلفة التى يدلى بها والأعمال التى بدأت والنشاط العسكرى فى جنوب غزة فى منطقة رفح تنبيء بمزيد من الضحايا من المدنيين ووضع انسانى كارثى فى ضوء وجود حوالى مليون و400 الف مواطن فلسطينى متكدسين الآن فى رقعة ضيقة جدا ولا يستطيعون حماية أنفسهم أمام هذه الاعمال العسكرية.