.. تملك الامم المتحدة أجندة هائلة ومتنوعة للمناسبات منها الثابت و المتغير، ويفترض انها تهدف الى غايات انسانية على هذا الكوكب الذى تتولى رعايته ومن فيه حسب ميثاق تأسيسها عام 1945
.. ورغم جدية المسميات وربما النوايا الحسنة للفاعليات المصاحبة للمناسبات وما تتكبده من تكلفة ضخمة تتحملها بالطبع الدول الاعضاء حسب حصص وفق معايير خاصة الا ان استعراض بعض هذه المناسبات ورصد نتائجها خلال الـ80 سنة من عمر المنظمة الاممية يكفى ويفيض للدهشة والسخرية
.. بداية.. هناك مسميات لأكثر من 170 يوماً فى كل عام ميلادى منها ايام تحمل اكثر من مسمى لفاعليات مختلفة مثل يوم 21 مارس وهو مناسبة لخمس فاعليات لأحتفاليات عالمية بالشعر والربيع المعروف بالنوروز فضلا عن كونه يوما عالميا لكل من متلازمة داون والمياة والغابات.. ومن طرائف مسميات فاعليات الايام الدولية اليوم العالمى للمراحيض الموافق يوم 19 نوفمبر من كل عام لمكافحة التبول والتغوط فى الشوارع والاهتمام بتوفير مراحيض وصرف صحى يلائم الدواعى الحتمية للصحة العامة
.. وهناك نحوعشرة اسابيع من بينها مثلا اسبوع الرضاعة الطبيعية الذى تصادف ان حل موعده الاسبوع الاول من اغسطس الجارى بينما حملت سنوات عمر المنظمة نحو 83 اسماً لفاعليات مختلفة منها سنة البطاطا 2008 وسنة الغوريلا 2009 وسنة للمصالحة الدولية التى لم تتم ابدا فى نفس السنة وسنة للتضامن مع الشعب الفلسطينى عام 2014 الذى يتم تصفيته بأيدى العنصرية والتمييز الصهيونى منذ اكتوبر العام الماضى وحتى الان وللشهر العاشر على التوالي، بينما كانت سنة 1995 لتذكر شعوب ضحايا الحرب العالمية الثانية.. اما سنة 1982 تم تخصيصها لأعلان أممى للتعبئة والحشد بهدف فرض جزاءات على جنوب افريقيا لانهاء سياسة التمييز العنصرى ضد الزنوج من أبناء البلاد الاصليين وهو ماحدث بالفعل الى حد بعيد فى واحدة من اندر نجاحات الامم المتحدة المدعومة بكفاح الملايين وبفاتورة تضحيات باهظة ولكنها اقل من فاتورة العرب فى فلسطين
.. وفضلا عن مسميات الايام و السنوات هناك مسميات اخرى للعقود تكررت فيها اسماء عديدة اهمها مكافحة الفقر والاستعمار ونزع السلاح وتعزيز التنمية ولانها قضايا لم تجد حلولا لمعوقاتها مازال المجتمع الدولى يلح فيها بالتكرار المرقم الذى وصل فى بعضها الى العقد الرابع فضلا عن فاعليات تحمل ذات الاسم فى ايام واسابيع وسنوات ثابتة خلال كل عام
.. فى 9 أغسطس الجارى مر اليوم الدولى للشعوب الاصلية واحتفل الصهاينة بالمناسبة على طريقتهم الخاصة بأزهاق المزيد من أرواح الفلسطينين بمجازر متوالية لايوقفها احد أخرها مدرسة التابعين للاجئين من الاطفال والنساء والشيوخ.. ومرورا بيوم 12 المخصص للشباب و يوم 19المخصص سنويا للعمل الانسانى وغزة تنزف وتموت الما وجوعا وعطشا.. ثم يوم 22 المخصص لأحياء ذكرى ضحايا الارهاب واجلالهم و23 لأحياء ذكرى تجارة الرقيق و29 لمكافحة التجارب النووية و30 لضحايا الأختفاءالقسري.. والسؤال الأن ما مغزى فاعليات تتوالى هذا الشهروكل شهر والدم والعرض مستباح فى فلسطين مدعوما بقوى الدمار الشامل.. والشرق الاوسط ينحنى الى خطر حرب لن تقف على حدوده الاقليمية.. ألم تعلن مصر على لسان الرئيس السادات صانع السلام قبل نصف قرن أن القضية الفلسطينية هى لب النزاع فى منطقة ان لم تستقر لن يهنأ العالم كله بالسلام.. !؟ ام انه منطق لاتراه الامم المتحدة الا فى مسميات فاعليات لاوزن لها ولاقيمة.. والى ان تقع الواقعة !؟