يظل اللعب واللهو بالأحاديث الزائفة عن محاولات لوقف إطلاق النار والتقدم بمشروعات قرارات لمجلس الأمن يصطدم بفيتو الكبار لتظل القذائف تنزل على رءوس الأبرياء من المدنيين العجائز والأرامل والأيتام ممن تبقى فى أرجاء القطاع.
لم تعد القنابل الأمريكية الغبية التى ألقت على القطاع أو استخدام المسيرات المحملة بقنابل الفسفور الأبيض أو الصواريخ الأمريكية هى أدوات القتل لسكان غزة بل أصبحوا يعانون من نقص حاد فى الغذاء ناهيك عن نقص الماء والدواء وألبان الأطفال وتفشى الامراض وسوء التغذية بين السكان ولا سيما الاطفال الذين لاقى نحو منهم حتفهم وارتفاع خطير فى مستويات سوء التغذية الحاد والوفيات أصبحت وشيكة بالنسبة لأكثر من ثلثى السكان فى شمال القطاع حيث يحاصر هناك مئات الآلاف وهذا ما هو سوى الإبادة الجماعية.
فى ظل هذه الاحوال سجل مجلس الأمن الدولى فشلا واضحا فى سعيه لوقف الحرب الدائرة فى غزة منذ سبعة أشهر رغم مشروعات قراراته المتكررة والتى اجهضت بسبب استخدام القوى الدولية الكبرى لحق النقض «الفيتو» والذى حظيت فيه واشنطن على ثلاث مرات لمنع مشاريع قرارات مجلس الأمن لوقف الحرب فى غزة بجانب قنابلها وسلاحها الفتاك الذى تمد به إسرائيل منذ بداية مجازرها ضد الشعب الفلسطيني.
حرب غزة هذه المرة بمثابة اختبار لمجلس الأمن والأمم المتحدة أظهر العجز فى القيام بالمسئوليات الدولية وفقا لميثاق المنظمة الأممية ونفهم هذا من بعض تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حين قال «إن سلطة ومصداقية مجلس الأمن الدولى تقوضت بعد العجز عن وقف اطلاق النار فى غزة».. لم يعد مفهوما بالنسبة لشخصى البسيط معنى صحوة الضمير الإنسانى وأن تتقدم أمريكا بمشروع قرار لوقف اطلاق النار فضفاض مما اضطر الجزائر الممثلة للعالم العربى فى مجلس الأمن ليقف ضد مشروع القرار الأمريكى فى الامم المتحدة بشأن غزة مما اعتبره المراقبون أكثر أهمية من الفيتو الروسى والصينى الذى رأى أن مشروع القرار الأمريكى يفتح الباب أمام دولة الاحتلال للافلات من العقاب بل يمنحها الضوء الاخضر لشن عملية عسكرية فى رفح فهذا المشروع الذى سقط بالفيتو المزدوج الصينى الروسى الجمعة الماضية لأن الهدف مخاطبة الداخل الأمريكى الرافض للسياسات الأمريكية بشأن غزة والانحياز الفاضح لإسرائيل وتبرير جرائمها ضد الشعب الفلسطينى الاعزل فجاء مشروع القرار الأمريكى لخدمة الإدارة الأمريكية فى الانتخابات المقبلة بعد تراجع شعبية الديمقراطيين وظهور ملامح شروخ غاضبة فى اوساط شباب الحزب الديمقراطى فكان مشروع القرار الامريكى محاولة لتصويب صورة الإدارة وسط الشباب.
المضحك المبكى أن يأتى رفض القرار الأمريكى فى وقت زيازات مكوكية لوزير خارجية أمريكا ورجال مخابراتها وعقد لقاءات وتصريحات بضرورة وقف القتال اطلاق الرهائن والثمن ستة أسابيع وبعض القيمات للفلسطينيين وضمان حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس والتأكيد على العمل لتضيق الفجوة فى محادثات وقف اطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية من خلال الصفقة التى تقدمها أمريكا.