أتمنى نجاح اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة فى تجربته الجديدة مع الخبير الأجنبى أوسكار جوليان رويز من أجل تطوير منظومة التحكيم بعد دراسة سيرته الذاتية والتأكد من أنه يمتلك خبرات كبيرة حيث يعمل خبيرا ومحاضرا للحكام فى الفيفا.
ولكن هذا النجاح لم ولن يكون سهلاً وذلك لعدة أسباب أهمها من وجهة نظرى هو أن الخبير الجديد ليس وطنياً وهذا معناه أنه يحتاج لوقت ليس بالقليل لكى يتعرف جيداً على مجتمع الحكام وطبيعته وأهم مشاكله وقدرات جميع الحكام بجميع المسابقات المحلية ومن كان يشارك بانتظام فى إدارة المباريات لاسيما بالدورى الممتاز يليه الدرجة الثانية والثالثة من عدمه وأسباب عدم المشاركة أو قلة المشاركة.
ورغم ان أوسكار يمتلك سيرة ذاتية رائعة فى مشواره مع كرة القدم، فهو حكم كولمبى سابق من مواليد الأول من نوفمبر عام 1969حصل على الشارة الدولية من الفيفا طوال الفترة من 1995 وحتى عام 2011 قبل قرار اعتزاله ليتم تعيينه من قبل الفيفا فى منصب مدرب تحكيم وعضو برنامج مساعدة الحكام التابع لاتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم إلا أنه يحتاج إلى مجهود جبار لكى يتعرف جيداً على ماهية هذه المنظومة العريقة وجميع أفرادها لكى يضع يده على مفاتيح إدارتها بشكل جيد وينجح فى تحقيق التطوير المنشود.
وهنا يأتى دور مجلس الإدارة والقائمين على لجنة الحكام حتى الآن فى معاونة الخبير الجديد وامداده بكافة المعلومات اللازمة عن المنظومة بشكل عام وعن جميع الحكام بشكل خاص ومحايد تماماً حتى يستطيع هذا الخبير أن يضع التصور العام لبرنامجه التطويرى قبل توليه المسئولية رسمياً مارس المقبل.
لذا يجب إتاحة الفرصة للخبير لكى يلتقى بأكبر عدد ممكن من الحكام ويستمع إلى آرائهم وأهم مشاكلهم ووجهة نظرهم فى كيفية تطوير المنظومة لأنه وكما يقولون أهل مكة أدرى بشعابها وأن النجاح المنشود لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر الجهود لتحل المشاكل المادية،الصحية،التأمينية،والعدالة فى إدارة المباريات، والمشاركة فى المعسكرات.
يأتى بعد ذلك دور الخبير الأجنبى والذى يبدأ برغبته الجادة فى تحقيق الهدف الذى جاء من أجله وهو إعادة هيكلة منظومة التحكيم كما ينبغى وبما يتماشى مع المنظومات العالمية وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتواجده الدائم داخل اللجنة، والمعسكرات ومتابعة المباريات بالإضافة إلى المشاركة فى إلقاء المحاضرات بشكل دورى.
وذلك للوقوف على أهم الأخطاء وعلاجها و المراجعة الدائمة لقانون اللعبة حتى يرتقى المستوى الفنى والبدنى للحكام ليتماشى مع المستويات العالمية ومن ثم زيادة عدد الحكام الوطنيين بالمسابقات العالمية لاسيما كأس العالم.
وقبل كل ذلك يجب على الخبير إعادة الهيبة للحكام داخل وخارج الملعب والاطمئنان بشكل دائم على حصولهم على حقوقهم المادية ولا يتنصل منها كما كان يفعل من سبقوه من الخبراء.. وافلح إن صدق.