تتوالى المصائب والكوارث لتدق رأس نتنياهو المريض وتقض مضجعه وتجعله قاب قوسين أو أدنى من خط النهاية، بعد الفشل فى تحقيق الأهداف التى أعلنها قبل العدوان على قطاع غزة، ولبنان، يظن أنه انتصر ويزعم أنه قضى على المقاومة فى فلسطين ولبنان وإذا بالضربات المؤلمة تنهال على رأسه، وتصيب الإسرائيليين بالاحباط.
ظل يختال فرحًا، وغرورًا، وإذا بالأحداث تجرى عكس ما يريد فالمقاومة على كافة الجبهات مازالت لديها أوراق وقائمة طويلة من الضربات، وأصبح الرهان على استمرار العدوان خيارًا فاشلاً لدولة الاحتلال، فقد ضج شعبها بأكاذيب حكومة المتطرفين، لك أن تتخيل أن المقاومة الفلسطينية مازالت تستهدف غلاف غزة بصواريخ رجوم قصيرة المدى وتضرب قاعدة رعوم العسكرية، ثم تخرج المقاومة الفلسطينية بورقة أخرى فى إطار الحرب النفسية، وتحريك الشارع الإسرائيلى ضد نتنياهو وحكومته حين اعلنت إن إحدى الأسيرات الإسرائيليات لديها قتلت وأخرى فى حالة خطيرة خلال القصف الجوى الهمجي، والذى يستهدف كل شيء من أطفال ونساء ومدنيين لا علاقة لهم بالمقاومة، ومخيمات اللاجئين حيث توسع الدمار الذى ألحقه القصف والصواريخ والضربات المريضة الإسرائيلية لتحصد أرواح الأسرى الذين لا يعيرهم نتنياهو أى اهتمام ولا يبالى أن قتلوا أو عاشوا وأكدت المقاومة أن القصف الجوى لجيش الاحتلال سوف يؤدى إلى اختفاء جثث الأسرى لينفجر الشارع الإسرائيلى فى وجه نتنياهو وتخرج عائلات الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة ليكيلوا الاتهامات لنتنياهو بأنه يريد استمرار الحرب للهروب من المحاكمة بسبب قضايا فساد تورط فيها رئيس الوزراء المتطرف أو مجرم الحرب طبقًا لتوصيف المحكمة الجنائية الدولية، وهى كارثة جديدة حلت على رأس نتنياهو بعد أن اصدرت المحكمة قرارًا بالقبض عليه، باعتباره ارتكب جرائم ضد الإنسانية، مع وزير دفاعه السابق يؤآف جالانت وربما فى القريب تصدر قرارات ضد إسرائيل وشخصيات أخرى وضباط وجنود فى جيش الاحتلال بسبب حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
المصائب تتوالى على رأس نتنياهو حيث فضائح التسريبات التى خرجت من مكتبه طبقًا للتحقيقات الإسرائيلية وخرج رئيس الوزراء ليقول إن مجلس الأمن المصغر سرب معلومات عن قدرات الجيش الإسرائيلي، وأن هناك قيادات طالبت خلال جلسة لمفاوضات حول الأسرى بتقديم تنازلات وهو ما أدى إلى تعنت حماس حسب مزاعم نتنياهو.. إسرائيل الآن تأكدت أن المقاومة الفلسطينية ترفض تقديم تنازلات وتتمسك بانسحاب جيش الاحتلال من كامل غزة ووقف العدوان الإسرائيلى وفى ظنى أن دولة الكيان فى موقف بات الأضعف منذ بدء العدوان لاسباب كثيرة أبرزها ملف الأسرى لدى المقاومة، وطول فترة الحرب التى لم تحقق أهدافها، وأن استمرار الحرب التى دخلت شهرها الـ14 كان كفيلاً بتحقيق الأهداف، لكنه لم يحدث وبالتالى فلا جدوى من استمرارها وأن الأسرى مع كل يوم تأخير، فى الوصول إلى صفقة يؤدى إلى تراجع احتمالات انهم على قيد الحياة ويعزز الإعلام الصهيونى اتهاماته لنتنياهو بقرار المحكمة الجنائية الدولية بأنها كارثة حلت على إسرائيل، وهو ما يزيد من عزلتها، وأيضا يؤكدون أن منع المساعدات الإنسانية عن الفلسطينيين فى قطاع غزة ما كان ليحدث، ويطالبون بفتح تحقيق واسع لمعالجة قرار الجنائية الدولية وربما يصل الأمر إلى أن تقوم الدول الأوروبية بمنع وحظر السلاح عن إسرائيل بالإضافة إلى ضربات المقاومة الفلسطينية وعملياتها المتواصلة.
على صعيد المقاومة فى لبنان من الواضح أن حسابات وتقديرات نتنياهو اعتبرت أن العدوان على لبنان والمعركة مع حزب الله مجرد نزهة بعد أن اغرته قوائم الاغتيالات الطويلة لقيادات الحزب، وعلى رأسهم الأمين العام السابق حسن نصرالله بل والمرشح لخلافته، والقيادات العسكرية لحزب الله حتى الجيل الثالث، وقبلها تفجيرات البيجر واللاسلكى لكن البدايات دائمًا لا تشير إلى النصر فالعبرة بالخواتيم فسرعان ما استعاد حزب الله قدراته على السيطرة وتنظيم صفوفه وبات كابوسًا مروعًا على إسرائيل وعلى صعيد الحرب البرية فشلت قوات جيش الاحتلال فى تحقيق أى نجاح بل تعرضت لضربات قاتلة راح ضحيتها عشرات الضباط والجنود والآليات من دبابات ومدرعات وناقلات جنود ثم استهداف حزب الله للعمق الإسرائيلى فى تل أبيب بالصواريخ والمسيرات الانقضاضية حتى وصلت إحداها إلى شباك حجرة نوم نتنياهو ومن حسن حظه أنه لم يكن موجودًا فى توقيت وصولها لكنها كانت رسائل، فالشمال الإسرائيلى تحول إلى كتلة من اللهب وبالتالى تحولت وعود نتنياهو بعودة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال مجرد أوهام، لذلك بات نتنياهو يبحث عن مخرج للنجاة من مستنقع لبنان، الذى يجسد فشله الذريع فى تحقيق أى هدف فإذا كان كما يقولون «جاب غزة على الأرض» ودمرها إلا أنه يفقد السيطرة ويتعرض إلى نزيف مستمر وخسائر فادحة ولا يستطيع التمسك بمواقعه رغم الدمار الذى ألحقه بالقطاع، إلا انه لم يستطع كسر إرادة وصمود المقاومة التى مازالت تضرب بل هوادة.. الضربات المؤلمة على رأس نتنياهو وحكومة المتطرفين من مجرمى الحرب لم تقتصر على المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية، ولكن هناك ضربات تأتى من اليمن، والعراق وجبهات كثيرة مفتوحة، والوقت لم يعد فى صالح الكيان، حتى وإن كان نتنياهو مجرد مقاول ينفذ المخطط لحساب تحالف الشيطان الذى يمده بالدعم المالى والعسكرى ولم يشفع لديها حجم الكارثة الإنسانية.
قلت من البداية واختلف معى البعض أن أمريكا تريد انهاء العدوان وتدخل فى وساطات ومفاوضات لم يكن ذلك إلا فى إطار مسلسل الخداع وتقسيم الأدوار، وأن تبدو أمريكا فى صورة راعى الإنسانية، وكل ذلك تهاوى وسقط والدليل حجم الدعم اللا محدود، ومواقف أمريكا فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بل تتقدم بمقترحات، توافق عليها المقاومة الفلسطينية، ويرفضها نتنياهو ثم تلوم على المقاومة وتتهمها بأنها وراء فشل المفاوضات.
ظنى أن نتنياهو اقترب من خط النهاية فإسرائيل فى حالة انهاك وارتباك واستنزاف ولم تعد قادرة على الاستمرار فى العدوان، وعلى جبهات عديدة.
أقول إن نتنياهو بين مطرقة وسندان ما بين الفشل الذريع، ورغبته المريضة فى استمرار الحرب والعدوان خوفًا من المحاكمات المنتظرة ويعتبر أن استمرار العدوان وحرب الإبادة هما طوق نجاة بالنسبة له، وبات مطاردًا بين تحقيقات ومحاكمات فى الداخل الإسرائيلى وبين قرار الجنائية الدولية بالقبض عليه كمجرم حرب.. إذن أين يذهب نتنياهو، هناك سيناريوهات محتملة إما الاغتيال أو الانتحار، أو الاستسلام لقدره وقبول التنازلات ووقف العدوان وبالتالى الخضوع لمحاكمات تفضى إلى السجن والموت فيه وفى ظنى أنه سيكون عبئًا على الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب وسيحاول التخلص منه، ووقف العدوان والاستجابة لمطالب أغلبية الإسرائيليين فى انهاء الآلام فى ظل حكومة المتطرفين بقيادة نتنياهو..