يستقبل الفلسطينيون شهر رمضان فى أجواء كئيبة وسط إجراءات أمنية مشددة من الشرطة الإسرائيلية والحرب والجوع فى غزة، مع تعثر المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
ووسط أنقاض غزة ذاتها، حيث تجمع نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة فى مدينة رفح الجنوبية، وحيث يعيش الكثيرون منهم فى خيام بلاستيكية ويواجهون نقصاً حاداً فى الغذاء.
فيما قالت مها، أم لخمسة أطفال، والتى كانت عادة تملأ منزلها بالزينة وثلاجتها بالإمدادات اللازمة لوجبة الإفطار «لم نقم بأى استعدادات لاستقبال رمضان، لأننا صيام منذ خمسة أشهر».
كما أضافت عبر تطبيق للتراسل من رفح حيث تقيم مع عائلتها «لا يوجد طعام، ليس لدينا سوى بعض المعلبات والأرز، وتباع معظم المواد الغذائية بأسعار مرتفعة خيالية».
فى المقابل، قالت نهاد الجد التى نزحت مع عائلتها فى غزة «رمضان شهر مبارك رغم أن هذا العام ليس مثل كل عام، لكننا صامدون وصابرون، وسنستقبل الشهر كعادتنا بالدعاء والصيام».
فيما كتب فيليب لازارينى المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فى منشور على منصة إكس أنه يتعين «وقف إطلاق النار فى رمضان لأولئك الذين يعانون أكثر من غيرهم» فى إشارة إلى هل غزة.
ويأتى رمضان بالنسبة على سكان غزة «مع انتشار الجوع الشديد واستمرار النزوح والخوف والقلق وسط تهديدات بعملية عسكرية على رفح».
أما فى الضفة الغربية، التى شهدت أعمال عنف غير مسبوقة على مدى أكثر من عامين وتصاعدا آخر منذ تفجر الحرب فى غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، فلا تزال المخاطر مرتفعة جداً أيضاً. حيث تستعد مدن مضطربة مثل جنين وطولكرم ونابلس لمزيد من الاشتباكات، وسط استنفار إسرائيلي.
كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد أكدت مجدداً يوم الأحد الماضى أن الجوع فى كل مكان بالقطاع الفلسطينى المحاصر، لافتة إلى أن الوضع فى شمال غزة مأساوي، حيث تمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة.
يشار إلى أن ما يقارب الـ 300 ألف فلسطينى فى شمال القطاع محرومون منذ نحو شهر من دخول شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وسط تحذيرات دولية وأممية من شبح مجاعة يخيم على آلاف الغزيين المحاصرين بشكل خانق منذ تفجر الحرب فى السابع من أكتوبر الماضي.
على الصعيد الميداني، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 157 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء ومئات الجرحي.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلى ثمانية مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 85 شهيداً و130 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية لترتفع حصيلة العدوان الاسرائيلى الى 31045 شهيدا و72654 اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي.
وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية على مخيمات المنطقة الوسطى سيما مخيم النصيرات.
وأدت الغارات على الوسطى لاستشهاد 37 مواطنا واصابة اكثر من 100 خلال 24 ساعة الاخيرة.
ودمر جيش الاحتلال منزلا لعائلة النجار بمخيم النصيرات ما ادى لاستشهاد 4 مواطنين.
وأدت غارة اسرائيلية على منزل بمدينة رفح إلى استشهاد 3 مواطنين بعد وقت قصير من قصف ارض زراعية قرب الحدود.
واستمرت دبابات الاحتلال بتفجير عدد من منازل المواطنين بخان يونس جنوب قطاع غزة.
واستشهد 16 مواطنا واصيب عدد آخر فى قصف استهدف منزل عائلة أبوشمالة قرب مسجد الفاروق بحى الزيتون جنوب مدينة غزة.
وأدت غارة اسرائيلية على محيط الكلية الجامعية بحى تل الهوا إلى استشهاد عشرة مواطنين فى حين استشهد ثمانية آخرون فى قصف استهدف حى الشيخ رضوان بمدينة غزة.