والأبطال يدخلون غزة.. والكويت فى عيدها.. وأجمل البشر
ولا كلام يفوق الكلام الذى كتبه الشاعر كامل الشناوى فى عام 1964 ولحنه وأبدع فيه محمد عبدالوهاب وتألقت فى غنائه أسطورة الغناء أم كلثوم.. والكلام الذى قيل عام 1964 هو قصة مصر.. قصة شعب لا يعرف المستحيل ولا يرتضى بالخلود بديلاً.
ولأن الكلمات هى أقوى من الرصاص.. ولأن المعركة هى فى كلمات وعبارات ومواقف فإننى أعيد التذكير بالكلمات التى هى أبلغ من أى مقال يكتب اليوم والتى هى درس فى معنى وقيمة مصر.. على باب مصر، تدق الأكف ويعلو ويعلو ويعلو الضجيج، رياح تثور جبال تدور، بحار بحار تهيج، وكل تساءل فى دهشة، وكل تساءل فى لهفة.. أين؟ ومتى؟ أين ومتى وكيف إذا؟ أمعجزة مالها أنبياء، أدورة أرض بغير فضاء؟! وتمضى المواكب بالقادمين من كل لون، وكل مجال فمن عصر مينا لعصر عمرو ومن عصر عمرو لعصر جمال، وكيف تحقق ما كان وهما ومن يا ترى الذى حققه؟ وكيف تحرر من أسره سجين الزمان ومتى أطلقه أمعجزة مالها أنبياء؟ أدورة أرض بغير فضاء؟ وجاء الغزاة.. كل الغزاة فأبدوا خشوعاً وأحنوا الجباه وكل تساءل فى دهشة.. وكل تساءل فى لهفة أمعجزة ما لها أنبياء؟ أدورة أرض بغير فضاء؟ فكيف تحقق ما كان وهما ومن الذى يا ترى حققه وكيف تحرر من أسره سجين الزمان؟! ومن أطلقه؟ لقد شاد بالأمس أهرامه بأيد مسخرة موثقة وها هو يبنى بحرية دعائم آماله المشرقة بسد منيع عجيب البناء يبث الرخاء ويوحى الثقة فأرزاق أبنائه حرة وحرية آراؤهم مطلقة، وصاح من الشعب صوت طليق، قوى، أبى، عريق، عميق، يقول أنا الشعب والمعجزة، أنا الشعب لا شىء قد أعجزه، وكل الذى قال أنجزه، فمن أرضى الحرة الصامدة بنيت حضاراتنا الخالدة أنا الشعب وأنا الشعب لا أعرف المستحيلا ولا أرتضى بالخلود بديلا.
>>>
ونعم.. أنا الشعب وأنا الشعب لا أعرف المستحيلا ولا أرتضى بالخلود بديلا.. هذه هى قصتنا.. هذا هو شعبنا.. هذه هى مصر مقبرة الغزاة.
>>>
وتحية للأبطال.. أبطال لا يتداول الناس صورهم ولا يعرفون عنهم الكثير، أبطال يتحدون الغارات الجوية.. يواجهون أصعب الظروف، ويتحركون وسط طلقات الرصاص والمدافع.. رجال يقومون بأهم جانب فى العمل الإنسانى لإنقاذ آلاف الأرواح فى غزة.. رجال وقفوا على الحدود عدة أيام بتصميم على عدم العودة قبل أن يقوموا بإيصال المساعدات وتخفيف المعاناة عن المعذبين فى الأرض فى غزة.. إنهم سائقو الشاحنات إنهم الرجال الذين يقودون الشاحنات من كل مكان ليعبروا بها سيناء فى الطريق إلى غزة.. إنهم رجال ونتحدث عنهم كثيرا ولا نبرز أدوارهم وحجم معاناتهم.. إنهم أبطال لهم منا كل التحية.
>>>
وكل التهنئة للكويت الشقيق فى عيدها الوطنى وعيد التحرير.. والكويت البلد العروبى الأصيل الذى يحتضن عشرات الآلاف من المصريين الموجودين هناك فى إطار النسيج المجتمعى للكويت يعيشون ويعملون فى سلام وأمان، هو قصة لبلد عربى مختلف، بلد فيه الإنسان هو أغلى ما يمكن.. والكويت ليس مجرد جنسية. الكويتى فخر وانتماء وإحساس بالتميز.. وعندما تقول كويتياً فإن هذا يعنى مزيجا من الاعتزاز بالنفس مقرونا بالوضوح والصراحة والإقدام.. وحين تقول كويتيا فإنك تعنى التجارة والاستثمار والانتشار فى كل بقاع الأرض.. وحين تقول كويتيا تتذكر تلك الأيام التى عاش فيها شعب الكويت مغتربا خلال العام الذى غزا فيه صدام حسين الكويت، ولكنه كان العام الذى أعادت فيه الكويت اكتشاف نفسها وأعادت وضع معايير جديدة فى التكامل العربى والدولى.. العام الذى أثبتت فيه الكويت إنها كانت دولة ذات رؤية وحكمة عندما أنشأت صندوق أو هيئة الاستثمارات الكويتية التى كانت أصولها ومواردها وعائداتها فى العديد من دول العالم كفيلة بأن توفر حياة كريمة لكل كويتى فى أى مكان فى العالم أثناء عام الغزو.. والكويت فى القلب دائما الكويت ومصر قصة أشقاء فيها كل معانى الإخوة.
>>>
ونعود للحياة.. والفتاة الصغيرة التى تزوجت من رجل يكبرها بأعوام كثيرة.. قضت شهوراً وأعواما تبكى فى صمت وتكبت أحزانها احتراما لرغبة أسرتها التى وجدت فى هذا الزواج حلا لمشاكلها الحياتية.. وظل الزوج يحاول ويحاول أن يخرج بها من دائرة المعاناة للحياة الجميلة التى أعدها لها.. ولم يبد الرجل انزعاجا من صمتها.. من عزلتها.. ومن آلامها.. صبر كثيرا مقدرا ما مرت به من معاناة وآلام ثم قرر أن يمنحها كل ما تريد وأن تذهب إلى حال سبيلها لتبدأ حياتها كيفما تشاء..!! وفى اللحظة التى حصلت فيها على كل شىء فإنها رفضت كل شىء.. وآتته بكل مخزون العواطف الذى ظل حبيسا لسنوات وسنوات لتؤكد ارتباطها به وتمسكها بالبقاء معه.. فالرجل الذى عاملها بكل هذا الحنان وصبر عليها كل هذه الأعوام لا يمكن التفريط فيه.. والعشرة الطيبة أقوى من أى حب.. العشرة الطيبة هى الرباط المقدس الذى يدوم للأبد.
>>>
وأجمل البشر من يزرع فى قلبك راحة أنت لم تطلبها
ويصنع لك من وقع اللحظة ابتسامة أنت تحتاجها
ويرسم لك صورة جميلة تمحو الآثار السلبية فى واقعك المؤلم
ويعلمك أن الصدق ليس بمفقود وأن خير المحبة عطاء من دون مقابل
>>>
وخذلنا الأهلى.. كان فى مواجهة كروية سهلة.. ولكن كولر لم يكن فى أفضل حالاته.. المدير الفنى على ما يبدو يستعجل الرحيل.. كولر لم يعد لديه ما يقدمه للأهلى وعمره الافتراضى انتهي!!
>>>
وأخيرا:
لم تعد صباح الخير تحية بل تحولت إلى دعاء
وليكن بداخلك متسع من السلام
وكلما اشتقت إليك، وضعت يدى على قلبى ودعوت لك