فى ذكرى كوكب الشرق أم كلثوم التى توفيت فى 3 فبراير 1975 نتذكر اهتمامها بالشعر، وقد استطاعت توصيله لعامة الناس من خلال القصائد الغنائية التى شدت بها وأشهرها قصيدة «الأطلال» للشاعر إبراهيم ناجى ولحنها الموسيقار رياض السنباطي.
كان وجه الشبه كبيراً بين شاعر الأطلال إبراهيم ناجى والأديب الكبير محمد عبدالقادر المازنى فى القوام النحيل، وملامح الوجه، ولون البشرة، وأيضاً فى حسن البيان، وفصاحة اللسان وخفة الظل وروح الدعابة.
كان وجه الاختلاف الوحيد عرجاً خفيفاً يعانى منه المازنى ويمكن التعرف عليهما من خلاله.
عاش ناجى حزيناً رغم براعته فى نشر المرح والفكاهة فى المجتمعات التى يرتادها.
وقصيدة الأطلال تعكس بوضوح هذا الحزن الدفين وهى ملحمة طويلة نشرها فى مجلة أبوللو وتروى قصة حب عثر صادفته الأهوال، فتحول إلى ذكريات وأطلال.
وقصيدة الأطلال التى غنتها أم كلثوم عبارة عن مختارات من القصيدتين «الأطلال والعودة».
يقول ناجى فى مطلع ملحمة الأطلال:
يا فؤادى لا تسل أين الهوي
كان صرحاً من خيال فهوي
اسقنى واشرب على أطلاله
وارو عنى طالما الدمع روي
سافر إبراهيم ناجى إلى لندن وعلم هناك بالنقد العنيف الذى تعرض له من العقاد وطه حسين بسبب المبالغة فى الرومانسية.
مضى ناجى حزيناً فى شوارع العاصمة البريطانية وتعرض لحادث سيارة وأصيب فى ساقه ليكتمل الشبه بينه وبين المازني.
وعندما عاد إلى مصر كتب قصيدة قال فيها:
هتفت وقد بدت مصر لعيني
رفاقى تلك مصر يا رفاقي
خرجت من البلاد أجر همي
وعدت إلى البلاد أجر ساقي
نجحت كوكب الشرق فى جمع العرب والتفافهم حول قصائدها وقد حرصت على أن يكون للشعراء العرب نصيب فى هذه الروائع الغنائية فغنت للشاعر اللبنانى جورج جرداق قصيدة «هذه ليلتي» وغنت للشاعر السودانى الهادى آدم قصيدة «أغداً ألقاك» وقد برع فى تلحينهما موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
رحم الله أم كلثوم والمبدعين الذين ساهموا فى صنع قوة مصر الناعمة التى تحظى بها بين شعوب العالم.