المخرجة الكبيرة أنعام محمد على تتحدث عن مسلسلها بعد ٢٥ عامًا من عرضه
بعد مرور خمسة وعشرين عاما على إنتاج مسلسل أم كلثوم والذى حصد العديد من الجوائز والتكريمات وقت انتاجه وعرضه فى عام 1991 يعود مرة أخرى صناع المسلسل إلى منصة التتويج بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على رحيل كوكب الشرق والذى يوافق اليوم الثالث من فبراير حيث تكرم الهيئة الوطنية للإعلام صناع وأبطال المسلسل كأفضل مسلسلات السير الذاتية وذلك بالتزامن مع احتفال مصر والعالم العربى بهذه الذكرى ورغم مرور 52 سنة على إنتاج المسلسل نعود بالذاكرة والحديث مع قيمة فنية كبيرة وصاحبة المسيرة الفنية المشرفة والزاخرة بالأعمال ذات القيمة والبصمة.. المخرجة الكبيرة انعام محمد على وهى هو الحوار:
> فى البداية ماذا تقولين عن الاحتفال بذكرى مرور خمسين عاما على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم ؟
>> من الطريف أن يكون الاحتفال بمرور خمسين عاما على رحيل أم كلثوم يواكب أيضاً الاحتفال بمرور 52 عاما على إنتاج وعرض مسلسل يحكى سيرتها الذاتية وتقريباً نصف الفترة على رحيلها فقد كان انتاج المسلسل بمناسبة مرور 52 سنة على رحيلها ولم يكن العمل الوحيد فقد كان هناك فيلم عنها والآن هناك فيلم للفنانة منى زكى عن أم كلثوم وكل ذلك اعترافا بقيمة أم كلثوم وما تركته فى نفس ووجدان العالم العربي.
> ما رأيك فى إنتاج فيلم عن أم كلثوم بعد مرور كل تلك الفترة؟
>> المسلسل يختلف عن الفيلم فقد قدمنا مسلسلًا فى 73 حلقة واستعرضنا حياتها منذ الطفولة وبدايتها منذ كانت طفلة تجمع القطن فى الغيط حتى وفاتها فى سن 57 سنة وهذا يختلف عن الفيلم لأننا فى المسلسل لم نقدم سيرة ذاتية عن أم كلثوم فقط ولكننا قدمنا تاريخًا للمجتمع المصرى كله فى فترة من أهم فترات تاريخه فهو سيرة وطن وتراث أمة فقد كانت أم كلثوم بطلة الأحداث ولكننا اظهرنا عمالقة ونجومًا زخرت بهم مصر فى تلك الفترة وهم عمالقة وبالتالى فالمسلسل لم يكتف بأم كلثوم ولكنه أرخ لتلك الفترة بكل رموزها وشخوصها.
> كيف تقيمين تجربة منى زكى فى تقديم عمل لأم كلثوم ؟
> > لا يمكن أن أقيم أو أحكم على تجربة إنتاج عمل جديد لام كلثوم ولكن ممكن الآخرين هم من يحكمون من النقاد والمتخصصين لكننى لا يمكن أن أحكم على تجربة منى زكى أو غيرها لاننى سبق لى تقديم عمل وممكن يفهم كلامى بشكل خاطيءلاننى سبق وقدمت عملًا فإذا قلت رأيى فى عمل آخر قد يؤخذ بمحمل آخر وممكن الناس هى من ترى وتحكم بالاضافة الى اننى لم أر عمل منى زكى فكيف أحكم عليه.
> نعود لتكريم ابطال مسلسل أم كلثوم من الهيئة الوطنية للإعلام كيف ترين هذا التكريم؟
> > الهيئة الوطنية للإعلام تكرم المسلسل إيمانا منها واعترافا بما قدمناه وحتى صيغة التكريم والتى ارسلوها لنا أن المسلسل افضل عمل تناول السيرة الذاتية فى مصر والعالم العربى والمفارقة أنه سبق وتم تكريمنا فى مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون بمناسبة مرور عشر سنوات على المهرجان وعلى إنتاج المسلسل وتم تكريم المسلسل باعتباره أحسن مسلسل تم عرضه خلال عشر سنوات ومنحونى وقتها جائزة مالية وشهادة تقدير وإذا كان هذا التكريم من مهرجان الإذاعة والتليفزيون لكن كان هناك تكريم آخر وهى الدعوات التى تلقيناها من سائر البلدان العربية من المحيط الى الخليج من المغرب الى البحرين وكان المسلسل بمثابة إعادة إحياء لأم كلثوم فكما كان صوتها يصدح ويشدو أول كل شهر وتنقل حفلتها راديوهات العالم العربى والجميع كانوا يستمعون إليها فى وقت واحد وكما جاء فى المسلسل على لسان الرئيس جمال عبدالناصر فى كلمة قالها إن كل راديوهات العالم العربى من المحيط للخليج كانت تستمع إليها بداية كل شهر ووحدت العالم العربى فى لحظة السمع وكانت الدول العربية تحتفى بنا وكأنه احتفاء بأم كلثوم وكأنها عادت إلى الحياة من جديد من خلال المسلسل.
> كيف تم الإعداد والتحضير للمسلسل حتى يخرج بهذا الشكل؟
> > هناك أشياء كثيرة تجاهلناها تجنباً للاطالة وهناك جوانب تسجيلية أكثر منها درامية وبالتالى كانت هناك دراسة عن أم كلثوم بدقة شديدة ليظهر العمل أقرب إلى حياتها الطبيعية وقمنا بمسح شامل لتاريخ وحياة أم كلثوم وتاريخ المجتمع المصرى ولم نترك شيئا فقد غطينا 57 عاما من ميلادها عام 8981 وحتى وفاتها عام 5791 وكانت بداية المسلسل منذ عام 8091 فى مرحلة طفولتها والمشهد الذى تم تصويره وهى تجمع القطن فى الغيط لنظهر بدايتها بنت فلاحة بسيطة مثل باقى بنات الريف المصرى ولم يكن يتصور أحد أن الفلاحة البسيطة التى تعمل فى الغيط مثل الرجالة هتبقى رمزاً من رموز مصر والعالم العربى وأصبحت مليء السمع والبصر بالنسبة لهم.
> كيف ترين بقاء أم كلثوم بعد خمسين عاما من وفاتها؟
>> أم كلثوم أثبتت وجودها ووصلت للعالم العربى كله والمسلسل كان له دور فى احياء ذكراها والمسلسل عرف الأجيال الجديدة بمن هى أم كلثوم وقيمتها فكان بمثابة إعادة إحياء لها والحقيقة أن أم كلثوم لم تكن فنانة فقط بل كانت وطنية من الطراز الأول و لا أحد ينسى ما قدمته بعد هزيمة 76 من تخصيص إيراد حفلاتها الغنائية للمجهود الحربى وطافت العالم كله ولم تأخذ جنيهاً فى جيبها ولكن كانت كل حفلاتها مخصصة للمجهود الحربى فهى نموذج للوطنية الغيورة على وطنها كما أنها كانت انسانة تعتز بنفسها وتحب وطنها ولا تجرى وراء المال وفى فترة عبدالناصر كانت هى سيدة مصر الأولى وليست قرينة الرئيس كما هو متبع والدليل على ذلك كان فيه مشهد فى المسلسل أنه عمل لها جواز سفر دبلوماسى ولا يحصل عليه إلا رجال الدولة والدبلوماسيون واستخدمته فعلاً فى حفلاتها وجولاتها الخارجية.
> المسلسل كان من انتاج قطاع الإنتاج كيف جاءت الفكرة؟
> > فعلاً مسلسل أم كلثوم كان من إنتاج قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون فى عصره الذهبى ايام الراحل ممدوح الليثى الذى أنتج الروائع وكان فيه اهتمام بمثل هذه النوعية من الأعمال ولكن بعد رحيل ممدوح الليثى عن القطاع وبعد أن كانت الدنيا منورة فى ماسبيرو تحولت إلى ظلام وانطفأ بريقه وكان الاعداد للمسلسل كبيراً جداً فقد كان الكاتب محفوظ عبدالرحمن يكتب وفى نفس الوقت اقوم بجمع المواد والديكورات والملابس المناسبة لتلك الفترة وكل ما يتعلق بالشخصيات الواقعية وكنا بنجمع كل المعلومات الخاصة بتلك الفترة والخاصة بالشكل والجو المناسب حتى اننى قمت بجمع أكثر من ألف صورة لأم كلثوم من اخبار اليوم والاهرام ودار الهلال وكنت أعطى هذه الصور للماكيير لكى يقترب لحد كبير من الشخصية فى الشكل وكذلك باقى الشخصيات حولها مثل أحمد رامى والقصبجى والسنباطى وغيرهم وحتى الفيلا وكل الاماكن الأخرى التى عاشت فيها وتسريحة شعرها حتى انها كانت تغير تسريحتها كل أربع سنوات والملابس الخاصة بها فكان لازم نواكب الزمن الذى عاشت فيه وحتى الاغانى هى نفس الاغانى التى ظهرت بالمسلسل وكانت الموسيقى التصويرية لعمار الشريعى وكانت مواكبة لنفس الفترة.
اختيار الشخصيات الموجودة بالمسلسل كان بدقة شديدة حتى اختيار الفنانة صابرين لأداء الدور فى مرحلة مهمة فى حياتها كان موفقاً جدا خاصة وأنها قدمت الشخصية باقتدار وكذلك باقى شخوص العمل والذى تم التحضير له بعناية وبوقت كاف حتى ننقل للمشاهد صورة واقعية للزمن الذى عاصرته وعاشت فيه أم كلثوم.