مبعوثو الأزهر قوة ناعمة لمصر.. ويحملون رسالتها للسلام والوسطية الى العالم
يسعى د.محمد الجندى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية لمسابقة الزمن بهدف تحقيق طفرة مميزة فى أداء أنشطة المجمع المتنوعة والمتعددة من خلال جوانب البحوث الفقهية أو أنشطة الوعاظ والواعظات التى تنتشر فى كل محافظات مصر.. وقد أوضح أمين عام البحوث الإسلامية أنه يواجه تحديات فرضتها المتغيرات الفكرية والثورة التكنولوجية أبرزها قضايا الإلحاد والشذوذ الفكري، معلنا أن الأزهر الشريف قادر على تصحيح مسار الشباب فكريا بما يحفظ أمانة الدين ويحقق رسالة الوعى التى تقوم عليها نهضة المجتمعات.. مشددا على أن المجمع حاضر بقوة فى وسائل التواصل الاجتماعى حتى وصل التيك توك والانستجرام ليكون قريبا من التفكير الشبابي.
> ما دور مجمع البحوث الإسلامية فى نشر الوعى والتصدى للانحرافات الفكرية؟
المجمع له أدوار قوية على المستوى المحلى فى الجانب الدعوى والتوعوى من خلال نشر الوعى المجتمعى بمختلف القضايا، والتصدى للانحرافات الفكرية التى تطرأ على المجتمع من خلال ما يقوم به وعاظ الأزهر بمختلف قرى ومدن ومحافظات الجمهورية والتركيز على المناطق الحدودية والمترامية الأطراف والتى تعد الأكثر احتياجا لهذا الجانب التوعوي، ولذلك فإننا نعمل جاهدين على دعم هذا الدور من خلال الخطط التوسعية التى تقوم على مواجهة قوية للمشكلات المجتمعية المنتشرة بين الناس، فضلا عن أننا نستهدف التركيز على جانب الوعى لدى المواطنين وخاصة الشباب من خلال التواصل المستمر، وزيادة قدرتهم على الفهم الحقيقى للقضايا والشبهات الفكرية المثارة على الساحة، ومنها قضايا التكفير والغلو والتطرف، والإلحاد وخطره على الشباب، وفق معالجات وخطط بحثية وجوانب تأخذ فى اعتبارها واقع الناس
> ما دور المجمع فى قضايا المرأة؟
نستهدف من خلال خطتنا الاهتمام بدور المرأة باعتبارها شريكاً للرجل واستغلال طاقاتها فى كثير من القضايا الجوهرية والمحورية فى القصايا الاجتماعية والدعوية وذلك من خلال مشاركتها فى كثير من المنتديات وعضويتها للعديد من الجمعيات فضلا عن الدور الذى أسهمت به من خلال بعض المواقع التى تقلدتها
ماذا فعلتم فى جانب توعية الشباب؟
الشباب لهم دور مهم فى بناء الوطن والحفاظ على تقدمه وازدهاره، ولذا ينفذ المجمع عددًا من البرامج التوعوية التى تستهدف الشباب فى مختلف أماكن تواجدهم سواء فى المدارس والمعاهد والجامعات أم فى مراكز الشباب، ونحرص على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعى الفيس بوك وتويتر وانستجرام والتيك توك، والتواصل مع المواطنين فى مختلف أماكن تواجدهم،كما يطلق المجمع عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعى عدداً من حملات التوعية لمخاطبة جميع شرائح المجتمع وخاصة الشباب بما يناسب مستواهم الفكرى والإدراكي، إضافة إلى المشاركة فى حملات توعية أسبوعية يطلقها المجمع على أرض الواقع من خلال رسائل توعوية متنوعة
> كيف يواجه المجمع ظاهرة الإلحاد؟
المجمع يسير وفق خطة علمية ودعوية وأبحاث تعمل على إبراز رؤية المجمع المنبثقة عن منهجية الأزهر العلمية والعالمية، لحصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التى يقوم عليها فكر الإلحاد والتطرف وفق أساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، حيث يسعى المجمع لمعالجة مفاهيم: الإلحاد، والشذوذ الجنسي، والتطرف الفكري، ولهذا أطلق المجمع مؤخرا مبادرة (معًا لمواجهة الإلحاد)، كجزء من جهوده التصدى لشبهات الإلحاد والرد عليها بأسلوب علمى ومنهجى يهدف إلى تحصين المجتمع، وتأهيل الوعاظ والواعظات وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لمواجهة هذا الفكر المنحرف؛ وهذه المبادرة تواجه ظاهرة الإلحاد، التى أصبحت تشكِّل خطرًا يهدد الهُويَّة الدينية والقيم الأخلاقية؛ حيث تهدف المبادرة تقديم دعم علمى وتوعوى لصد الشبهات التى يتم الترويج لها بشكل مكثَّف عبر مواقع إلكترونية وقنوات هدفها نشر الإلحاد والانحلال الفكرى والأخلاقي، وإننا قادرون على تحقيق أهدافنا فى حماية مستقبل شبابنا وحماية أمن بلادنا.
> كم يبلغ عدد واعظات المجمع وهل تعتقد أن لهن دورات تدريبية قبل التواصل مع الجمهور؟
لدينا حوالى 200 واعظة فى مختلف مناطق الجمهورية؛ وفى هذا الإطار يوجه الإمام الأكبر دائما بضرورة تكثيف الدورات التدريبية للوعاظ والواعظات بالاعتماد على أحدث وسائل التكنولوجيا، وإتاحة الفرصة لهم للتواصل مع الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والجمع بين العلوم الشرعية والإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى العلوم الطبيعية، حتى تمكن للوعاظ والواعظات التعرض لأكبر قدر من العلوم خلال تلك الدورات التدريبية، وهذه الجهود أصبحت تؤتى ثمارها؛ حيث تتحرك واعظات الأزهر الشريف وفق خطط دعوية وعلمية للاستفادة من طاقاتهن، حيث يشاركن فى كثير من الفعاليات التى تنفذ بالمدارس والمعاهد والمصالح الحكومية ودروس السيدات والتجمعات السكانية، فضلا عن مشاركاتهن الفعّالة فى القضايا المجتمعية وخاصة المتعلقة بالأسرة، والمساهمة فى حل المشكلات المجتمعية التى تواجه المرأة، خاصة أنهن يمثلن أهمية فى العمل الدعوى والتوعوي
> كيف تواجهون الفتاوى المتطرفة وتصححون المفاهيم الخاطئة؟
انطلاقاً من رؤية الأزهر الشريف فى أهمية التصدى لفوضى الفتوي، ومحاولات أعداء الوطن فى استغلال الدين وحماس الشباب عن طريق الفتاوى الشاذة والمضللة، ومحاولات أدعياء التدين لتصدر المشهد عن طريق تسويق الفتاوى عبر الفضاء الإلكتروني، وتنفيذ الجرائم الإرهابية وضرب استقرار الدولة؛ قام المجمع بالتوسع فى إنشاء لجان فرعية للفتوى فى مختلف المدن والمراكز فى أنحاء المحافظات لحماية المجتمع من الفكر المتطرف، وفتاوى التكفيريين، وتزويد أعضاء اللجان بكل جديد فى مجالات الفتوي، كما يقوم المجمع بدعم أعضاء لجان الفتوى بكل جديد فى هذا المجال من خلال متابعة المستجدات وبيان الرأى الشرعى فيها بمنهجية علمية تراعى التيسير وترفع الحرج عن الناس لتلبية احتياجات المواطنين فى التعرف على رأى الدين فى مختلف القضايا والاجابة عن الأسئلة التى تشغل أذهان الناس، وقطع الطريق على أدعياء التدين، ويعمل المجمع على المتابعة والتقييم المستمر لأداء أعضاء اللجان وتعظيم سبل الاستفادة منها وتشجيع وتحفيز المتميزين، وتأهيل ودعم غيرهم للارتقاء بالمستوى المهنى والعلمى لجميع العاملين فى لجان الفتوي.
> حدثنا عن لجنة القدس داخل المجمع وما الدور المنوط القيام به من خلالها؟
إن جهود الأزهر الشريف فى دعم قضية فلسطين والقدس الشريف بدأت مع بداية القضية؛ حيث عقدت المؤتمرات الإسلامية بالأزهر، وصدرت عنها توصيات داعية إلى الوحدة الإسلامية، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومن أهم التوصيات التى صدرت عن مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية بشأن فلسطين أن قضية فلسطين هى قضية المسلمين جميعًا؛ لارتباطها الوثيق بدينهم وتاريخهم وتراتهم، فلم تغب قضية القدس عن الأزهر يوما؛ حيث كانت حاضرة فى وجدان الأزهريين من أكبر مسئول حتى أصغر طالب من طلابه ويواصل الأزهر الوقوف إلى جانب القضية الأهم فى الشرق الأوسط والعالم الإسلامى داعما للحق الفلسطينى ورافضا أى قول أو فعل أو قرار يخالف ذلك، فكانت ومازالت مواقفه مشرفة وفاعلة ومؤثرة على مدى تاريخ القضية، ومن هذا المنطلق تعمل لجنة القدس على دراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومكانة القدس والمسجد الأقصى فى نفوس المسلمين، والمساهمة فى توحيد الصف لمتابعة المساعى الرامية إلى تحرير القدس والأماكن المقدسة؛ وذلك من النواحى الشرعية والدينية والاجتماعية، ومبعوثى الأزهر الشريف للخارج أحد أدوات القوة الناعمة لمصر ويحملون رسالتها للسلام والوسطيةالى العالم.
> ماذا عن سبل إعداد وتأهيل هؤلاء المبعوثين؟
تأهيل المبعوثين يبدأ من مرحلة الاختيار الأولية التى تقوم على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط فهذه النماذج المبتعثة تمثل مصر والأزهر فى دول العالم ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجا متميزا، حتى إنه ما بعد مرحلة الاختيار فإن الأمر لا يقتصر على هذا فحسب وإنما سيتم تكثيف الدورات التأهيلية لهم قبل سفرهم حتى يكونوا على إلمام كاف برؤية ورسالة الأزهر، فضلا عن تدريبهم على كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمى واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم التواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس