إذا كانت الأم ذات المكانة العظيمة تستحق التكريم فى « عيد الأم» هذا اليوم البديع فى كل أسرة والذى نحتفى به كل عام ، فإن أمهات ذوى الهمم أو» قادرون باختلاف» يستحققن أكثر من وقفة تقدير، لما يقدمنه من تضحيات فى سبيل الاعتناء بأبنائهن مدى الحياة. ومما لاشك فيه فإن أمهات « قادرون باختلاف» يواجهن واقعهن بعزيمة كبيرة، وينكرن ذواتهن من أجل فلذات أكبادهن فهن بطلات حوّلن إعاقة أبنائهن إلى قصص نجاح ملهمة للكثيرين، هذه القصص لاتخلو من تقديم الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى ، على ما يوليه من اهتمام كبير بـ « قادرون باختلاف» ومايبذله من جهود لأجل مساعدتهم ومساعدة أسرهم وتوفير الراحة لهم.
«الجمهورية الأسبوعي» فى هذا التقرير، ترصد قصص أمل ملهمة، ضمن أدوار أمهات « قادرون باختلاف» المستمرة فى الحياة، وتقدم أمهات مثاليات فى التحدى والكفاح، قدمن كل ما يمكن من دعم لأبنائهن من ذوى الهمم، ومن ثم فهن يستحققن التكريم ليس فى عيد الأم فقط وانما فى كل ايام السنة.
إيمان زكى «الأم التى تستحق لقب المرأة الحديدية « قالت: شاء الله أن أرزق بابنى كريم معاقاً سمعيا بالاضافة الى متلازمة «داون» ، كانت تلك المتلازمة غير معروفة ولم تكن متداولة ذهبت به لكثير من الاطباء املا فى الشفاء وكان رد الجميع واحداً لا امل فى الشفاء دموعى كانت لا تجف ، الجميع تمنوا له الموت الا اننى تمسكت بحياته ، واصلت البحث عن بصيص من النور ، قرأت واكتشفت عن تلك المتلازمة وعلمت ان اصحابها يتحلون بالذكاء فقررت تنمية مهارات ابنى ، عانيت فى الحاقة بمدرسة لصم ولكن رفضوا لانهم لايقبلون اعاقة متلازمة داون ،وقابلت نفس الرفض فى مدارس الاعاقات الذهنية لأنهالاتقبل المعاقين من الصم ، وبعد معاناة طويلة تم قبوله فى احدى مدارس ذوات الاعاقة المتعددة، ولكى توفر نفقات المدرسة والأطعمة المخصصة لحالتة عملت فى ثلاث وظائف ، وتدرجت فى الوظائف حتى وصلت لوكيل وزارة فى احدى المصالح الحكومية بالاضافة لعضوية المجلس القومى للمرأة .
أضافت : ساعدنى فى أداء دورى تجاه ابنى والدتى واشقاءها ، ولم يقتصر دورى على تعليمه فقد سعت لإشراكه فى نشاط السباحة حتى حصل على المركز الاول فى الاولمبياد للسباحة ، الا ان الماء اثر على القوقعة السمعية التى تمت زراعتها له وبناء عليه اعتزل السباحة ، ولم اتوقف عن عن تنمية مهارات ابنى والحقته بورش تعليم المشغولات اليدوية ومهارات الرسم والتطريز الذى تعلمها من جدته ، وتفوق بها وعمل لوحة لسانت كاترين بالمشغولات استحق عليها جائزة درع جنوب سيناء ، كما حقق المركز الاول فى مسابقة بأمريكا لإعادة تدوير الاشياء واستطاع عمل مركب فرعونى من صندوق سمك الرنجة ، وشارك فى معرض تراثنا ، واصبح مدرب بجامعة عين شمس للمهارات اليدوية ، وبعد حصوله على الدبلوم المهنى التحق بكلية الدراسات العليا فى منحة للالف قائد افريقى ، ووجدت فى حبه للتعلم دفعة ليلاحصل انا الاخرى على الدراسات العليا وفى طريقى لتسجيل الدكتوراه ، ولم اهمل فيمشوارى مع كريم اخاه محمد فقد حصل هو الاخر على الدراسات العليا مشوار عمره 37 عاماً حصل فيه كريم على 136 شهادة تكريم .
*اميرة عزت بركة البيت، هكذا يصف والداها طفلتهما الثانية بين اربعة اشقاء ولدت بضمور جزئى فى الشبكية بالعصب البصرى ، عرضها والدها على اطباء المنيا محل اقامتهم فلم يجدوا جدوى حتى ساق لهم القدر قافلة طبية وافدة من القاهرة ، حيث نصح الطبيب بجلسات تأهيل بصرى وتنشيط ذاكرة أميرة البصرية بالمعلومات البصرية حتى اذا جاء الوقت المنتظر لفقد البصر كليا تكون كونت صورا فى ذهنها ، مشوار 5 ساعات من المنيا للقاهرة ذهابا وايابا على مدى مرتين اوثلاث مرات فى الاسبوع سباق مع الزمن قبل فقدان البصر ، وعندما بلغت سن الدراسة كان يجب ان تلتحق بمدرسة ضعاف البصر وهذه المدرسة غير موجودة الا فى روض الفرج اومدينة نصر فقط الامر الذى جعل الاسرة تأخذ قرار مغادرة المنيا والانتقال للسكن بالقاهرة .
وذكرت أم أميرة انها اكتشفت فى صوت اميرة صوتاً جميلاً شجعتها على الغناء والحقتها بنقابة المهن الموسيقية والمواهب الذهبية ، كنت بصرها فى رحلتها للبروفات، كما شاركت فى «قادرون باختلاف» مع السيد الرئيس بموهبتها الغنائية التحقت بكلية الاداب وهى الآن فى السنة النهائية كلها صلابة وعزيمة.
*السيد هانى والد «زياد « ضرب المثل بالاهتمام والرعاية طوال 22 عاما من بعد وفاة زوجته واستحق الإشادة لأن دوره لايقل عن الام فهو كان يقوم بالدورين لزياد ، قال إنه فى نفس العام من فقدان ام زياد اصيب زياد بفقدان البصر نتيجة لضمور الخلايا العصبية البصرية وقمت بتوصيله للمدرسة والمذاكرة له حتى استطاع ان يحصل على ليسانس شريعة واصول دين ، بل وحفظ القرآن ، يصلى بصوته العذب بالناس اماما ولأن الله منحه صوتًا جميلاً ألحقه الاب بفرق الانشاد الدينى وحصل على المركز الاول فى المواهب الذهبية بدار الاوبرا ، مؤكدا ان زياد واجه صعوبات كثيرة زالت بفضل الله ، متمنيا أن يكون هناك توعية للناس بتقبل اصحاب الاختلافات حفاظا على نفسيتهم .