مع صباح أول أيام عام 2025 ندعو الله سبحانه وتعالى أن يكون عام خير وبركة على مصر وأمتها العربية.. وأن يشهد هذا العام انفراجة فى عالمنا العربي.. ويتوقف العدوان الاسرائيلى بحكم ضغط عالمى أو حتى أمريكي.. ان صدق ترامب فى رؤيته للسلام التى وعد بها الناخبين الأمريكيين من أصول عربية..
أما عن غزة فنتمنى أن تنتهى معاناة شعبها ضحية التصرفات غير المسئولة وضحية حرب الابادة الاسرائيلية.. وأن يستيقظ ضمير العالم وخاصة حامى الابادة الأمريكي.. لكى ننقذ حياة مئات الألوف الذين يعانون الجوع والمرض وتتكالب عليهم طبيعه قاسية من برد وأمطار تواجههم وهم فى العراء..
نتمنى أن لا تصدق توقعات الكثيرين المتشائمة ازاء الأوضاع فى سوريا.. نتمنى ان يتوقف الحوثيون عن العبث بالملاحة فى البحر الأحمر.. ويكفيهم ماجمعوه من إتاوات فرضوها على الراغبين فى العبور.. نتمنى أن ينصاع الاخوة الأشقاء فى ليبيا الى رغبة الشارع الليبى فى اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى أقرب وقت.. وأخيرا السودان الشقيق.. ندعو الله ان ينهى معاناته ويعم السلام..
مصر فى الداخل تسير بعناية الله ورعايته.. وندعو الله أن يتكفل بأعداء الله من الجماعة الارهابية.. ويكف اذاها عنا.. وأن يرتفع مستوى الوعى الى كشف خياناتهم.. ونبذ رسائلهم.. وتحريضاتهم.. وأن يحفظ الله مصر لتواصل مسيرتها الناجحة..
>>>
لغز المجر وعلاقاتها باسرائيل
نحن نملك علاقات جيدة مع المجر.. ولدينا معها علاقات اقتصادية متعددة.. وأعتقد أن ذلك يحدث أيضا مع كثير من الدول العربية.. ومع ذلك تصدمنا بين حين وآخر المواقف السلبية التى تقفها المجر من القضية الفلسطينية.. وعلاقة التأييد الواضحة لاسرائيل.. وتجاهل حقائق الصراع العربي- الاسرائيلي..
فى التصويت الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة فى 3 ديسمبر 2024 والذى تبنت فيه القرار الداعى الى انهاء الاحتلال الاسرائيلى للأراضى الفلسطينية.. واقامة دولة فلسطينية مستقلة.. وعقد مؤتمر دولى فى شهر يونيو 2025 للدفع باتجاه حل الدولتين.. كانت المجر فى صف المعارضين والرافضين للقرار.. وهى أقلية قليله.. كانوا فقط 8 أصوات بينهم اسرائيل وأمريكا والمجر والأرجنتين.. وكان عدد المشاركين فى التصويت 172 دولة.. وافق منهم على القرار 157 دولة وامتنع 7 عن التصويت سبعة ورفضته 8 كانت المجر واحدة منهم.. لماذا؟.. هذا هو السؤال الذى يجب ان نعمل على مواجهته ليس مصريا.. ولكن عربيا..
المجر تردد اسمها فى قضية اجهزة البيجر التى انفجرت فى لبنان فى أعضاء وقيادات حزب الله فسببت العمى لألف وخمسمائة من حزب الله بخلاف من توفوا أو أصيبوا باصابات اخري.. الشركة الصانعة للبيجر فى تايوان تبرأت من العمليه.. اتضح ان هناك شركة أخرى مجرية أنشأتها المخابرات الاسرائيلية فى المجر.. أخذت الاجهزة وأعادت تجهيزها للانفجار عندما تصدر لها الاشارة المبرمجة عليها.. هل كانت المجر تعلم عن دور شركة المخابرات الإسرائيلية هذه ؟..
محكمة العدل الدولية أصدرت أحكامها بإدانة مجرم الحرب نتنياهو ووزير دفاعه المقال جالانت.. العالم كله يتحدث عن تنفيذ حكم الاعتقال بحقه عندما يزور احدى الدول الموقعة على قانون انشاء المحكمة.. كثير من الدول اعلنت أنها ستضطر لتنفيذ الحكم واعتقاله اذا زارها بما فيها دول غربية بينها بريطانيا وفرنسا.. وحدها المجر التى تحدت المحكمة والعالم والضمير الانسانى كله.. واعلن رئيس وزرائها ليس فقط أنه لن ينفذ القرار.. بل انه يدعو نتنياهو لزيارة المجر ..
ما هو سر انحياز المجر الفاضح لإسرائيل وقادتها.. والتجاهل الظالم لقضية العرب الأولي؟..
هل نسكت كعرب على هذا الموقف دون أن نبذل جهدا لتعديله.. او على الاقل لتحييده؟!..
>>>
رجلان .. يستحقان عظيم الاحترام
يوما بعد يوم.. وفى ظل العمى والصمم الدولى الذى لا يرى ولا يسمع ما يحدث فى غزة ولا فى لبنان من ابادة جماعية وقتل يومى بالطائرات والدبابات او بالحصار والتجويع لعشرات الألوف فى غزة ثم فى لبنان.. فى ظل هذا يزداد تقديري، ولعله أيضا تقديرنا جميعا لرجلين.. لم يقبل ضميرهما بالصمت ازاء الوحشية الاسرائيلية.. هما انطونيو جوتيرش ، الامين العام للامم المتحدة.. وجوزيف بوريل الممثل السابق للشئون الخارجية للاتحاد الاوروبي.. الرجلان بلا شك هما الضمير الحى للمنظمتين.. واللذان لم يسكتا يوما عن التنديد بفظائع وجرائم اسرائيل والدعوة الى التوقف عن جرائمها المستمرة حتى الان لنحو 15 شهرا..
لقد تصدى جوتيريش بجسارة لجرائم اسرائيل.. ولم يتمسك بقيود الدبلوماسية التى قد تعفيه من هذه المواقف الحادة فى مواجهة عدوان اسرائيل وهمجيتها.. وانما عمل بما يمليه عليه ضميره ومنصبه ايضا.. لمنظمة كان الهدف الأول لقيامها هو الحفاظ على سلام العالم وامنه.. ولكن الفيتو الأمريكى تكفل بإفساد كل اجراء وكل قرار يصدره مجلس الأمن ضد اسرائيل..
ويكفى جوتيريش موقفه فى اليوم العالمى للتضامن مع فلسطين واشارته الى اسرائيل كدولة احتلال للأراضى الفلسطينية عليها ان تنفذ قرارات الأمم المتحدة فى شأنها.. ثم اشارته مؤخرا الى ضرورة اقامه الدولة الفلسطينية..
أما بوريل فمواقفه ايضا مشرفة فى معارضته للعدوان الاسرائيلى وادانته لجرائم اسرائيل.. وهو لم يكن يتردد فى الظهور بين فترة واخرى ليندد باسرائيل وعدوانها.. ويكفى ان نشير الى موقفه الأخير من قرار المحكمة الجنائية الدوليه ضد مجرمى الحرب الاسرائليين.. واعلانه انه واجب التنفيذ.. وأظن أن هذا كله كان أحد عوامل عدم التجديد له فى موقعه..
تحيه لرجلين سيبقيان فى التاريخ الانسانى والدولى كرمزين مضيئين للضمير الحر.. لا يأبهان لغطرسة اسرائيل ولا من يساندونها.