كتبت فى فبراير 2017 ومنذ دخوله لأول مرة الى البيت الأبيض، وقبل ان تتضح معالمه وأثبتت الأيام صدق ما كتبت بعد عودته مرة أخرى، أقصد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قلت منذ سنين انه جاء ليكتب نهاية أمريكا، أو قل إنهاء هيمنتها على العالم بمفردها، ومازلت تسيطر على أغنية أمريكا شيكا بيكا.. أمريكا شيكا بيكا.. تلعبك ع الشناكل.. وتجيب عليك واطيكا .. الاغنية كتبها مدحت العدل ولحنها الصديق الراحل أحمد الحجار وغناها محمد فؤاد .. كتبت – ومازلت مندهشا – عن جانب أخر من الرؤية .. أقصد أننا نعانى جميعا ، ليس العرب فقط لا أبالغ اذا قلت والعالم كله من حالة شيزوفرنيا غير مسبوقة .. نبغض أمريكا ويزداد كرهنا لها يوما بعد يوم ومع ذلك نذهب اليها ..اذا مرضنا نذهب للعلاج هناك حتى ولو كنا من الد خصومها السياسيين .. نكرهها ويحاول البعض الحصول على جنسيتها.. واذا فشل البعض منا حاول ان يحصل عليها لأولاده ولو بالميلاد على أرضهم.. كل ده لان جواز سفرهم هو الاعلى ودولارهم هو السيد ..!!..
> «أمريكا يعنى ضرس.. وتحت الضرس فص..كاوبوى بيحب رقص.. دولاراته تشتريكا..أمريكا».
> هى عزرائيل لنا ونتمنى زوالها ومع ذلك نتيه عشقا بها ونستمد شرعيتنا من رضاها.. تخرب اقتصادنا وندعم اقتصادهم بشراء بضائعهم وتكنيز اموالنا فى بنوكها.. اغرقونا فى الجهل ونذهب للتعليم هناك مع حلم بالبقاء عندهم.. تثير الفتن بين أهل الارض ونتمنى لهم التقدم ونضع مصائرنا تحت امرتهم..
> يصدرون لنا كل عوامل الفناء ونفعل ما بوسعنا ونتضرع للسماء ليمنحهم نعمة البقاء.. يسرقون مستقبلنا بعد ان خربوا حاضرنا ونعطيهم عقولنا كى يتقدموا هم ونتخلف نحن.. غريب أمرنا لسنا كعرب فحسب بل العالم كله .. الذهاب الى هناك منتهى المراد من رب العباد للتمرغ فى جنتهم.. مصوا دماءنا لكى يصبحوا ديناصورات.. اكبر دولة مدينة ولا احد يجرؤ ان يطالب بامواله.. كل اخلاق الكاوبوى نراها فيهم ومع ذلك نضع انفسنا تحت مقصلتهم بعشق غريب يصل الى حالة السادية حين تتلذذ الضحية بكرباج جلادها .. تدعم اسرائيل التى جاءت لتعيش على جثتنا وقد نحارب اسرائيل ونرفض التطبيع معها وفى نفس الوقت لا يجرؤ احد منا على معاداة الراعى الرسمى لها..
وحتى يكون الكلام صادقا، كل رؤساء أمريكا سواء، وان كان البعض يقتل بقفاز من حرير والأخر يقتل بالصعق الكهربائى و رغم ادراكنا انهم وجوه لعملة واحدة لكن الواقع يجعلنا نفاضل بين قاتل وقاتل.. ايمانا منا بان قتلنا باسلحتهم الكيماوية او النووية أهون من قتلنا على البارد .. نصفق لقاتلنا لمجرد استبداله لآلة القتل والتعذيب.. يصفق البعض للصعق الكهربائى عن القتل بالسم.. أية مهزلة نعيش ؟.. نوهم بعضنا بأكاذيبهم ولا نملك الجرأة لنقول انهم قتلة.. وجاء دونالد ترامب ومن المدهش دعم بعض العرب والمسلمين له فى الانتخابات!! جعلناالواقع العالمى المر ندمن من يكذب علينا .. تعودنا من يسقينا حاجة «أصفرة» أو يعطينا حقنة بنج حتى لا نشعر بالقتل.. والسؤال ماذا يحدث لو اصبح العالم بلا أمريكا وتابعتها اسرائيل؟.. طبعا افضل لكن للأسف الشديد سيصرخ البعض منا: كيف نعيش بدونهما؟.. رغم ادراكنا بانهم قتلونا ويقتلوننا وسيقتلونا وبكافة الطرق والاشكال ويبقى السؤال الذى يفرض نفسه الآن: هل جاء ترامب ليصنع ويكتب كلمة النهاية لنا وللعالم ام لأمريكا ؟
«همبورجر يا عينى يا ليل.. همبورجر يعنى لحمة.. وزحمة يا دنيا زحمة.. هلفوت وملكش لزمة.. ومحدش دارى بيكا..أمريكا».
> باختصار أصبحت كل الحدود تحت سطوته وأصبح كل العالم ولايات أمريكية بالغصب والعافية أو بالتبعية والخضوع أو التحالف الظاهرى لانه لا تحالف الا بين الانداد وفى غياب الند السوفيتى أصبح الكل تحت سنابك الكاوبوى الامريكى.
لا أعرف سر اندهاش البعض من سلوك ترامب.. هو لم يقل سوى ما يراه مناسبا للامبراطورية الأمريكية.. العالم ملكه ومن حكم فى ماله ما ظلم.. ومع ذلك أرى ان ترامب جاء ليكتب كلمة النهاية لهذه الحقبة الامريكية.. فاذا كانت الحدود قد تلاشت امام الكاوبوى الامريكى طوال العقود الماضة فيبدو كما تقول بعض الدراسات ان الشمس قد تأفل عن هذه الامبراطورية بعد ظهور التنين الصينى واستعادة الدب الروسى عافيته ..
رغم كل هذا الجبروت الترامبى أشعر انه يعبر عن خطر كبير، يريد بناء جدار بينه وبين جارته المكسيك. وبدلا من الاستمرار فى ضمها إلى حظيرته اصبح يخشى حدودها. وقد يعنى ذلك بداية مرحلة الانكماش الامريكى.. وبدلا من احتواء كل من يذهب اليه لانه بلد قام على المهاجرين اصبح يخاف من ضم مهاجرين جدد، يعنى يغلق بحر التجديد فى الدم الأمريكى الذى قامت نهضته على العقول والسواعد المهاجرة…هو يخشى الآن اقتراب انقلاب السحر على الساحر.. وقد يعنى ذلك بداية مرحلة الخوف والفزع الامريكى من الآخرين!!