هاريس تنتقد إسرائيل.. وتطالب بمزيد من المساعدات لسكان القطاع
بعد مرور 150 يومًا على الحرب الأكثر دموية ضد قطاع غزة، والتى أصبحت بمثابة إبادة جماعية فى حق الفلسطينيين، انتقدت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، إسرائيل صراحة، لعدم قيامها بما يكفى لتخفيف الكارثة الإنسانية فى غزة، فى الوقت الذى تواجه فيه إدارة «بايدن» ضغوطًا مُتزايدة لكبح جماح إسرائيل.
دعت هاريس فى كلمة لها بولاية الاباما، إلى وقف فورى لاطلاق النار، وسط هتافات عالية من الجمهور، حتى عندما أوضحت أنها كانت تُشير إلى وقف الأعمال العدائية كجزء من صفقة من شأنها اطلاق سراح المحتجزين.
قالت هاريس وسط تصفيق حاد: «نظرًا لحجم المعاناة الهائل فى غزة، يجب أن يكون هناك وقف فورى لاطلاق النار، على مدى الأسابيع الستة المقبلة على الأقل، وهو الأمر المطروح حاليًا على الطاولة».
أضافت «قلوبنا تنفطر على كل الأبرياء فى غزة الذين يعانون مما يبدو بوضوح كارثة إنسانية، والناس فى غزة يتضورون جوعًا، والظروف غير إنسانية».
وصفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضد إسرائيل بأنه أشد توبيخ حتى الآن من قبل زعيم كبير فى الولايات المتحدة، ضد تل أبيب.
من جانبه دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن أمس إلى زيادة تدفق المساعدات لقطاع غزة لتخفيف حدة الوضع الإنسانى هناك.
قال بلينكن – فى تصريح له نقلته قناة «الحرة» الأمريكية – «إن أهالى غزة فى حاجة ماسة إلى المزيد من الغذاء والماء والمساعدات الأخري»، مؤكدا أن الولايات المتحدة تعمل على إيصال المزيد من المساعدات لقطاع غزة من خلال كل القنوات المتاحة.
فى الوقت نفسه، قال مصدر إن الرئيس الأمريكى جو بايدن رفض الحديث هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعد وقوع حادثة دوار النابلسى الذى أودى بحياة العشرات من الفلسطينيين فى قطاع غزة.
أضاف المصدر أن عدم التزام نتنياهو بوعده لبايدن بإبقاء معابر المساعدات مفتوحة ساهم فى زيادة الفجوة بينهما.
فى المقابل، قال محمد اشتية، رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، أمس، إن إسرائيل تتحدى العالم فى جرائمها وخرقها للأعراف والقوانين الدولية، وعلى العالم أن يتحداها ويوصل المساعدات إلى غزة رغمًا عنها، وأن يوقف توريد الأسلحة لها، واعتبارها دولة مارقة على القانون الدولي، ومحاسبتها على ذلك.
شدد «اشتية» فى كلمته باجتماع حكومة تسيير الأعمال، على وجوب إجبار إسرائيل على إعادة ربط المياه والكهرباء، اللتين قام وزير الطاقة الإسرائيلى بفصلهما عن غزة، ولم يكن انقطاعهما نتيجة دمار أو عطل فى الأجهزة والبنى التحتية.
قال: «يجب على إسرائيل أن تسمح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى بيوتهم، وأن تسمح للمؤسسات الدولية بالعمل فى كل أنحاء قطاع غزة خاصة فى الشمال، وأن تسمح بايصال مساعدات عبر مؤسسات الأمم المتحدة، والجهات ذات العلاقة».
جدد اشتية مطالبته لنقابة الصحفيين الدوليين، بالبدء بحملة منظمة من أجل السماح بدخول الصحفيين الدوليين لتغطية ما يجرى فى غزة، مشيدًا بجهد الصحافة الفلسطينية والعربية التى تعمل ليل نهار على نقل صورة الجرائم والمعاناة هناك. أضاف «لم يعد مقبولاً هذا الصمت الرسمي، ولم يعد مقبولاً الاكتفاء بجولات فى الأمم المتحدة، تحبطها الولايات المتحدة بجرة قلم تسمى فيتو، مضيفًا أن الذين يُقتلون فى غزة ليسوا أرقامًا بل أطفال، وعلى الدول التى تُساند إسرائيل وتتعامل معها أن تشعر بالعار من مواقفها».
أشار إلى أن إسرائيل تقتل من يحاول أن يتجنب الموت جوعًا، وهذا ما جرى عندما قتلت 118 مواطنًا كانوا بانتظار المساعدات الغذائية فى شارع الرشيد، شمال غرب غزة.