ما أسهل أن تلتقط كلمة من هنا.. وهناك.. وتضعها فى قالب يلتصق بما يردده الناس أو يشكون منه أو يتألمون لوقوعه.. فتنتشر كلماتك كالنار فى الهشيم.. وتحقق مبتغاك من الشهرة والمال.. و»الترند» ايضا. ..وما أصعب أن تبحث عن الحقيقة.. وتعبر عنها.. فإن الحديث عن الإيجابيات والخير صار حظه فى «السوشيال ميديا» وفى منتديات «النميمة» وفى جلسات المقاهى والمصاطب صار حظاً قليلاً أو نادراً.
..حتى هؤلاء الذين يجاهرون بما كشفه الله أمامهم من نقاط خير وأمل وتفاؤل تراهم يترددون وهم يكتبون حتى لا يتهمون من الغوغاء والضالين والمضلين بما ليس فيهم..
..لكننا سنظل على إيماننا وقناعتنا بما تعلمنا «الكلمة أمانة» فإنه إلى جوار السلبيات والمعاناة هناك جهود رهيبة يبذلها الشعب المصرى وقادته كى تعبر مصر إلى مصاف الدول العظمي.. وهناك حاقدون كارهون يحملون اجندات تستهدف تركيع مصر وإرهاب شعبها وتشويه قادتها لا ينامون الليل ولا يكفيهم النهار كيداً.. وكذباً.. وفبركة..ونشراً.. وأبواق الشر والفتن «جاهزة» دائماً.
إن «مصر السيسي» قد شقت طريقها وطوال أحد عشر عاماً بالعرق والجهد والانجاز ولن نسمح أبداً لقوى الشر أن تغتال حصاد عملها.. أو تهدد مسيرتها..
..وفى كل يوم تؤكد «الجمهورية الجديدة» قدرتها على مواجهة التحديات «كل التحديات» وأنها رغم كل الضغوط والحروب العالمية والاقليم الملتهب لن تنحنى أو تنثنى أمام أى قوة دولية مهما كانت وأنها على الطريق سوف تحقق للشعب المصرى العظيم ما يحلم به من غدًا أمن ومستقبل تزهو به الأجيال القادمة.
..فى مقالنا السابق قلنا إن مصر قد تخطت منذ خمسة أشهر واحداً من أصعب المنحنيات فى تاريخها.. وهاهى ظروف العالم تزداد تعقيداً.. والحرب الروسية الأوكرانية لا يبدو لها نهاية قريبة.. والعدوان الإسرائيلى الغادر على غزة والضفة الغربية وضد محيطها الاقليمى تغذيه قوى اليمين المتطرفة وغطرسة نتنياهو الوحشي.. فى إطار من حماية دولية لقوى عظمى تدعى زوراً وبهتانا أنها حصن العالم لحماية «حقوق الإنسان».
.. إن «مصر السيسي» رغم كل التحديات والظروف.. وهى تعترف بمعاناة الشعب المصرى البطل فإنها لا تدخر جهداً فى الارتقاء بحياته.. ومحاولة الوصول بالمواطن إلى قدر من الرضا تمسح به عناء السنين.
..إن «مؤشرات الخير» تتصاعد رغم كل التحديات.. ورغم هروب عشرات المليارات من الدولارات «الساخنة».. وتقودنا الأرقام إلى حقيقة مفادها أن معدلات التضخم تتخذ مساراً هابطاً وأن الاحتياطى النقدى يتخذ مساراً تصاعدياً يؤازره زيادة حقيقية فى تحويلات المصريين من الخارج إلى الوطن وأن معدلات النمو تتجه إلى الصعود لكى نعود مرة اخرى لمعدل النمو السابق على «كورونا» وهو 6 فى المائة و7 فى المائة.
..وها هى حكومة مصر تخصص ملياراً و200 مليون «دولار» تم ضخها كأرقام إضافية على موازنة الدولة حتى لا يتكرر «تخفيف الأحمال» الكهربية خلال هذا الصيف.
..وها هى صادرات مصر غير النفطية تقفز إلى 19.24 مليار دولار فى النصف الأول من هذا العام مقارنة بـ 17.9 ملياراً العام الماضي.
أضف إلى ذلك ما تضيفه الاستثمارات الاماراتية الجديدة فى مصر فقد حققت خلال النصف الأول من هذا العام 2.1 مليار دولار وكانت 1.5 ملياراً خلال نفس الفترة من العام الماضى بمعدل زيادة 41.1 فى المائة مع زيادة فى التبادل التجارى بين مصر والامارات بنسبه 12.5 فى المائة خلال الربع الأول من هذا العام بالمقارنة بمثيله من العام الماضي.
.. إن صادرات مصر إلى الإمارات وفقاً لتقدير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء قد زادت فى مجال واحد وهو «الأحجار الكريمة» إلى 260 مليون دولار خلال شهر إبريل الماضى وحده وكانت 15 مليوناً فقط خلال نفس الشهر من العام الماضي.
..إن «مصر السيسي» استحقت الثقة الكبيرة بين دول العالم أجمع.. وقد عرضت فرنسا المساهمة بمبلغ ملياريان ونصف المليار دولار لتمويل أول خط لمترو الأنفاق يدار إلكترونياً وهو الخط السادس (34) محطة من الخصوص إلى المعادى الجديدة ثم القاهرة الجديدة.. وهذه شهادة مستحقة من دولة كبرى فى القارة الأوروبية.
الجمهورية الجديدة حققت 10 مليارات دولار صافى الأصول الأجنبية للبنوك المصرية بالخارج وقد كانت «سالب» 27 مليار دولار.. فى وقت تتراجع فيه معدلات الدين الخارجي..
..إن الدولة المصرية تستهدف 30 مليار دولار استثماراً أجنبياً مباشراً فى العام المالى 2025/2024 بينما كان 10 مليارات دولار فقط العام السابق.
..إننا نستهدف تحقيق 33 مليار دولار لتحويلات المصريين بالخارج ولن تعود أبداً السوق السوداء للدولار بقوتها قبل 5 شهور فإن «سعر الصرف المرن» التزام مصرى وفق «وصيغة مصرية صحيحة».
..إن زيارة وزير الاستثمار السعودى خالد الفالح لمصر ليست ببعيدة فإن تحويل الودائع السعودية متوسطة وطويلة الأجل إلى مشاريع استثمارية سوف تسمح بضخ 5.3 مليار دولار استثمارات توفر على مصر دفع 134 مليون دولار فوائد كانت تدفع نصف سنوية على الودائع.. وسوف تقلص الدين الخارجى ايضا وتدعم معدلات نمو الاقتصاد المصرى وتفتح أبواب الرزق لمئات الألوف من المصريين وتعزز من أرصدة الاستثمار الأجنبى وتشجع المستثمرين السعوديين على التوسع فى مشروعاتهم، ولدينا فى مصر حوالى 7 آلاف شركة سعودية تستثمر ما يقرب من 30 مليار دولار على الأرض المصرية.. وهو ما يثير الفخر أن لدى مصر مستثمرين مصريين على الأرض السعودية حوالى 2200 شركة تتخطى استثمارات 11 مليار دولار بما يعنى شراكة مصرية سعودية تسير فى اتجاهين متلازمين لمصلحة الشعبين.
.. إن مصر ــ وهذه لغة الأرقام ــ سددت خلال 6 شهور فقط 14 مليار دولار من ديونها الخارجية وافرجت عن مستلزمات إنتاج وسلع وسيارات بالإضافة إلى 250 مليون دولار يتحتم توفيرها شهرياً لتوفير الدواء اللازم للمواطنين بالاضافة إلى 300 مليون دولار شهرياً للغاز حتى لا تنقطع الكهرباء أو تخفيف الاحمال أو يتعثر الاستثمار أو يتعذر الانتاج والتصدير كما حدث مع الاسمدة فى الفترة الصعبة التى مضت.
..وبعد.. وفارق شاسع بين من يكتب الكلمة وهو يعلم أنها أمانة لا يبتغى بها إلا وجه الله وصالح الوطن والمواطنين.. وبين من يكتب ساعياً نحو شهرة زائفة أو رغبة جامحة فى مجد زائل أو طمعاً فى الظهور أمام شاشات الفتنه ومروجى اليأس والقنوط والاحباط والفوضي.
ــ الكلمة أمانة.. والوطن مسئولية.. تلك هى قناعتنا
..وبالله التوفيق.. وتحيا مصر