قطعت استجابة حركة المقاومة الفلسطينية حماس للوسيط المصرى والقطرى بالإفراج عن الأسير ألكسندر عيدان الإسرائيلى الامريكى مزدوج الجنسية الطريق على رئيس وزراء الكيان الاسرائيلى بنيامين نتنياهو وما كان يستعد له بدعم امريكى من حملة عسكرية جديدة على قطاع غزة كانت ستطال آلاف المدنيين وتنفيذ خطته من دفع سكان الشمال جنوبا وحصرهم فى المنتصف تمهيدًا لتنفيذ خطة التهجير القسرى عبر البحر إلى خارج قطاع غزة.
الحركة التى استوعبت ضربات قاسية لقياداتها وعناصرها وتمكنت بدينامية من الحفاظ على بنيويتها السياسية والعسكرية يؤلمها أشد الألم ما يحدث من استهداف وحشى للمدنيين وحملة حصار وتجويع تطال الجميع أرادت ان توجه رسالة واضحة إلى الرئيس ترامب بأنها تملك الأرض والاسرى وأن مفاتيح اللعبة بغزة لاتزال فى يديها ولكنها أرادت هذه المرة أن تعمل على بناء جسور من الثقة مع الإدارة الأمريكية وكشف أكاذيب نتنياهو وحكومته المتطرفة أمام المواطن الامريكى واستجابة لتدخل الوسيطين المصرى والقطرى للإفراج عن الأسير الأمريكى كمحاولة للضغط على الكيان الإسرائيلى لفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية وبدء مفاوضات جادة لوقف العدوان على قطاع غزة.
الأسير ألكسندر عيدان المولود سنة 2004 فى تل أبيب نشأ فى بلدة تينفلاى بولاية نيوجيرسى الأمريكية ولكنه بعد تخرجه من المدرسة الثانوية فى عام 2022، قرر الانتقال وحيدا إلى الكيان الإسرائيلى والانضمام إلى الجيش بدافع انتمائه للصهيونية حيث انضم إلى لواء جولانى أحد ألوية النخبة فى الجيش الإسرائيلى وقبل ان يتم عامه الاول فى الخدمة العسكرية تمكنت حركة حماس من أسره من قاعدة كيسوفيم فى معركة طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023.
أعتقد أن حركة حماس حققت مكاسب مهمة واستراتيجية من عملية الافراج عن الاسير الأمريكى وسيكون لها مردود إيجابى خلال المرحلة القادمة خاصة وأن المفاوضات التى ستبدأ جولاتها خلال ساعات ستكون تحت عين وبصر المبعوث الأمريكى الذى لازالت الورقة التى قدمها سابقا والتى وافق عليها الطرفان ثم تهرب منها الكيان الإسرائيلى هى الأساس الذى ستنبنى عليه المفاوضات من أجل انتهاء الحرب الوحشية على قطاع غزة دون الذهاب لأحلام نتنياهو وحكومته المتطرفة بتهجير الشعب الفلسطينى من قطاع غزة، هذا فى الوقت الذى تنشط فيه المقاومة من أقصى شمال القطاع إلى جنوبه لتؤكد أنها مازالت قادرة على المواجهة وأن صاحب الأرض لا يمكن أن يتحرك كما هى الجبال الراسخة.