مع قدوم شهر رمضان المعظم، ومع وتيرة اليوم السريعة صارت معظم الزوجات العاملات فى مأزق تنظيم الوقت، فكيف لها ان تقوم بشراء اللوازم وتوضيبها وطبخ الطعام وتقديمه فى الوقت المناسب وكل ذلك بعد عودتها من العمل، خاصة فى الشهر الكريم والذى يحتاج مجهودا مضاعفا وولائم يومية.
وهناك فى المقابل من يعشقن الطبخ وتجهيز المأكولات، فكان التناغم هنا ان تنشأ فكرة امتهان عمل الاكل البيتي، من تجهيز للتفريز او للتسوية او حتى التسوية الكاملة، وهن طوق النجاة للزوجة العاملة فى رمضان خاصة فيالعزومات والولائم.
فاطمة وشهرتها زهرة من اكثر العاملات فى هذا المجال شهرة، تقول: بدأت الفكرة معى من عشقى لعمل الوجبات ومدح الجميع فيها، خاصة انها لن تجعلنى اترك ابنائى خاصة انهم كانوا صغارا فى ذلك الوقت، وبالفعل ذاع صيتى فى ذلك المجال ومع مرور الاعوام زاد الطلب على حيث زادت اعداد السيدات العاملات وزاد وقت العمل أيضا.
تكمل: اكثر الاوقات طلبا يكون قبل رمضان والاعياد والمناسبات، يزداد الطلب على الخضار لتفريزه او بعض المأكولات الصعبة مثل المحشى والممبار ، وفى المعظم يكون الاعتماد الاكبر علينا فى العزائم الكبيرة لضيق الوقت والمكان.
وتقول عبير عبد الغفار: الطلب الاكبر عندنا يكون على الطعام الجاهز للتسوية اكثر من التفريز، ويزداد على المنتجات الاغلى مثل الرومى والبط، اما اكثر ما يكون الطلب عليه خاصة فى رمضان فهو المحشى بكل انواعه خاصة الممبار وايضا الكوارع والعكاوى وما شابه.
اما اصغر من امتهن تلك المهنة فهى زينب الشرقاوى والتى بدأتها من سن 18 عاما وخلال سنوات قليلة عرفت باصغر شيف، تقول: بسبب السوشيال ميديا صار الناس يتخوفون من مصانع اللحوم فكان البديل هو عمل مصنعات اللحوم جميعها يدويا فى البيت، ومع الايام اكتسبت ثقة الزبائن فى منتجى حيث الجودة والنظافة والامانة، ويكون الطلب اكبر من الموظفات لتوفير الوقت والجهد.
تكمل: مع زيادة الاسعار احاول التوفير للناس باضافة الخضراوات والتوابل لإعطاء نفس النكهة وبنفس الجودة وبسعر اقل، كما احاول ابتكار انواع جديدة دائما حتى لا يصاب الناس بالملل، وفى رمضان هذا العام ولاول مرة هناك اقبال على مصنعات اللحوم مجاراة للغلاء وضيق الوقت فى آن واحد.
سلوى حسين تقول: اساعد فى احياء روح الاكلات القديمة والتى نسيها بعض، مثل الكشك والبصارة وغيرها، خاصة مع رخص ثمنها مواكبة للغلاء وايضا لأن لها عشاقها.
تكمل: يتم اللجوء الينا مع الاعداد الكبيرة فى الولائم والعزائم، ولكن اكثر ما اعشقه هو مشاركتيفى عمل الخير حين يقدم البعض على عمل وجبات لدور ايتام او مسنين او اطعام عموما، كما يجد البعض صعوبة فى تدبير المكان والوقت لعمل موائد الرحمن فى رمضان، لذا يكون الاعتماد علينا فى تجهيز تلك الوجبات حيث تكون الاعداد بالمئات، ونجد فى ذلك متعتنا الكبري، وكثيرا ما نشارك بالجهد فى هذا العمل العظيم فلا نتقاضى اى اجر ونكتفى بدعوة الصائمين.