«أكلت يوم أكل الثور الأبيض» .. حكمة قديمة يعرفها الجميع ويعرف معناها ومغزاها .. ولكننا للأسف الشديد نتناساها عمدا فى كل ما يحيط بنا ويتعلق بمستقبل المنطقة العربية كدول وشعوب.. لكن الواقع يختلف حتى فى المواجهة المرتقبة والمنتظرة منذ أزمان مع العدو الصهيونى فمازال البعض يعتبر أن الطريقة الأفضل هى التعاون مع الجانب الصهيونى وتحقيق أهدافه والاتفاق معه بل ودعمه سعيا للحصول على مكاسب أو لضمان عدم التعرض لمواجهات غير مجدية بالنسبة لهم ولبلادهم معتقدين أنهم سيكونون بعيدين عن الطوفان الذى سيغرق فيه الجميع لو لم يتحد كل العرب ضد الكيان الصهيونى ..
الجميع يعلم تمام العلم أن مصر هى الركن الأهم فى هذه المواجهات وأنها هى التى ستحسم الصراع فى النهاية .. وليس هذا من قبيل الأحلام بل هى حقيقة واقعة لاينكرها أحد فمصر هى التى تتحمل دوما مسئولياتها فى المواجهة بحكم تاريخها وموقعها.
الصراع فى شكله النهائى بدأ فى 7 أكتوبر الماضى بأيدى حماس وجاء الرد سريعا من الكيان الصهيونى الذى لم يفوت الفرصة بحرب شاملة دمرت غزة لتصل العمليات العسكرية الآن إلى لبنان فى سيناريو معد مسبقا.. لبنان ينهار الآن بكل ما يعنيه الانهيار ويدفع الشعب اللبنانى فى الجنوب ثمنا باهظا دفعه من قبل الشعب الفلسطيني.. وسيستمر المخطط فى خطواته المعدة مسبقا ليطال دولا أخرى بالمنطقة .. وبالطبع ستكون مصر كما هو مخطط فى أوهامهم هى الجائزة الكبرى التى حاولوا تدميرها وتفكيك جيشها من قبل فى أحداث 25 يناير وتم إجهاض المخطط على أيدى الجيش المصرى والقيادة المصرية بدعم مباشر وقوى من الشعب المصرى الذى يظهر معدنه الحقيقى فى الشدائد ..
الدور قادم على الجميع .. وهناك من يتعاون مع الكيان لتنفيذ هذا المخطط اللعين حتى ولو بمواقف سلبية على أن يكون لهم الوعد بالأمن والأمان .. ولكنهم واهمون فسوف يأتى الدور عليهم حتما ليكونوا ضمن مخطط التقسيم الجديد أو سايكس بيكو القرن الـ 21 ولن يفلت هؤلاء من السقوط فى هاوية الدمار ومن قبلها هاوية الخيانة ..
إن حلم إسرائيل الكبرى بدأ بالفعل على أيدى الكيان الصهيونى مدعوما من الغرب ومن ماما أمريكا ولن يترك أحدا إلا وسيقضى عليه ليصبح الكيان هو القوة الكبرى بالمنطقة اقتصاديا وعسكرياً وسياسيا.. ولن يكون أحد بعيدا عن أيدى منفذى المخطط اللعين.. وساعتها سيتذكر الجميع عبارة «أكلت يوم أكل الثور الأبيض».. ساعتها ستكون مصر هى النجاة للمنطقة العربية بأكملها ولن يكون هناك مكان لخونة أو لمليشيات عميلة .. حفظ الله مصر.