حدث ما حذرنا منه، توالت ميداليات أبطالنا فى أكرا بدورة الألعاب الأفريقية، واستحوذ أبناؤنا وبناتنا على الغالبية العظمى من الذهب حتى الآن، ومازلنا ندرس ونفكر ونفسر إشارات شيكابالا واختيارات حسام حسن المدير الفنى للمنتخب الوطنى وما يمكن أن تسفر عنه.. وتجاهلنا جميعا ما يجرى فى أكرا، ومن يقف وراء هذا الإنجاز من مجموعات كبيرة من المدربين والإداريين واللاعبين واللاعبات، هم فى حاجة ملحة للدعم والمؤازرة لتحقيق المرجو منهم، من ميداليات وحجز بطاقات المشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية بباريس.
كم منا وقف أمام ميدالية ذهبية صعبة حققها أبطالنا فى أى نوع من الألعاب المشاركة فى الدورة الأفريقية، واستقطع من وقته للتعرف على هوية الفائز، وكيف عانى كى يعتلى منصة التتويج ويرتدى الميدالية الذهبية وسط منافسة قوية من لاعبى ولاعبات جنوب أفريقيا والجزائر على وجه التحديد، وكم منا يعرف اللاعب أو لعبته وهل تأهل للمشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية أم لا… الأسئلة كلها ستكون إجاباتها بالنفى طبعا، ولن تحرك هذه الإجابات ساكنا لدينا تجاه هؤلاء، لأنها صارت عادة لدينا ومن الصعب التخلص منها بأى شكل من الأشكال فى المستقبل القريب .
الغريب أن تركيزنا فى الملفات الصغيرة ومتناهية الصغر لن يستمر طويلا، إذا انفض المولد وحل الفراغ الكروي، وصرنا أمام سبيل واحد فقط، وهو النظر إلى هؤلاء والنيل منهم ومن مشوارهم مع أى إخفاق أو فشل، ولن يكلف أى منا نفسه مشقة محاسبة ذاته أو توجيه اللوم لها على تقصيرها تجاه هؤلاء، أو عدم توفير الدعم والمساندة اللازمة لهم، بل أن هناك من بيننا من يسن سكاكينه حاليا ويترقب نتائج لاعبينا فى الدورة الأولمبية، وينتهز الفرصة المناسبة للانقضاض على فريسته والنيل منها، وهناك من يترقب وينتظر الفشل أكثر من ترقب وانتظار النجاح والفلاح فى المهمة.. لأنه يعيش ويتعايش مع أجواء الفشل فقط، ويجد فيها المناخ والأجواء الملائمة له .
سيأتى اليوم الذى تتلاشى فيه الارتباطات الكروية، ولن نجد سوى الألعاب الأخري، ووقتها سيعض بعضنا على أصابعه ندما على تقصيره وإهماله فى حق لاعبينا، وعدم منحهم حقهم من الدعم والمؤازرة، فى حين سيستمر البعض الأخر فى تجاهله وإهماله وكأن شيئا لم يكن، ويخصص وقته وجهده لإلهاء الرأى العام الكروى فى أزمة أو ملف جديد تافه لا يرتقى للمستوى المقبول واللائق..
دعونا نلحق ما تبقى من دورة الألعاب الأفريقية، وننقل للاعبينا ولاعباتنا صنوفا من الدعم تعينهم على مواصلة مشوار الذهب وفرض السيطرة والهيمنة على الألعاب المختلفة فى القارة السمراء.. تعالوا نمنحهم ما يليق بهم وندفعهم لتحقيق المزيد..