> سيظل تاريخ السابع من أكتوبر 2023، فارقاً فى حياة بنى صهيون.. يوم أن فاجأ أبطال فلسطين العالم أجمع بقدرتهم على التنفيذ وقبله التخطيط الجيد.. ورأينا ورأى العالم معنا من خلال أجهزة الإعلام المختلفة كيف اجتاز رجال المقاومة من حماس والجهاد الإسلامى وشهداء الأقصى وغيرهم من شباب المقاومة الأسوار العالية التى أقامتها الدولة المزعومة «إسرائيل»، بل وزودتها بأحدث الأجهزة الإلكترونية وكاميرات المراقبة، ناهيك عن الحراسات المستمرة على مدار الساعة، وغير ذلك كثير.. ولكن مع كل تلك الإجراءات الأمنية الحازمة، استطاع رجال المقاومة الفلسطينية اختراق كل ذلك، بل والوصول إلى مستعمرات غلاف غزة وأسر الكثير منهم بأقل عدد من الأدوات والأسلحة، بل ووصلت إلى النقل، حتى وجدنا الأسرى الإسرائيليين يُنقلون إلى داخل قطاع غزة على الدراجات النارية.
هذا كله أسقط نظرية «الدولة الآمنة» التى ظل الكيان الاسرائيلى «اللقيط» يروج لها منذ وجوده فى الخامس من مايو عام 1948، من أجل جذب يهود العالم إلى أرض الميعاد المزعومة، التى هى بالأساس أرض عرب فلسطين.. فى البداية نجحت الدعاية الصهيونية فى الإتيان بآلاف اليهود من شتى بقاع العالم إلى فلسطين، وكان إعلان الدولة عاملاً مهماً فى تأسيس العديد من المستوطنات اليهودية فوق أرض عرب فلسطين.. وزادت التوسعات اليهودية شيئاً فشيئاً.. ولكن لم يدر بخلد زعماء اسرائيل أن يأتى يوم وينقلب السحر على الساحر وتحدث المفاجأة المدوية فى السابع من أكتوبر، ليعيد كل إسرائيلى ترك موطنه الأصلى سواء فى أوروبا أو فى أمريكا أو حتى فى آسيا وأفريقيا، التفكير مرة أخرى فى العودة ثانية إلى موطنه الأصلي.. وكم شاهدنا مطارات اسرائيل وقد اكتظت بآلاف المواطنين المغادرين أرض الميعاد المزعومة حاملين أمتعتهم إلى حيث البلاد التى جاءوا منها.
جيش الحرب الاسرائيلى فشل فشلاً ذريعاً فى حسم الأمر لصالحه.. بل العكس هو ما حدث، حيث أصبح الجيش الأضحوكة بين العالمين.. إذ كيف له بكل هذه الترسانة الحديثة من الأسلحة التى أنتجتها مصانع الدول العظمى فى أمريكا وبعض دول أوروبا، أن يقف عاجزاً أمام مجموعات صغيرة مسلحة بأسلحة بدائية الصنع، بل ويتكبد خسائر فادحة فى المعدات والأفراد.. كل هذا وغيره دليل على هشاشة هذا الجيش الذى صوره الإعلام الصهيونى والغربى معاً بأنه من أقوى جيوش العالم.. فإذا به «نمر من ورق» وتلك حقيقة كشفتها أحداث السابع من أكتوبر، وباتت نظرية «الدولة الآمنة» فى ذمة التاريخ، وسوف تخبرنا أحداث الأيام القليلة المقبلة ببشرى النصر المبين، الذى بات قريباً جداً، بعد الضربات المؤثرة لرجال المقاومة، سواء فى غزة أو الضربات المساندة من الجبهة اللبنانية.. وهو ما أوجد خللاً واضحاً فى بنيان جيش الحرب الاسرائيلي.. وإن غداً لناظره لقريب.. وعلى الباغى تدور الدوائر.