المشروع العملاق
«مدبولى» خلال تفقد اللمسات النهائية بالمشروع:
توجيهات الرئيس السيسى أعادت الحياة لماكينات المحلة
نمتلك إمكانيات ومقومات تعيدنا لصدارة القطاع عالمياً
أنفقنا 56 مليار جنيه لتنفيذ مراحل التطوير الثلاث للمنشآت الصناعية
من جديد تعود تروس ماكينات الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى للدوران بعد إصرار الحكومة على تطويرها وإعادة تأهيلها ورفع كفاءتها فى خطوة غير مسبوقة لتحتل مصر مكانتها دولياً فى تلك الصناعة المهمة بما تمتلكه من مصانع تاريخية لا يوجد لها مثيل فى العالم وبما تنتجه من أجود أنواع الأقطان الذى جعلها فى صدارة الدول المنتجة للغزل والنسيج على مدى تاريخها.
وفى جولة جديدة من جولات الدكتور مصطفى مدبولى المكوكية تفقد «مدبولي» عن قرب أعمال تأهيل ورفع كفاءة مصانع الغزل والنسيج التاريخية بالمحلة الكبرى بعد إعادة تشغيل عدد من المصانع بعد توقف سنوات طويلة.
وخلال الجولة أكد الدكتور مصطفى مدبولى ان ما يحظى به قطاع الغزل والنسيج من اهتمام من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى وتوجيهاته المستمرة بمواصلة عمليات التطوير والتحديث لهذا القطاع المهم تعظيما لما نمتلكه من مقومات وإمكانيات وصولاً لاستعادة الريادة المصرية فى قطاع الغزل والنسيج.
أضاف رئيس الوزراء اننا على أرض المحلة الكبرى المدينة الصناعية التى تُعد من أكبر القلاع الصناعية فى مصر والتى تميزت عبر مراحل مختلفة بصناعة الغزل والمنسوجات التى حظيت بسمعة عالمية فائقة، مضيفا اننا أمامنا استراتيجية قومية لتطوير هذه الصناعة المهمة والحكومة ممثلة فى وزارة قطاع الأعمال العام هدفها النهوض بصناعة الغزل والنسيج وذلك فى إطار التوجه التنموى الشامل الذى تنتهجه الدولة بما يسهم فى تعظيم الاستفادة من القدرات المصرية الكامنة فى هذا الإطار ويدعم الاقتصاد الوطنى خاصة ان صناعة الغزل والنسيج تُعد من الصناعات كثيفة العمالة.
أشار رئيس الوزراء إلى الزيارة التى قام بها لهذه المصانع خلال شهر فبراير من عام 2023، والتى تم خلالها تقديم العرض المقترح لتطوير هذا الصرح العملاق، مشيرا فى هذا الصدد إلى تفقده لموقف مصنع غزل 4 ومشاهدته لأعمال تركيب الماكينات الخاصة به، معلنا الانتهاء من المرحلة الاولى من مشروع التطوير العملاق لمجمعات مصانع الغزل والنسيج، هذه القلعة الصناعية التى أنشأها المصرى الوطنى طلعت حرب فى عام 1927.
قال إن المشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج يتم تنفيذه على ثلاث مراحل، حيث تشمل المرحلة الاولى والتى انتهت بالفعل وبدأت عمليات التشغيل مصنع غزل 4، ومصنع غزل1، ومصنع تحضير النسيج 1، ومحطة توليد الكهرباء، مضيفاً: بينما تشمل المرحلة الثانية والتى تتضمن عددا من المصانع بالمحلة الكبرى وعددا اخر بالمدن الأخري: كفر الدوار، ودمياط، والمنصورة، والمنيا، وحلوان، لافتا إلى أنه من المقرر الانتهاء من المرحلة الثانية بحلول منتصف عام 2025، متطلعاً إلى الانتهاء من المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج بنهاية عام 2025، وبداية عام 2026 على الأكثر.
أشار رئيس الوزراء إلى أن التكلفة الاجمالية لتنفيذ مراحل التطوير الثلاث تتعدى الـ 56 مليار جنيه، منها 22 مليار جنيه تتعلق بتكلفة المنشآت، هذا بالإضافة إلى 640 مليون يورو هى تكلفة الماكينات والمعدات.
كما أكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية تعمل على إحياء أصولها الكبيرة، والتى ترى أن هناك جدوى حقيقية من إعادة إحيائها وتطويرها، مضيفا أن الدولة لم تدخر الدولة المصرية جهدا أو مالا فى توفير كل الإمكانيات للنهوض بتلك الصناعة مرة أخرى وبقوة.
أشار رئيس الوزراء إلى الحلقات المهمة لصناعة الغزل والنسيج، بداية من حلج القطن المصرى فى المحالج التى شهدت أعمال تطوير، ثم تحويل ذلك القطن الخام لغزل بعد حلجه، وتحويل الغزل لنسيج أو قماش خام، ثم تحويل ذلك القماش الخام لقماش نهائى من خلال الصباغة وأعمال التطوير، ثم تحويله إلى مُنتج نهائى سواء ملابس أو منسوجات أو غير ذلك.
أضاف الدكتور مصطفى مدبولى أن حجم الأنشطة أو الأعمال فى المرحلة الأولى الكبيرة الخاصة بالحلج والغزل والنسيج، ومع تواجُد القطاع الخاص، لا يكفى لتلبية احتياجات الدولة المصرية بصورة كبيرة.
أضاف أنه بينما شهدَت تلك القلعة تدهورا، ظهرت مشكلة كبيرة فى تلك الصناعة، فبعدما كانت تمثل 40٪ من قوة الاقتصاد المصرى فى مرحلة ما، وصلت تلك النسبة -قبل البدء فى عملية التطوير- إلى ما بين 2.5 و3٪ وحاليا نحن نعمل من أجل نهوض تلك الصناعة مرة أخرى لتصبح أفضل مما كانت عليه.
أوضح رئيس الوزراء أن الدولة بكل مؤسساتها تستهدف دفع هذه الصناعة العملاقة للعودة مرة أخرى للاستفادة من القطن المصرى العظيم، مضيفا: تدخلنا كدولة لندعم الفلاح فى تحديد سعر ضمان للقطن لتشجيع الفلاح على زراعته.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه مع انتهاء تطوير هذه القلعة الصناعية العام القادم، فسوف نحتاج كل ما يتم زراعته فى مصر لتشغيل تلك المصانع. أى أن كل القطن المصرى المزروع سيكون هناك احتياج لاستخدامه فى الصناعة وليس تصديره خاما.
أضاف أنه لا يعنى أننا سوف نتوقف عن تصدير الخام، ولكن أقول ذلك حتى ندرك حجم الأرقام، وحتى يكون الفلاح مطمئنا أثناء زراعة القطن لحجم احتياج الدولة لهذا المنتج المهم جدا الذى يمثل علامة مميزة لمصر على مدار الأعوام القادمة.
كما أشار رئيس الوزراء إلى حجم العمل والجهد المنفذ فى إطار المشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج، حيث تم البدء بمجموعة من المصانع التى تم رفع كفاءتها وتطويرها فى البداية، وهى مصانع كانت قديمة ولكن تم رفع كفاءة الماكينات فيها، وتم تنفيذ عمرات كبيرة جداً لتعود للعمل، كما قمنا بجلب مجموعة من الماكينات من مصانع فى كفر الدوار ومناطق أخرى ليتم تجميعها كلها فى هذا المكان بهدف أن تخرج الطاقة الإنتاجية القصوى من هذا المكان.
أضاف رئيس الوزراء أننا انتقلنا بعد ذلك إلى المصانع الجديدة، ومن بينها مصنع «غزل 4» الذى تحدث عنه قائلا بأننا سبق أن زرناه منذ عام ونصف العام، وهو على مساحة 24 ألف متر مربع، كما شاهدنا كل المصانع الأخرى التى بدأت بخطوات سننهيها فى الشهور القليلة القادمة، سواء من حيث النسيج أو الصباغة أو المعالجة، حتى الهالك من الأقطان نعمل على إعادة استخدامه مرة أخرى وتخرج منه منتجات خلال عملية الإنتاج.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى انه تم انتهاء الجولة فى مصنع «غزل 1»، وهو مصنع جديد بالكامل، وعندما زرنا هذا المصنع فى فبراير 2023، كان كل المتواجد فى موقع المصنع هو الهيكل الخرسانى فقط، ولم يكن هناك أى نوع من التشطيبات أو تركيب للماكينات، وأود الإشارة هنا إلى أن هذا المصنع يعد أكبر مصنع فى العالم يحتوى على هذا الحجم من الماكينات تحت سقف واحد.
أضاف أننا نتحدث عن 62 ألف متر مربع، و188 ألف مردن، ينتج من 30 إلى 35 طنا من المنتجات يومياً، لذلك نحن نتحدث عن حجم عملاق من الإنتاج بفضل الله، سيُلبى قدرات الصناعة المصرية، وسيتم التصدير منه للخارج، ويساعد فى توفير العملة الأجنبية خلال الفترة القادمة.
أكد رئيس الوزراء أن هذا كله نتاج جهد كبير جداً تم بذله على مدار هذه الفترة، وفى هذا الصدد، كنت أذكر الدكتور محمود عصمت، بحكم كونه وزير قطاع أعمال سابقا، وتولى عبء تطوير وقيادة العمل، واليوم وهو وزير للكهرباء، بأنه عندما زرنا هذا الموقع سابقاً لم يكن هناك محطات للكهرباء، ولم تكن حتى المنشآت تم تنفيذها، كانت عبارة عن قطعة أرض يتم صب بعض القواعد فيها، واليوم بفضل الله تم الانتهاء من المشروع وتم تشغيله يوم الأربعاء الماضي.
أضاف أن ما يتم تنفيذه فى مصر هو ملحمة عظيمة شاركت فيها كل جهات الدولة لإعادة إحياء هذه الصناعة العزيزة على قلوبنا، والتى هى مصدر فخر لنا جميعاً وستظل مصدر فخر لمصر كلها.
رافق رئيس الوزراء الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، ومحمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، وعلاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية.
من جانبه، أكد المهندس محمد شيمى أن الزيارة التى يقوم بها رئيس الوزراء لشركة غزل المحلة تأتى فى إطار متابعة ما يتم تنفيذه من مصانع جديدة ورفع كفاءة المصانع القائمة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذا الصدد، وتأكيدًا على اهتمام الدولة بكافة أجهزتها بالعمل على دفع عجلة الإنتاج فى مختلف القطاعات، وخاصة قطاع الغزل والنسيج وتعميق الصناعة تعظيمًا لما نمتلكه من مقومات.
أشار وزير قطاع الأعمال العام إلى الجهود المبذولة من قبل الوزارة فى إطار المشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج وإعادة هيكلة الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، موضحًا أن المشروع يستهدف مضاعفة الطاقات الإنتاجية فى الغزول بما يعادل 5 أضعاف الطاقات الحالية لتصل إلى 130 ألف طن سنويًا، ومضاعفة طاقات النسيج 8أضعاف لتصل إلى 198 مليون متر سنويًا، وتعظيم إنتاج الوبريات من 1.2 ألف طن إلى 115 ألف طن سنويًا، وفى الملابس حوالى 5 أضعاف الطاقة الحالية لتصل إلى 40 مليون قطعة، إلى جانب إعادة تأهيل المصانع القائمة ورفع كفاءتها، مما يسهم فى استعادة الريادة المصرية عالميًا فى صناعة الغزل والنسيج وتعزيز تنافسية المنتجات الوطنية فى الأسواق العالمية.
أشار الوزير إلى أن مشروع التطوير بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري، يشمل إنشاء 5 مصانع جديدة وتطوير 3 مصانع أخري، حيث يستحوذ على نحو 45٪ من استثمارات المشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج، مؤكداً فى هذا الصدد على المتابعة المستمرة لموقف مشروع التطوير بمختلف محاوره، ومنها الأعمال الإنشائية وتوريد الماكينات الحديثة من كبرى الشركات العالمية، وكذلك برامج تدريب العاملين للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
استمع رئيس الوزراء إلى عرض تقديمى قدمه الدكتور أحمد شاكر، العضو المنتدب التنفيذى للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج، استعرض خلاله استراتيجية الشركة القابضة والموقف التنفيذى للمشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج، والذى يشمل نحو 65 مصنعًا ومبنى خدميًا على مستوى الجمهورية ما بين إنشاء وتطوير وإعادة تأهيل فى عدد 7 شركات هي: مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري، مصر للغزل والنسيج وصباغى البيضا بكفر الدوار، دمياط للغزل والنسيج، شبين الكوم للغزل والنسيج، الدقهلية للغزل والنسيج، مصر حلوان للغزل والنسيج، والوجه القبلى للغزل والنسيج بالمنيا، إلى جانب نسب الإنجاز وموقف توريد وتركيب الماكينات، وحجم الاستثمارات، والطاقات الإنتاجية المستهدفة بعد اكتمال المشروع.
وخلال زيارته لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري، توجَه الدكتور مدبولى ومرافقوه إلى منطقة المصانع القديمة؛ لتفقد عدد من المصانع المهمة حيث بدأ رئيس الوزراء جولته بتفقد عددٍ من المصانع القائمة التى شهدت إعادة تأهيل ورفع كفاءة بعد تشغيل عدد من الماكينات المتوقفة وتوفير قطع الغيار وإجراء الصيانات اللازمة، والتى شملت مصنع «غزل 2» والذى ينتج الخيوط الممشطة الرفيعة والمتوسطة ويقوم بإنتاج 7 اطنان يوميًا بعد رفع كفاءته، ومصنع «نسيج 3» لإنتاج الأقمشة الراقية المنتجة من الخيوط الرفيعة من القطن المصرى ويتم تصدير معظم إنتاجه للسوق الخارجية، ومصنع «نسيج 1» والذى ينتج جميع أنواع الأقمشة ويتم تصدير معظمها للخارج، مما ساهم فى رفع الطاقات والقدرات الإنتاجية لهذه المصانع.
حرص الدكتور مصطفى مدبولى على إجراء حوارات ودية مع العمال بتلك المصانع للاطمئنان على أوضاعهم وعلى بيئة العمل، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم.