عندما تحدث رئيس وزراء الكيان الصهيونى نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شعرت بالاستفزاز من حديثه الملئ بالكذب والمغالطات وقلب الحقائق الواضحة وضوح الشمس.. نتنياهو مجرم الحرب والارهابى الاول فى العالم، خاطب قاعة خاوية، بعد مغادرة العديد من وفود الدول العربية والاسلامية والدول الحرة، لعدم سماع ما يقوله من أكاذيب وكلمات ومبررات هاوية.. ولم يستمع له إلا عدد من ممثلى الدول الغربية من المؤيدين لإرهابه، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية، الارهابى الاكبر فى العالم.
خطاب نتنياهو فى الجمعية العامة للامم المتحدة، يستحق استحداث جائزة جديدة لنوبل للكذب والخداع.. وكأنه يخاطب عقولاً هشة صماء.
ذهب للجمعية رافضاً لكل المبادرات الدولية لوقف الحرب على لبنان، وهو نفس الخطاب فى كل المؤسسات الدولية فى السابق.. ويأخذ إيران سبيلاً وذريعة لجرائمه فى حق الانسانية والإبادة الجماعية للمدنيين والنساء والاطفال.
ذكر فى خطابه بعض الدول العربية، ذاكراً أن التطبيع سيحقق الرخاء والتقدم، متجاوزاً القضية الفلسطينية مقابل السلام والتطبيع مع الدول العربية التى تقف فى عداء مع إيران.
الجمعية العامة للامم المتحدة هى من أعطت اسرائيل قبل 76 عاماً قرار تقسيم فلسطين عام 48، هى حاليا التى ينتقدها الاسرائيليون لمجرد انها تندد احيانا بعمليات القتل للمدنيين الابرياء فى غزة وجنوب لبنان.. وأعلنها بكل وضوح وصراحة أنه لن يوقف الحرب والقتل والدمار.
الحقيقة، أن امريكا واسرائيل وايران، من يشكلون اللعبة فى الشرق الاوسط.. والعرب أصبحوا لا يملكون من أمورهم شيئا.. وإنما قطعة فى لعبة تحركها الاطراف الثلاثة.
مصر الدولة الوحيدة التى تتعامل بالقلب والصدق فى الدفاع عن القضية الفلسطينية.. لكنها للأسف تقف وحيدة، بينما تقف الولايات المتحده ودول الغرب أمام وخلف اسرائيل.. ولا نغفل أن هناك عدداً من الدول العربية يرون إيران عدوهم الاول فى المنطقة، وبالتبعية حماس وحزب الله.. لذلك فى الحقيقة ان تفكك الامة العربية ساعد اسرائيل فى السير قدماً نحو مزيد من إراقة الدماء العربية.
ورغم ما تمر به مصر من ظروف اقتصادية وتحديات على حدودها من كل الجهات، إلا انها الوحيدة التى تستطيع مواجهة أى عدوان وحماية حدودها بجيشها القوى ووعى شعبها العظيم.. والولايات المتحدة واسرائيل وكل دول العالم تعلم ذلك جيدا، أن مصر خط أحمر لا يمكن الاقتراب اليه.. وما يحدث الآن من جنون نتنياهو بعد ان فشل فى تحقيق مخططاته بتهجير أهل غزة، فاتجه نحو مزيد من الدماء محاولاً تحقيق انتصار مزعوم.
الدول العربيه مطالبة الآن بالتوحد من عباءة اللاعبين الفاعلين فى الشرق الاوسط، فاسرائيل وأمريكا ومعهم دول اقليمية ينفذون خططاً لتحقيق مصالحهما الشخصية، حتى وإن كان اللعب على جثث العرب.