> تناولت فى مقالات عديدة سابقة موضوع السياحة الريفية فى ريف مصر.. فى الدلتا.. وفى الصعيد.. وأشرت إلى أهمية استغلال القصور العديدة المنتشرة فى الريف المصرى فى هذا اللون من السياحة.. وذكرت امثلة عديدة لما يحدث من الاستغلال السياحى لمثل هذه القصور فى الريف الفرنسي.. وكذلك الريف الإنجليزي.. وسأعاود الكتابة حول هذه القصور مرة أخري.. خاصة ونحن نبحث عن زيادة اعداد السياح.. وزيادة الغرف الفندقية.. وزيادة الدخل السياحي..
> ولكنى اليوم أريد أن أتحدث عن الأعداد لتواجد السياحة الريفية فى المشروع العظيم مستقبل مصر.. وهو أمر ممكن جدا الترتيب له من الآن.. خاصة ونحن مازلنا فى مراحل تنفيذ المشروع.. وبشكل خاص فى الدلتا الجديدة التى تقترب من السواحل الشمالية لمصر على البحر المتوسط.. شرقا إلى الإسكندرية ومابعدها.. وغربا إلى الساحل الشمالي.. وما فى هذا الساحل من إمكانيات سياحية.. وامتدادا إلى العلمين.. وما يمكن أن يوفره ذلك من سياحة ريفية وشاطئية وثقافية.. لمن يقوم بالسياحة الريفية فى مشروع الدلتا الجديدة.. إذا وفرنا بها فرصة هذه السياحة.. بعد أن نضيف إليه إضافات بسيطة تفيد فى السياحة الريفية.. مع ما ينتظر هذا المشروع الكبير من زيارات عديدة للتعرف عليه.. يمكن أن نسميها زيارات اليوم الواحد.. ونجمع بينها وبين زيارات لعدة أيام فيما يمكن ان نسميه سياحة ريفية مع الإضافات البسيطة المطلوبة..
>>>
> وقــد أوحــى لــى بهذا حديث السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الاحتفال منذ أسبوعين بحصاد الخير فى مشروع مستقبل مصر.. حين تحدث عن المجتمعات الجديدة التى ستنشأ فى هذا المشروع من مدن وقرى صغيرة وسط المساحات الزراعية فى الدلتا الجديدة.. التى تساوى مساحتها مساحة عدة محافظات.. كما قال الرئيس السيسى فى حديثه عن هذا المشروع الذى سيضاعف مساحة مصر الزراعية بإضافة 4.5 مليون فدان فى عام 2027.. ليرفعها إلى 13.5 مليون فدان.. وهو ليس مشروعا زراعيا فحسب إنما يشمل كذلك الصناعات الزارعية لتصنيع المحاصيل قبل تصديرها.. وقد جرى منذ أسبوعين بحضور الرئيس السيسى افتتاح المرحلة الأولى من مدينة مستقبل مصر الصناعية.. حيث تم إنشاء عدد كبير من المصانع بطاقة مليونى طن من الخضروات.. إلى جانب منتجات الألبان.. بما يرفع حجم التداول السنوى من المنتجات الزراعية إلى عشرين مليون طن.
> ومن هنا ومع هذا المشروع العظيم.. الذى سيعظم عوائد مصر الاقتصادية.. فإننا نريد أن نضيف إليه السياحة الريفية لنعظم من فوائده الاقتصادية..
>>>
> ويوفر مستقبل مصر فرص عمل لاتقل عن 2.5 مليون فرصة عمل بما يعنى 2.5 مليون أسرة ستتوافر لها فرص الأقامة والتسكين.. وهذه المشروعات هى ما نأمل أن تضم معها بعض الأضافات التى تحتاجها السياحة الريفية.. وهو أمر يتيسر إذا وضعنا هذا الجانب فى اعتبارنا تعظيما لجوانب المشروع الأقتصادية.. وأقدم اليوم فكرتين للسياحه الريفيه..
> أما الفكرة الأولى فهى تجربة شخصية انقلها من زيارة لى إلى ريف المجر ضمن مجموعة سياحية كبيرة.. فقد وجدت فى القرية الصغيرة التى زرناها كل الأستعدادات لاستقبال الافواج السياحية الكبيرة.. ففيها ما نسميه عندنا دوار العمدة.. وهو بالفعل دوار عمدة هذه القرية المجرية.. وهو مزود بقاعة كبيرة تصلح للاحتفالات وتناول الطعام.. وهذا ماحدث عند زيارتنا لهذه القرية حيث بدأت زيارتنا بالوصول إلى دوار العمدة.. لنجد فرقة فلكلورية من أبناء القرية.. تنشد الأغانى وتقدم رقصات فلكلورية بأزياء تقليدية جميلة حتى حان موعد الغذاء..
> وبعد الغذاء كان الجزء الثانى من البرنامج التى أعدته القرية.. وكان على ساحة.. أو مضمار لسباق كوميدى للحمير.. يليه سباق لعربات الحقل أشبه بعربات الكارو المصرية.. تجرها خيول يقودها أصحابها.. ويتسابقون بها فى هذا المضمار.. بعد ذلك أتيحت الزيارة لمعرض لمشغولات أبناء القرية من الخشب.. أو من النسيج والتريكو.. مع منتجاتها الزراعية.
>>>
> هذه كانت زيارة ترفيهية ليوم واحد لكن هناك فكرة ثانية شهدتها فى نموذج آخر لسياحة الإقامة الريفية ذكرته من قبل وأعيد الإشارة اليه باختصار.. وهو من قرية صغيرة فى ريف دولة استونيا على بحر البلطيق.. وهى واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفيتى الراحل..
> النموذج بطله صاحب إحدى الضياع.. جمع ضيعة.. أو عزبة.. حولها صاحبها إلى منتجع ريفي.. ليس فيه إلا مبنى واحد من الحجر مخصص للاستقبال والمعيشة والسهر والسمر ومشاهدة التليفزيون أيضا.. اما باقى مكونات المنتجع فهى عبارة عن شاليهات من أخشاب الأشجار كل منها يتكون من غرفتين.. احداهما للنوم فى الطابق العلوي.. والأولى فى المدخل كغرفة معيشة.. وهذه الشاليهات معدة لاستقبال نزلاء المنتجع الريفى الذين يأتون إليه من أستونيا ومن خارجها.. والحجز إليها عبر الإنترنت.. وصيفها دائما محجوز لسنوات..
> فى هذا النموذج يعيش النزلاء حياة الريف مع أشجار وزراعات الضيعة وحيواناتها.. ويستطيعون تناول الثمار من الأشجار أو الذهاب إلى الأبقار لتناول اللبن طازجا وهو يحلب أمامهم.. وممارسة رياضة ركوب الخيل.. أو لعبة الكرة الطائرة.. والقادمون إلى هذه الضيعة يعيشون أياما فى هدوء تام لا يجدونه فى حياتهم العادية.. ويتاح لهم القيام برحلات يومية إلى المدن المجاورة.. ولديهم إمكانية تناول الأطعمة الريفية.. أو إعداد طعامهم بأنفسهم..
>>>
> مثل هذا النموذج سهل جدا تطبيقه فى مشروع مستقبل مصر.. ويمكن أيضا لصاحب أى عزبة مصرية أن ينفذه فى عزبته.. فينقل إليها سياحة ريفية من المصريين.. وغير المصريين من عرب وأجانب..
> هناك أيضا ألوان أخرى من المشاركة الريفية يمكن أن يتيحه مشروع مستقبل مصر باستضافة أفواج الشباب.. والمشاركة فى حصاد أو جنى المحصولات والفواكة.. كما يحدث فى الكثير من المزراع الأوروبية..
> الأهتمام بالسياحة الريفية فى مستقبل مصر سيضيف إلى المشروع عوائد جديدة.. ولكن مع إشراك الشباب أيضا فى زيارة المشروع والمساعدة فى أعماله.. سنساعد فى خلق روح الولاء والانتماء.. والأيمان بمستقبل مصر..