الترويج سياحيا لمصر والذى حدث من خلال الكلب الذكى الذى تسلق الهرم يثبت فاعلية اى احداث تجذب الاهتمام العالمى فى الترويج السياحي..مثل استدعاء المشاهير لزيارة المناطق السياحية..او اقامة احداث هامة فى هذه المناطق كما حدث فى اوبرا عايدة..او عروض ازياء عالمية..او استعراض طائرات او بالونات وغيرها حولالهرم..او اقامة مباريات رياضية حول الهرم كما حدث فى بطولة الاسكواش التى اقيمتفى الهرم فى سنوات سابقه..او السباقات التى تبدأ او تنتهى عند الهرم..كل هذا يفيدفى الترويج اكثر من الاعلان المباشر..ولا شك ان هذه الحادثة الفريدة..للكلب وهو يتسلق الهرم ويجلس فوق قمته..قد تدفع الى مزيد من الابتكارات فى مجال الترويج بعيدا عن الاشكال التقليدية والمعتادة..
لا اعتقد ان قصة كلب الهرم التى انتشرت فى كل انحاء العالم سوف تنطفئ..بل انى اعتقد ان كل زائر للهرم الآن او مستقبلا سوف يبحث عن كلب الهرم..وسوف يتفرس جيدا فى وجوه كل الكلاب التى يصادفها عند الهرم اوابوالهول..لعله يجد من بينهم الكلب « بوكا « كما اسموه..ومن هنا لابد ان نقول لبوكا شكرا..
وامام عبقرية هذا الكلب لابد ان نقول سبحان الله..بل نقول اى كلب هذا الذى درب نفسه بنفسه على صعود الهرم والهبوط منه كأى متسلق محترف..من الذى دربه على هذا..هل صعد معه احد من قبل..فعرف كيف يتسلق الهرم..ام انه رأى احدا يفعل ذلكف أحب ان يقلده ؟..
بلا شك هو كلب يتسم بالذكاء الشديد..كأى كلب بلدى مصري..من فصيلة تهواها اوروبا..ويقتنيها سياح كثيرون يزورن مصر.. ولكن الكلب البلدى لا يلقى فى بلده هذا الترحيب الذى يناله فى اوروبا..ويفضلون عليه انواعا وفصائل كلاب عديدة مستوردة..هو من يصدق عليه المثل :» زامر الحى لايطرب «..
اعرف حادثة وقعت فى احدى قرى الغردقة عندما رأت سائحة المانية كلبا يتردد على قرية الجفتون..فيهشه العاملون بعيدا..لكن قلبها رق لهذا الكلب..فاقتربت منه..وربتت عليهفاطمأن لها الكلب..ثم استأذنت العاملين فى القرية ان تأخذه معها الى المانيا..فرحبواطبعا..فسلكت كل الاجراءات الممكنه من تطعيمات وتصاريح وتذكرة سفرله على الطائرة وغيرها واصطحبته بالفعل معها سعيدة به..وهو سعيد بلاشك بهذه الهجرةالى المانيا..وبعد شهور بعثت هذه السائحة الى قرية الجفتون بصورة الكلب سعيدا فى حديقة بيتها..مستقرا..ولعله تزوج من كلبة المانية ..
لكن لماذا يصعد الكلب بوكا الى قمة الهرم..اهو حب استطلاع يريد ان يعرف ماذا فوق ذلك الهرم الذى يجلس حوله ليل نهار..ام انه يريد هواء نقيا يستنشقه..ام انها رحلته يوميا للتريض صعودا وهبوطا ؟..قريبا من السحاب..هو على اى حال يصعد الهرم وينزلمنه كأى محترف..يدور حول صخور الهرم ليعرف اين يصعد..ولا يصعد فى خط مستقيم..وينزل كذلك فى خطوط متعرجة مع الحنيات والفجوات التى يراها صالحة للقفز منها..وهو يتسلق..ويقفز..ولم يتعثر فى اى قفزة..ولا هوي..فى الصعود او الهبوط..
وما يحدث هذا الان مع كلب الهرم يستحق التأمل..وسائل التواصل الاجتماعى تنشر انه تلقى عرضابشرائه بمائه الف دولار..ولم يذكروا لمن جاء هذا العرض..او اذا كان قد ارسل مباشرةالى الكلب..ايضاتبالغ هذه الوسائل فتذكر ان سائحا عرض خمسة وعشرين الف دولار مناجل صورة معه..بينما يذكر اخر ان شركة امريكية تعد لانتاج فيلم عن كلب الهرم الذى اسموه بوكا..وقد حصدت لقطات كلب الهرم على موقع تيك توك نحو 3،5 مليون مشاهدة فى الايام الاولي..
ولكن الدعايه التى احدثها كلب الهرم لزيارة مصر وزيارة الاهرامات لا تقدر بمال..بما دفع البعض الى الزعم بأنه احد موظفى هيئة التنشيط السياحي..واخرين يقولون ان الذى دربه على صعود الهرم هم مفتشو هيئة الاثار..بل البعض يزعم انه مننسل كلاب فرعونية قديمة استوطنت منطقة الهرم..بل ان البعض كذلك اشار الى ان هذا الكلب هو امتداد لشخصية انوبيس حارس ممر الروح عند المصريين القدماء..وبكل تأكيدهو كلب هرماوي..ممن لا تحلو بهم الهوهوة ليلا الا اثناء عروض الصوت والضوء فيختلط نباحها بأصوات العرض..
ولو انهذا الكلب كان « موظفا « فعلا فى هيئة التنشيط السياحي..كما يدعى البعض..واستطاع ان يجذب ملايين المشاهدات..ويحقق هذه الدعاية الهائلة لمصر لاستحق مكافأة هائلة ايضا..ولكن كل ماطلبه كلب الهرم فى كاريكاتير « الاخبار « فى صفحتها الاخيرة..هو ربع كيلو كباب وكفته..ياله من كلب متواضع..يؤدى عمله دونانتظار كلمه شكر..وهو بذلك يثبت انه ليس موظفا فى اى جهة حكومية..والا كان قد طلب عشرات الحوافز كما يفعل قرناؤه الموظفون..وربما طلب عمولة على كل مشاهدة..
نجاح حملة الترويج السياحى غير المدفوعه التى قام بها متطوعا الكلب بوكا..تدعونا الى التفكير فى حملات مماثلة..افكار غير تقليدية..تشد المشاهدين حول العالم..وهنا لابد من الابتكار..والجميع مدعون الى هذا الابتكار..وفى المقدمة شركات السياحة..وقد ناشدهم الوزير شريف فتحى وزير السياحة والاثار بأن يسهموا فى حملات الترويج والتنشيط..وهو دور تقوم به كثير من الشركات بالفعل ولكن على مستويات محدودة..مما يدعونا الى ان نتوقع مبادرة من الاتحاد المصرى للغرف السياحية وغرفة السياحية ، لكى يتوافقوا جميعا فى حملات مبتكرة تسهم مع الدولة فى الترويج لمصر..وطبعا كلما كانت افكارها غير تقليدية كانت افضل واكثر فاعلية..